تصاعد ملحوظ لاعتداءات "داعش" شمالي العراق

تصاعد ملحوظ لاعتداءات "داعش" شمالي العراق

19 فبراير 2020
هجمات ضد القوات العراقية و"الحشد الشعبي" (معاذ الدليمي/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت الأيام الأخيرة تصاعدا ملحوظا في الهجمات التي ينفذها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي ضد مقرات وتجمعات للقوات العراقية وفصائل تابعة لـ"الحشد الشعبي"، كانت أغلبها في شمالي البلاد.

وبينما حمل برلمانيون الحكومة الاتحادية في بغداد مسؤولية تصاعد الهجمات التي تعرض أرواح العراقيين للخطر، أكد آخرون وجود حاجة لقطعات عسكرية قادرة على ملء الفراغ الأمني في بعض المناطق الرخوة.

وليل الثلاثاء الأربعاء، شن عناصر بتنظيم "داعش" هجوما على تجمع للجيش العراقي في بلدة جلولاء بمحافظة ديالى، شرقي البلاد، كما أصيب 4 من مليشيا "حشد كركوك" خلال هجوم للتنظيم على بلدة الرشاد، وفقا لم أكدته خلية الإعلام الحربي، وقبل ذلك شهد يوم الثلاثاء تسجيل مقتل جندي عراقي بهجوم للتنظيم الإرهابي في مدينة خانقين بمحافظة ديالى، كما اقتحم عناصر بـ"داعش" قرية تابعة لمدينة الدبس في كركوك، وأطلقوا النار على سكانها، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين.

وحمل أعضاء كتلة "الاتحاد الوطني الكردستاني" البرلمانية الحكومة الاتحادية مسؤولية ما حدث من خروقات أمنية في كركوك، وأضافوا في بيان: "طالبنا مرارا وتكرارا بوضع حد للخروقات الأمنية المتكررة، وحذرنا من عدم اتخاذ إجراءات جدية بشأن الملف الأمني في المحافظة، غير أن دعواتنا لم تقابل بالاستجابة".

وأضافوا أن على الحكومة الاتحادية تحمل مسؤوليتها في إطار حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، لا سيما في مناطق الأطراف في جنوب وجنوب غرب كركوك، حيث إن "أغلب القرى فيها، هشة أمنيا، ولا ينبغي أن تهمل أرواح المواطنين وتكون حياتهم عرضة للخطر"، معبرين عن "استغرابهم لعدم التعامل مع الملف الأمني والهجمات المتكررة لداعش الإرهابي في مناطق أطراف كركوك بحزم". 

وبشأن تدهور الوضع الأمني في ديالى، قال عضو البرلمان العراقي أحمد الجبوري إن تنظيم "داعش"، بات يشن هجمات بين حين وآخر، ويحاول استهداف مواقع عسكرية، مؤكدا لـ"العربي الجديد أن الموقع الجغرافي لمحافظة ديالى المحاذي لإقليم كردستان ومحافظتي بغداد وصلاح الدين، فضلا عن وجود سلسلة جبال حمرين، جعل بعض المناطق تتحول إلى مناطق لإيواء عناصر "داعش"، يقابل ذلك ضعف بالوجود العسكري في مناطق واقعة شمال بعقوبة (مركز محافظة ديالى مثل بلدتي جلولاء وقره تبة، ومنطقة جبارة.

وأشار إلى أن "هذه المناطق تكاد تكون مفتوحة بالكامل، وهي تحتاج إلى قطعات عسكرية أكثر لسد النقص الهائل في أعداد القوات الأمنية، وهذا الأمر يمثل سببا رئيسيا في تكرار هجمات داعش"، مبينا أن التنظيم قام، الثلاثاء، بشن هجوم بقذائف الهاون على نقطة تفتيش للجيش في جلولاء، مضيفا أنهم طالبوا وزارة الدفاع، وكذلك قيادة عمليات ديالى، وقيادة العمليات المشتركة بالتدخل، مضيفا "في الحقيقة لا نجد جدوى من الطلبات التي قدمناها، وخاصة أنه لم يتم إرسال أي قوة حتى هذه اللحظة إلى هذه المناطق للحفاظ على أمنها".


وبحسب الخبير الأمني محمد الحياني، فإن تنظيم "داعش" يتجه لإعادة لملمة صفوفه وتنفيذ عمليات إرهابية على شكل عمل العصابات الضرب والهرب إلى مقراته التي هي على الأرجح في مناطق ذات تضاريس صعبة، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن آخر هذه الهجمات كان ليل الثلاثاء الأربعاء في ديالى، والذي يعد الهجوم الثاني بالمحافظة خلال 24 ساعة، فضلا عن هجمات مماثلة في كركوك. 

وأشار رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حاكم الزاملي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود قوى إقليمية ودولية، من بينها الولايات المتحدة، تقف وراء التدهور الأمني في العراق، مضيفا "كما أن البلاد اليوم في وضع قلق، فهناك انقسام سياسي وخلافات، كل هذه الأمور أدت إلى استغلال داعش والإرهاب لهذا الوضع".

وتابع: "يوجد دعم دولي وترويج من قبل جهات معينة على أن داعش لا يزال يمتلك القوة والسلاح، وأوصلوا قوة داعش بمستوى أكثر من 2014، وبالطبع هذه مشكلة"، مؤكدا أن "الحل يكمن في اتخاذ خطوات عسكرية تحول دون عودة التنظيم الإرهابي الذي سبق أن تسبب بسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وخسارة مليارات الدولارات، وتدمير البنى التحتية"، وختم قائلا إن "عودة داعش إلى البلاد تعني نهاية العراق".