استقالة 11 نائباً من "قلب تونس" وانشقاق الكتلة البرلمانية

استقالة 11 نائباً من حزب "قلب تونس" وانشقاق الكتلة البرلمانية

10 مارس 2020
انشقاق غير مسبوق في حزب نبيل القروي (فرانس برس)
+ الخط -
تقدم أحد عشر نائباً من كتلة حزب "قلب تونس"، باستقالتهم إلى البرلمان، لينخفض عدد أعضائها إلى 27 عضواً، ويسجل حزب نبيل القروي انشقاقاً غير مسبوق، ما يهدد مصير الحزب مستقبلاً.

وطرح النواب الـ11 في الكتلة البرلمانية لحزب قلب تونس استقالتهم على مكتب رئيس البرلمان راشد الغنوشي، يتقدمهم رئيس الكتلة حاتم المليكي، ونائب رئيس الكتلة، رجل الأعمال رضا شرف الدين.


وتعد الاستقالة بمثابة الضربة القاصمة لكتلة حزب قلب تونس ولرئيسه نبيل القروي، بعد أسبوعين فقط من تمرير حكومة إلياس الفخفاخ واختيار الحزب نهج المعارضة.

وعرفت كتلة قلب تونس اهتزازات أخيراً بسبب الاختلافات داخلها حول المشاركة في الحكومة من عدمها، وعلاقة الحزب بالأحزاب الأخرى، من بينها حزب تحيا تونس ورئيسه يوسف الشاهد، الذي يعتبره عدد من أبناء قلب تونس قد راوغهم وفوت عليهم فرصة المشاركة في حكومة الحبيب الجملي.

وعزا حاتم المليكي، في تصريح صحافي، أسباب اتخاذهم لقرار الاستقالة، إلى ما اعتبره "غياباً للحوكمة والتسيير داخل الحزب"، فضلاً عن عدم رضائهم عن آليات اتخاذ القرار.
كما بيّن المليكي أن استقالتهم تأتي على خلفية رفضهم للمواقف السياسية لحزب قلب تونس من الحكومة ورئاسة الجمهورية، وعلاقته بالأطراف السياسية الأخرى، إضافة إلى رفضهم لمنهجية وشكل المعارضة التي يريدونها بناءة لا هدامة، حسب تعبيره.

ورجح أن يشكل النواب المستقيلون من حزب قلب تونس وكتلته بالبرلمان كتلة جديدة، وهم رضا شرف الدين وحاتم المليكي وخالد قسومة ونعيمة المنصوري وأميرة شرف الدين وصفاء الغريبي وسهير العسكري ومريم اللغماني وسميرة بن سلامة وحسان بلحاج إبراهم وعماد أولاد جبريل.

وقال المحلل عبد المنعم المؤدب، لـ"العربي الجديد"، إن "توقيت الاستقالات من كتلة قلب تونس وحجمها يعكسان صيرورة جديدة في مسار حزب قلب تونس ومستقبله، والتاريخ يعيد نفسه بشكل أو بآخر مع قلب تونس، على غرار ما حصل مع حزب نداء تونس في المدة البرلمانية السابقة، وهو الذي عاش تصدعا إثر تمرير الحكومة الأولى، وازداد التصدع والانشقاق حدة مع تمرير حكومة يوسف الشاهد، ودخوله في صراع مع الرئيس الراحل السبسي، إلى أن انتهى إلى تكوين كتلة رئيس الحكومة ثم حزب رئيس الحكومة".

وتساءل المؤدب حول مصير مجموعة المستقيلين، التي يمكنها قانونا أن تكون كتلة منفصلة، وعن علاقتها بحكومة الفخفاخ وبرئيسها، خصوصا وأن مواقف عدد من المنشقين كانت مساندة للحكومة ورافضة لخوض تجربة المعارضة.

وبيّن المؤدب أن لعنة التشكيل الحكومي لاحقت كتلة قلب تونس، مرجحا أن يعرف الحزب نزيفا متواصلا من الاستقالات إذا لم ينجح القروي في رأب الصدع بسرعة خلال الأيام الخمسة القادمة قبل تفعيل الاستقالات وإعلانها رسمياً.

المساهمون