الطيران الروسي يرتكب مجزرة في إدلب... والنظام يدخل سراقب

الطيران الروسي يرتكب مجزرة في إدلب... والنظام يدخل سراقب

06 فبراير 2020
الطيران الروسي استهدف الأحياء السكنية (Getty)
+ الخط -
قُتل عشرة مدنيين، وجُرح آخرون، بقصف جوي استهدف الأحياء السكنية داخل مدينة إدلب وعلى أطرافها، مساء اليوم الخميس، في حين سيطرت قوات النظام، مساء الخميس، على مدينة سراقب الاستراتيجية، شرق إدلب.

وقال مراسل "العربي الجديد" في إدلب، إن القصف نفذته طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي، التي أغارت أربع مرات على مركز المحافظة، شمال غربي سورية، ما أوقع ضحايا، وأحدث دماراً في الممتلكات.

وطاول القصف كذلك، كلاً من مدينة سرمين ومحيطها التي تبعد عن إدلب ستة كيلومترات، وبلدة قيمناس التي تعد أقرب البلدات إلى مدينة إدلب بحوالي أربعة كيلومترات.

وسبق القصف الجوي قصف مدفعي على مدينة إدلب، مصدره مدفعية قوات النظام المتمركزة في بلدة النيرب، شرق إدلب، التي سيطرت عليها قوات النظام ومليشيات تساندها، أمس الأول، خلال المعارك الجارية في محيط مدينة سراقب على الطريق الدولي حلب - اللاذقية "أم 4"، وأوقع القصف قتيلاً نازحاً إلى المدينة من ريف حماة.

في الأثناء، سيطرت قوات النظام، مساء الخميس، على مدينة سراقب الاستراتيجية، شرق إدلب، بدعم جوي روسي، ومن المليشيات الطائفية الموالية لها.

وقال مراسل "العربي الجديد" إن القوات دخلت المدينة بعد أن حاصرتها على مدى 24 ساعة من ثلاثة محاور، وسط مقاومة من أبناء المدينة وفصائل "الجيش الوطني".

وتعتبر المدينة ذات موقع استراتيجي هام، لوقوعها على الطريق الدولي حلب - دمشق، وقربها من مدينة إدلب، التي ما زالت خارج سيطرة النظام.

كما تتمتّع بأهمية لدى جمهور المعارضة، كونها خرجت عن سيطرة النظام منذ عام 2011، ومنها خرجت العديد من فصائل "الجيش الحر"، وكانت من أبرز المدن التي عارضت "هيئة تحرير الشام".

وبهذه السيطرة لم يبق أمام قوات النظام مدن كبيرة لإكمال السيطرة على الطريق الدولي، حيث تسعى للوصول إلى قواتها الموجودة في خان طومان، جنوب غربي حلب.

وفي الآونة الأخيرة سيطرت قوات النظام على عشرات المدن والقرى والبلدات شرق إدلب وجنوب غربي حلب، من أبرزها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، الواقعة أيضاً على الطريق الدولي.

ولم يمنع نشر نقاط المراقبة التركية قوات النظام من التقدم، بل استهدفت القوات إحدى النقاط قرب سراقب وقتلت ثمانية جنود أتراك، قبل يومين.


وفي وقت سابق، هاجمت الفصائل النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام أخيراً في محيط سراقب، في محاولة لاستردادها، بإسناد من مدفعية الجيش التركي داخل نقاطها في محيط المدينة، لكنها اضطرت للانسحاب بعد ساعات من الهجوم، بسبب كثافة النيران والقصف الجوي والمدفعي من قبل طيران النظام وروسيا.

وأرسل الجيش التركي مساء الخميس، تعزيزات عسكرية لنقاطه المتمركزة في إدلب، ضمت أكثر من 20 دبابة، بالإضافة لعربات عسكرية وحاملات جنود.

ورغم أن قصف طيران النظام والروس للمدن والبلدات في عموم إدلب لم يتوقف، ولا سيما الذي يستهدف المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام، بالتزامن مع المعارك الدائرة منذ نهاية العام الماضي، إلا أن القصف الأخير جاء رداً على هجوم معاكس لفصائل المعارضة بإسناد مدفعي تركي على نقاط لقوات النظام كانت قد سيطرت عليها في محيط مدينة سراقب، ولا سيما بلدات النيرب وداديخ وكراتين.

وهاجمت الفصائل تلك النقاط في محاولة لاستردادها، بإسناد من مدفعية الجيش التركي داخل نقاطها في محيط مدينة سراقب، التي قصفت 16 هدفاً لقوات النظام في تلك النقاط، وسط تقدمٍ للفصائل داخل أحياءٍ في تلك البلدات، لكنها اضطرت للانسحاب بعد ساعات من الهجوم، بسبب كثافة النيران والقصف الجوي والمدفعي من قبل طيران النظام وروسيا على محاور تقدم عناصر الفصائل.

بالتزامن مع ذلك، سقطت طائرة استطلاع كانت تحلق في سماء مدينة إدلب، يعتقد أنها تتبع لسلاح الجو الروسي، دون تأكيدات على ذلك، وعدم معرفة السبب وراء سقوطها، إلا أن مصادر عسكرية في إدلب تعتقد أن سبب سقوط الطائرة على أطراف المدينة سببه التشويش على طيران الاستطلاع، الذي عمدت إليه تركيا بعد تبادل القصف الأخير بين نقاطها ونقاط قوات النظام.

وأرسل الجيش التركي، مساء اليوم الخميس، تعزيزات عسكرية لنقاطه المتمركزة في إدلب، ضمت أكثر من 20 دبابة، بالإضافة لعربات عسكرية وحاملات جنود.


إلى ذلك، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باتخاذ تدابير غير مشروطة وفورية لمعالجة الأزمة الإنسانية في إدلب وريف حلب، ووضع حد للجرائم الفظيعة التي يرتكبها "نظام الأسد" بشكل صارخ بحق المدنيين.

وجاء ذلك خلال رسالة أرسلها رئيس الائتلاف أنس العبدة، إلى مجلس الأمن ووزراء خارجية 32 دولة من الدول الصديقة للشعب السوري، أشار فيها إلى أن المجتمع الدولي لم يكن له أي تدخل يذكر لوقف العمليات العسكرية المستمرة في إدلب وريف حلب الغربي الجنوبي، إن كان على المستوى الإنساني أو الدبلوماسي أو السياسي.

وأضاف في رسالته أنّ "غض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري يمكن أن يرتقي إلى مستوى التواطؤ، ويتعارض مع المهمة التي أنشئ مجلس الأمن من أجلها".

ودعا العبدة إلى "توفير المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية والعاجلة، لا سيما تلك المتعلقة بالمأوى والغذاء والتعليم والخدمات الصحية"، وطالب بـ"إدانة صريحة لجميع الجرائم التي يرتكبها النظام في كل الأراضي السورية، ولا سيما في إدلب وريف حلب".