نتنياهو يوظف الحج لكسب الناخبين..من تل أبيب لمكة مباشرة

نتنياهو يوظف الحج في دعايته الانتخابية.. من تل أبيب إلى مكة مباشرة

19 فبراير 2020
غضب من محاولة نتنياهو الاستهزاء بمشاعر المسلمين (Getty)
+ الخط -
وظّف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة أجرتها معه إحدى المحطات الإسرائيلية المحلية (قناة هلا)، فريضة الحج عند المسلمين في دعايته الانتخابية. وأعلن نتنياهو، أمس، مجدداً، أن حكومته ستعمل على قصر رحلة الحج التي يقوم بها المسلمون في الداخل إلى الديار الحجازية عبر الأردن، وفق ترتيبات تعود لعام 1978، بحيث ينطلقون مباشرة من مطار بن غوريون إلى المملكة العربية السعودية.

ولم يكتف نتنياهو بإعلانه هذا، أو بالمفاخرة بالعلاقات التي أقامها مع دول وأنظمة عربية، مشيراً إلى زيارته عُمان، ولقائه برئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان؛ بل زاد على ذلك بنشر منشور على صفحته في "فيسبوك" استهله باقتباس آية 27 من سورة الحج في القرآن الكريم. وتعهد بأن تقوم حكومته المقبلة بقصر مسار الحج، وبالتالي خفض تكاليفه مما يزيد عن عشرة آلاف دولار حالياً (الدولار يساوي 3.45 شيقل) إلى بضعة آلاف من الشواقل.

وسعى نتنياهو في منشوره، والمقابلة التي أرفقها به، إلى التحريض المجدد على القائمة المشتركة للأحزاب العربية، والقول إنها لم تفعل شيئاً لفلسطينيي الداخل، الذين فرضت عليهم المواطنة والجنسية الإسرائيليتان بعد النكبة، من جهة، وإلى الادعاء بأن التقارب والتقاطع في المصالح، وما سماه "ثورة في العلاقات مع دول عربية"، لا يعود فقط إلى الخوف من التهديد الإيراني، بل "لأن العرب معجبون بالإنجازات الإسرائيلية في مختلف المجالات والتجديدات التي يتم ابتكارها وتطويرها في إسرائيل".

ويأتي توجه نتنياهو للناخبين الفلسطينيين في الداخل مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في الثاني من مارس/ آذار المقبل، وفي محاولة من حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، للحصول على أصوات عربية في الانتخابات من خلال توظيف متاعب الحجاج المسلمين من الداخل الفلسطيني، وإطلاق الوعود باختصار رحلات الحج وترتيباتها من جهة، وفي الوقت ذاته الادعاء بأن القائمة المشتركة للأحزاب العربية لم تفعل للعرب شيئاً.

ومع أن نتنياهو يحاول نفي الطبيعة العنصرية لحكومة الاحتلال، والتخلص من آثار التحريض الذي مارسه شخصياً على مدار المعارك الانتخابية الثلاث الأخيرة، منذ انتخابات 2015، عندما ادعى في شريط فيديو له يوم الانتخابات أن "حكم اليمين في خطر وأن جمعيات اليسار تنقل الناخبين العرب لصناديق الاقتراع والعرب يتدفقون عليها"، مروراً بدعايته الانتخابية في المعركتين الأخيرتين في العام الماضي في 8 نيسان/ إبريل و17 سبتمبر/ أيلول عن أن الجنرال غانتس سيشكل حكومة مع القائمة المشتركة ومع الأعضاء العرب الذين اتهمهم بدعم الإرهاب، إلا أن ردود الفعل الأولية في المجتمع الفلسطيني تشير إلى أن محاولات نتنياهو لن تجديه نفعاً.

فقد انتقد ناشطون ومتابعون عرب على "فيسبوك" مجرد موافقة قناة "هلا" على منح نتنياهو منصة وفرصة للتحريض على القائمة المشتركة، واستغلال فريضة الحج لدعايته الانتخابية.
وسخر ناشطون عرب كثر من شريط نتنياهو ومنشوره من جهة، فيما أعرب كثيرون عن غضبهم من محاولة نتنياهو الاستهزاء بمشاعر المسلمين وتوظيف الحج في دعايته الانتخابية.