اختتام الاجتماعات اليمنية التشاورية في العاصمة الأردنية

اختتام الاجتماعات اليمنية التشاورية في العاصمة الأردنية

27 فبراير 2020
غريفيث: اليمن يشهد واحدة من أهدأ فترات النزاع(فرانس برس)
+ الخط -

 

اختتم مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الخميس، في العاصمة الأردنية عمان اجتماعاً تشاورياً ضم مجموعة كبيرة من الشخصيات اليمنية السياسية والعامة، الذين ناقشوا على مدار يومين، إمكانية استئناف العملية السياسية، والتحديات التي تواجهها، والفرص التي يمكن الاستفادة منها لدفع العملية السلمية إلى الأمام.

وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن: "لقد كان من المشجع أن نسمع من المشاركين أننا نتشاطر الرؤية نفسها للسلام في اليمن، ونتفق جميعا على أن السلام المستدام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل شامل وتفاوضي"، مضيفا "نحن جميعاً متفقون على أن تدابير بناء الثقة لا يمكن أن تستمر من دون عملية سياسية لإعطائها التوجيه والمعنى".

ووفق البيان، فقد ناقش المشاركون النهج والضمانات والحوافز التي يمكن أن تساعد عملية السلام على المضي قدما.

وقال غريفيث في ملاحظاته الختامية: "إنني ممتن بشكل خاص لصراحة المشاركين والمناقشات البناءة التي نجريها هنا، وسنواصل اجتماعاتنا التشاورية وننخرط في حوار بناء بهدف جلب اليمنيين إلى السلام والإزدهار".

وتضمنت المناقشات التحديات التي تحول دون استئناف عملية السلام والفرص التي يمكن الاستفادة منها لدفع العملية إلى الأمام.

وخلال افتتاح أعمال الاجتماع التشاوري، أمس الأربعاء، قال غريفيث، إن اليمن "يشهد واحدة من أهدأ فترات النزاع، ولا سيما في ما يتعلق بالحرب الجوية. لكن التصعيد العسكري الأخير منذ ذلك الحين أظهر هشاشة المكاسب التي تم تحقيقها إلى حد بعيد نظرًا لتحقيقها في غياب عملية سياسية لمنح هذه المكاسب المعنى والاتجاه".

وتابع: "أنا قلق بشكل خاص وعميق من أن التصعيد الذي شهدناه في شرق صنعاء، قد يهدد التقدم الذي تم إحرازه في الحديدة، حتى وإن كان ذلك التقدم محدودًا. فالوضع هناك معرض لخطر تجدد العنف بشكل كبير. ونخشى أن يكون هذا تهديدًا وشيكًا".

وأضاف المبعوث الأممي أنه "بالرغم من هذه الفترة القاتمة، كانت هناك علامات على أن الثقة التي عملت الأطراف بجد لبنائها لم تُهدر، حيث سمحت رحلات الجسر الطبي الجوي أخيرًا لعدد من المرضى اليمنيين الذين لا يزال عددهم قليلًا، بالحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة".

وتابع "في الأسبوع الماضي، اجتمعت الأطراف في عمان لتنفيذ أول تبادل رسمي واسع النطاق للسجناء، وهي خطوة حاسمة نحو تنفيذ اتفاقية استوكهولم. ومن المثير للاهتمام أن الاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي كان بعد اثني عشر شهرًا، منذ انعقاد الاجتماع الأول من قبل، لم يكن التقدم في هذا الملف سريعًا".


وقال أيضاً إنه "على الرغم من القتال المستمر، لا يزال الطرفان يعملان بشكل بنّاء للغاية، في ما يتعلق بالسماح بدخول المزيد من السفن عبر الموانئ في الحديدة"، مضيفاً "نحتاج لترتيب حقيقي لخفض التصعيد يشمل الجميع لضمان ضبط النفس على الصعيد العسكري. ولكن علينا أن ندرك أن انخفاض العنف ليس كافيًا، وكان هذا على وجه الخصوص هو الدرس المستفاد في الأشهر القليلة الماضية".

وشدد في هذا السياق على أنه "لا يوجد بديل للحل التفاوضي. يجب على جميع الأطراف تقديم تنازلات. لا يمكننا الانتظار لفترة أطول. لقد تسبب هذا الصراع بالفعل في سقوط الكثير من الضحايا، وهو يهدد بانهيار الدولة وتفكك النسيج الاجتماعي. وكل يوم نفقده معًا يترجم إلى مزيد من الجهد والوقت والموارد لإعادة بناء المؤسسات والبنية التحتية اللازمة للعودة إلى الحياة الكريمة للشعب اليمني".

وختم قائلاً "لذلك أعتقد أننا في مفترق طرق. سنرى إما اتفاقًا على آلية شاملة لخفض التصعيد، واستئناف العملية السياسية، أو كما أخشى، قد يدخل اليمن في مرحلة جديدة من تصعيد أكبر، حيث يرتفع عدد الضحايا وسيكون الطريق إلى طاولة المفاوضات أكثر صعوبة"، مضيفا "يجب أن لا تكون هناك شروط مسبقة تمنع استئناف المحادثات، بل ينبغي أن تعزز العملية السياسية تلك الالتزامات التي تم التعهد بها وضمان تنفيذها بالكامل وبشكل مستدام".