الهزات مستمرة داخل حزب ميركل: خسارة تاريخية بانتخابات هامبورغ

الهزات مستمرة داخل حزب ميركل: خسارة تاريخية بانتخابات ولاية هامبورغ

24 فبراير 2020
حزب ميركل يمر بانتكاسة (باتريك ستولارز/ فرانس برس)
+ الخط -

نال حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، أسوأ نتيجة له منذ 70 عاما في انتخابات ولاية هامبورغ، التي جرت أمس الأحد، ولم يحصل، وفق النتائج النهائية، حسب ما نقلته وسائل الإعلام الألمانية، اليوم الاثنين، سوى على 11.2 بالمائة من أصوات الناخبين، متراجعا بأكثر من خمسة بالمائة عن انتخابات العام 2015.


وحل الحزب ثالثا بعد "الخضر" و"الاشتراكي الديمقراطي"، لتزيد هذه النتيجة المخيبة من عمق الأزمة والاهتزازات التي يعيشها الحزب في الفترة الأخيرة، بينها انتخابات رئيس وزراء ولاية تورينغن، بعدما ضم نواب الحزب أصواتهم لنواب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف لصالح مرشح "الحزب الليبرالي الحر".
وجرى اعتبار ما حصل بأنه تواطؤ مع اليمين المتطرف، وصل إلى حد إعلان زعيمة "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، أنغريت كرامب كارنباور، قرارها بالاستقالة من منصبها، عدا عن المنافسة الحامية الوطيس على زعامة الحزب بين أربع شخصيات حزبية حتى الآن وجميعهم من ولاية شمال الراين فستفاليا.
ولتزيد التكهنات حول المصير المستقبلي للحزب، أعلن اليوم أنه يرجئ إلى إبريل/ نيسان أو مايو/ أيار القرار بشأن من سيقود الحزب.
وبالعودة إلى نتائج انتخابات ولاية هامبورغ، أثبت "الاشتراكي الديمقراطي" أنه استطاع إعادة رص صفوفه خلال الأشهر الأخيرة، ليحل في الصدارة بنسبة 39.0 بالمائة من الأصوات، بعدما كان في استطلاعات بداية العام يتساوى مع "الخضر" بنسبة 25 بالمائة لكل منهما في نوايا التصويت. وتسود التوقعات بأن يبذل "الاشتراكي الديمقراطي" كافة الجهود لاستثمار هذا الفوز في برلين.
ورغم عدم حلوله أولا، يظل حزب "الخضر" الرابح الأكبر، بعدما ضاعف أرقامه عن انتخابات العام 2015 وحصد ما مجموعه 24.2 بالمائة من الأصوات ليحل ثانيا، ما يؤشر إلى استمرار تحالفه القائم مع "الاشتراكي" بحكم نيلهما لأغلبية المقاعد، ولو بتوازن مختلف للقوة هذه المرة.
وفي التحليلات التي جاءت عقب فرز الأصوات وإعلان النتائج، أجمع مراقبون على أن الناخب عاقب الأحزاب التي صوتت مع "البديل من أجل ألمانيا" في تورينغن، موضحين كذلك أن حزب ميركل بات أمام واقع مأزوم ومعقد بخصوص التحالفات، وهو منهك حاليا ويعاني من الفوضى بفعل الانتكاسات الأخيرة وغياب القيادة.
أما الانتصار المريح لـ"الاشتراكي الديمقراطي"، رغم تراجعه حوالي 5 نقاط عن انتخابات 2015، فقد منحه المزيد من الاستقرار في الولاية، والفضل يعود لما حققه العمدة السابق للمدينة نائب المستشارة ووزير المالية الاتحادي الحالي أولاف شولز، وليس للثنائي المنتخب حديثا لزعامة الحزب. ورغم ذلك، فإن الفوز في هامبورغ سيكون له بعد معنوي ونفسي للحزب بالنظر للإنجاز الذي تحقق بعد مرحلة طويلة من الإخفاقات خلال السنوات الأخيرة للأحزاب الألمانية التاريخية.



من جهة أخرى، عزا قادة اليمين الشعبوي المتطرف سبب تراجعه في هامبورغ إلى الحملة المنظمة ضد حزبهم بعد الاعتداء الدموي العنصري الذي شهدته الأسبوع الماضي مدينة هاناو التابعة لولاية هيسن، وأودى بحياة 8 أشخاص من أصول أجنبية أغلبيتهم من الأتراك والأكراد. واعتبر هؤلاء أنه تم استهداف الحزب واتهامه بالتواطؤ في عملية القتل بفعل التحريض والكراهية التي يبثها قادته في خطاباتهم وبين جمهورهم. 

في هذا السياق، برز تعليق للمرشح الأبرز لـ"البديل"، ديرك نوكيمان، قال فيه إنه كانت هناك حملة استبعاد قصوى لحزبه، فيما كتبت زعيمة كتلة الحزب في البرلمان، إليس فايدل، على "فيسبوك"، أن النتيجة صدى للأحداث التي حصلت في هاناو وعاصفة السخط في جميع أنحاء البلاد.