مباحثات تركية روسية وسط تقدّم النظام بريفَي إدلب وحلب

مباحثات عسكرية تركية روسية وسط تقدّم النظام السوري بريفَي إدلب وحلب

08 فبراير 2020
سيطرت قوات النظام على بلدات عدة (فرانس برس)
+ الخط -
واصلت قوات النظام السوري تقدّمها في ريفَي إدلب وحلب، بعد دخولها أمس الجمعة إلى مدينة سراقب المحورية، لتقترب أكثر من السيطرة على كامل الطريق الدولي دمشق - حلب، أحد أهم أهداف حملتها الراهنة في الشمال السوري، إضافة الى طريق حلب - اللاذقية الذي سيطرت على أجزاء واسعة منه أيضاً، ومن المتوقع أن تتجه عملياتها العسكرية نحوه في المرحلة التالية.

في الأثناء، أدخلت تركيا المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الأراضي السورية، في وقت انطلقت في العاصمة التركية أنقرة، اليوم السبت، الاجتماعات التقنية والفنية بين روسيا وتركيا، في إطار المشاورات التي تتناول التطورات في إدلب، ومناقشة سبل إيجاد حلّ بعد تصاعد التهديدات التركية للردّ على تقدم النظام السوري في المنطقة.
ووصل الوفد الروسي الرفيع من هيئة الأركان ووزارة الخارجية، بحسب مصادر تركية مطلعة لـ"العربي الجديد"، إلى العاصمة أنقرة مساء أمس الجمعة، لتبدأ اليوم صباحاً الاجتماعات بين الطرفين.

وتشمل أجندة المناقشات، التطورات في المنطقة، وتحضيرات للقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال الفترة المقبلة.
وارتفعت وتيرة التهديدات التركية لقوات النظام السوري التي فرضت سيطرتها على مدينة سراقب، بدعم جوي كثيف من الطيران الروسي، فيما سرعت أنقرة وموسكو، اللتان تبادلتا سابقاً اتهامات بخرق الاتفاقيات بشأن إدلب، من محاولاتهما للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن المنطقة.
وبدأت مباحثات الوفد رفيع المستوى من هيئة الأركان الروسية في أنقرة اليوم، بعد ساعات من تلقي وفد روسي آخر رسالة تهديد بأن تركيا جاهزة للتصعيد إذا لم تحصل تطورات في المفاوضات مع الروس.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السلوفاكي أمس الجمعة، إنّ الوضع في إدلب سيُبحَث مع الوفد الروسي، مؤكداً أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم لوقف المأساة الإنسانية في إدلب، حيث أجبرت أعداد كبيرة من المدنيين على ترك منازلها.

عملية عسكرية جديدة للنظام

وقال مراسل "العربي الجديد" إن قوات النظام السوري في ريف إدلب الشرقي بدأت عملية عسكرية جديدة بمحاذاة الطريق الدولي (حلب - حماة)، انطلاقاً من مواقعها شمال مدينة سراقب، مخترقة الحدود الإدارية لمحافظة حلب، وذلك بعد سيطرتها مساء أمس الجمعة على بلدات محاريم، وآجاز، وخواري، ومكحلة، وتل التباريز، التي تقع على الحدود الإدارية لمحافظتي إدلب شرقاً، وحلب جنوباً، وذلك بهدف السيطرة على الطريق الدولي بين مدينة سراقب وبلدة الزربة في ريف حلب الجنوبي.
وقالت وكالة "سانا" الرسمية إن قوات النظام سيطرت في ريف إدلب الشرقي على قريتَي محاريم وتل كراتين. ووسّعت هذه القوات، بحسب الوكالة، نطاق سيطرتها في ريف حلب الجنوبي لتشمل قرى زيتان، وبرنة، وحوير العيس، وأباد.
وأضافت الوكالة أن قوات النظام سيطرت في أقصى الريف الجنوبي لحلب على قرى حوير العيس، وأباد، وتل التباريز، بعد معارك عنيفة مع المسلحين، مشيرة إلى أنها تابعت عملياتها على مشارف الطريق الدولي حلب – حماة بسلاحي المدفعية والصواريخ.
ومع هذا التقدم، تكون قوات النظام قد سيطرت على كامل أجزاء طريق دمشق – حلب الدولي، داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، وبقي نحو 30 كيلومتراً فقط من الطريق بيد فصائل المعارضة في محافظة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كذلك فإنها ضيقت الخناق على نقطة المراقبة التركية في بلدة العيس، بريف حلب الجنوبي.
ويُعدّ طريق "أم 5" من أطول الطرق في سورية، ويفصل محافظتَي دمشق وحلب على امتداد 356 كيلومتراً.

تعزيزات عسكرية تركية إضافية

في غضون ذلك، دخل المزيد من التعزيزات العسكرية التركية إلى الأراضي السورية ليل الجمعة – السبت، قُدّرت بنحو 200 آلية عسكرية. وقال مصدر من المعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، إن التعزيزات تشمل دبابات ومدافع ومدرعات وناقلات جند، وقد دخلت إلى محافظة إدلب عبر معبر قرية كفرلوسين على الحدود السورية – التركية، وتوزعت على مطار بلدة تفتناز العسكري شمال مدينة إدلب، ومدخل مدينة إدلب الشرقي، حيث أنشأ الجيش التركي يوم أمس الجمعة نقطة جديدة هناك في مبنى الإسكان العسكري، بالإضافة إلى إنشائه نقطة جديدة، صباح اليوم السبت، في معسكر المسطومة، التي وصلت إليها التعزيزات كذلك.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية صباح اليوم الجمعة، إن نقاط المراقبة في إدلب تواصل مهامها، وهي قادرة على حماية نفسها.


ووفق إحصائيات المرصد السوري، فإنّ عدد الشاحنات والآليات العسكرية، من دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، التي دخلت الأراضي السورية منذ 2 فبراير/ شباط الجاري، وصل حتى الآن إلى أكثر من ألف، مع استمرار عملية الدخول تباعاً.

وأنشأ الجيش التركي، أمس الخميس، نقطة مراقبة عسكرية في مطار تفتناز العسكري شرق مدينة إدلب، بعد أن أدخل رتلاً عسكرياً مؤلفاً من 23 آلية عسكرية بينها دبابات ومدرعات.

في غضون ذلك، نعت مواقع موالية للنظام السوري دفعة جديدة من الضباط الذين لقوا حتفهم على محاور ريفي إدلب الشرقي وحلب الجنوبي، من بينهم ضابط برتبة لواء وآخر برتبة عميد، إضافة الى رتب أخرى.