اتفاق على "خفض العنف" في أفغانستان لمدة أسبوع

اتفاق على "خفض العنف" في أفغانستان لمدة أسبوع اعتباراً من مساء اليوم

21 فبراير 2020
يدخل الاتفاق حيز التنفيذ منتصف هذه الليلة (Getty)
+ الخط -
أعلن مسؤول أفغاني رفيع المستوى، اليوم الجمعة، أن القوات الأفغانية والدولية و"حركة طالبان" ستلتزم بخفض العنف في أفغانستان لسبعة أيام اعتباراً من منتصف الليل.

وقال متحدث باسم مستشار الأمن القومي الأفغاني لـ"رويترز": "استناداً إلى الخطة، سيبدأ خفض العنف بين طالبان وقوات الأمن الدولية والأفغانية لمدة أسبوع".

وفي بيان أصدره في وقت لاحق، أشار المتحدث جاويد فيصل، إلى أن العمل على اتفاق خفض وتيرة العنف مع "طالبان" سيبدأ الليلة، وأن القوات الأفغانية والأجهزة الأمنية على أتم الاستعداد للعمل على الاتفاق ومراقبة مجرياته. كما أعرب البيان عن أمل الحكومة الأفغانية في أن يستمر التوافق، وأن يتحول إلى وقف إطلاق نار دائم، وليكون ذلك طريقاً نحو مصالحة شاملة.

وفي بيان لاحق، أكد مكتب مستشار الأمن القومي الأفغاني، حمد الله محب، أن الأخير ترأس مساء أمس الخميس، جلسة مهمة للقادة الأمنيين بخصوص القضية نفسها، والعمل على اتفاق خفض وتيرة العنف مع "طالبان".

في الأثناء، كشف مصدر في الحكومة الأفغانية لـ"العربي الجديد" عن بعض محتويات الاتفاق، منها أن "طالبان" ستقوم بخفض وتيرة عملياتها بنسبة ثمانين في المائة، مشيراً إلى أن الحركة كانت تقوم يومياً بـ75 عملية وهجوماً، لتخفض هذا العدد وفق التوافق، إلى 15 عملية.

وأضاف المصدر أن "طالبان" لن تستهدف القوات الأفغانية ولا الشرطة في مراكزها وثكناتها الرئيسة، كما لن تقوم بالعمليات على امتداد الطرق الرئيسة. ولن تنفذ الحركة بموجب الاتفاق أي عملية داخل المدن الأفغانية، ولن تقوم باستهداف قواعد ومراكز القوات الأجنبية.

في المقابل، توقف الحكومة الأفغانية والقوات الدولية جميع عملياتها براً وجواً على "طالبان"، وفي حال التعرض لأي مركز أمني أفغاني، تقوم القوات الأفغانية بالردّ بالمثل، وتقوم القوات الدولية بمساندتها.

وكان نائب زعيم حركة "طالبان" سراج الدين حقاني قال في مقال بعنوان "ما تريده طالبان" في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس، إن الحركة ستوقع قريباً اتفاقاً مع الولايات المتحدة لخفض العنف لمدة سبعة أيام، مشيراً إلى أن قيادات الحركة "ملتزمة بالكامل" باحترام الاتفاق "التاريخي".

وأضاف: "وقوفنا اليوم على أعتاب اتفاق للسلام مع الولايات المتحدة ليس بالإنجاز الصغير"، لافتاً إلى أن "تحقيق الاتفاق بكل ما يتضمنه من إمكانات وضمان نجاحه واكتساب سلام دائم سوف تعتمد على احترام بالغ الدقة من الولايات المتحدة لكل التزاماتها".

وكتب: "نحن ملتزمون بالعمل مع باقي الأطراف، في ظل روحية الاحترام الصادق للتوافق على نظام سياسي جديد يشمل الجميع".

كما أكد حقاني أن أنصار الحركة "سيمنعون مجموعات متطرفة من اللجوء إلى أفغانستان للضرب خارجها"، مضيفاً: "ليس في صالح أي أفغاني السماح لمثل هذه المجموعات بأخذ بلادنا رهينة وجعلها ساحة حرب".


وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان"، سهيل شاهين، كشف الإثنين، عن اكتمال اتفاق السلام بين الحركة والولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن الطرفين سيوقعان الاتفاق نهاية شهر فبراير/شباط الجاري في الدوحة، غير أنه بيّن من جهة أخرى، أن اتفاق "خفض العنف" الذي تم التوصل إليه، لم يبدأ تطبيقه بعد.

وقال شاهين، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنّ "حركة طالبان ستعلن خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة، في بيان، موافقتها على الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية قطرية".
وبحسب شاهين، فإن اتفاق السلام سيتم توقيعه في الدوحة، بحضور أطراف دولية وإقليمية، وممثلين عن دول جوار أفغانستان، والأمم المتحدة ومنظمة "التعاون الإسلامي".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق هذا الشهر، أنّ الولايات المتحدة قريبة جداً من إبرام اتفاق سلام مع حركة "طالبان" في أفغانستان.

وقال ترامب في مقابلة إذاعية: "أعتقد أننا قريبون جداً منه. أعتقد أن هناك فرصاً جيدة للتوصل إلى اتفاق وسنرى، مضيفاً في الوقت نفسه أن هذا لا يعني أنه سيكون لدينا حتما اتفاق، لكننا سنعلم ذلك خلال الأسبوعين المقبلين".

كما أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أن بلاده توصلت، خلال المفاوضات الجارية مع حركة "طالبان"، إلى هدنة مؤقتة تمتد أسبوعاً في أفغانستان.