مركز إسرائيلي يرصد "التعاون الاستراتيجي" مع النظام المصري

عرض مركز أبحاث إسرائيلي التعاون الاستراتيجي والأمني والاستخباري بين كل من إسرائيل والنظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أنه يستند إلى تقاسم الطرفين جملة من المصالح الاستراتيجية المشتركة، على رأسها مواجهة الحركات الإسلامية وتركيا وإيران وتبني النهج ذاته في إدارة القضية الفلسطينية.

وفي تقدير موقف أعده السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة حاييم كورين، قال المركز الإسرائيلي لدراسة السياسات الخارجية والإقليمية "متيفيم" إنّ كلاً من النظام المصري وإسرائيل يريان في الحركات الإسلامية وتركيا وإيران مصدراً لتهديد مشترك.

ولفت كورين، الذي عمل أيضاً سفيراً في جنوب السودان، ويعمل حالياً باحثاً في "متيفيم"، إلى أن كلا من النظام المصري وإسرائيل يتعاونان بشكل وثيق في إدارة السياسة تجاه قطاع غزة، مبيناً أنّ محاولات القاهرة الدائمة التوصل لتفاهمات تهدئة بين إسرائيل وحركة "حماس" تندرج في إطار التعاون المشترك بين الطرفين.

وشدد على أن السلام مع مصر يعد مركباً مهماً في استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي وذلك بسبب ثباته وصموده حتى في ظل الهزات التي شهدتها المنطقة على مدى أربعة عقود.

وبحسب كورين، فإن التعاون الاستراتيجي والأمني يتواصل بين القاهرة وتل أبيب على الرغم من طابع السلام البارد بين الطرفين الناجم عن رفض قطاعات واسعة من الشعب المصري التطبيع مع إسرائيل.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترى في الشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والنظام المصري مكسباً لها، على اعتبار أن هذا التعاون يعد أهم ركائز الاستقرار في المنطقة.

ووفقاً لكورين، فإن كلاً من النظام المصري وإسرائيل عملا معاً لمواجهة إيران وتقليص حضورها في المنطقة، ناهيك عن أنهما تعاونا دبلوماسياً لفرض العقوبات عليها والمس بالمنظمات التي تعمل لصالحها في المنطقة.

وحسب المركز، فإن كلاً من النظام المصري الحالي وإسرائيل عكفا على مواجهة تركيا ومحاولة عزلها إقليمياً عبر بناء تحالفات إقليمية، ناهيك عن أن الجانبين يتبنيان النظرة ذاتها إلى الدور الذي يتوجب على الولايات المتحدة لعبه في المنطقة.

وأشار إلى أن التحدي الذي يقف أمام نظام السيسي وإسرائيل يتمثل في جعل التعاون في مجال الطاقة مساراً نحو تعزيز التطبيع مع المجتمع المصري.

وأوضح أن التعاون مع النظام المصري في مجال الطاقة ساهم في تعزيز مكانة إسرائيل الإقليمية، مشيراً إلى تشكل "منتدى غاز الشرق الأوسط"، الذي يضم تل أبيب والقاهرة وعدداً من دول المنطقة، وذلك بعدما وقعت مصر على صفقة لشراء الغاز الإسرائيلي.