الفلسطيني فخر أبو زايد... من الأسر وحتى الشهادة

الفلسطيني فخر أبو زايد... من الأسر إلى الشهادة

19 فبراير 2020
جرافة إسرائيلية نقلت جثمان الشهيد فخر (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
طيلة عشرة أيام، حبست مدينة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، أنفاسها، خوفاً على مصير، ابنها منفذ عملية رأس كركر فخر محمود إسماعيل أبو زايد (53 عاماً)، الذي نجح في الانسحاب بعد إصابة جندي إسرائيلي، ومن ثمّ توارى عن الأنظار، لتظهر جثته، أول من أمس الإثنين، على بعد مئات الأمتار من موقع تنفيذه العملية، لينتهي به المطاف شهيداً بعد حياة بدأت بالأسر حينما كان دون سن 16 عاماً.

عملية رأس كركر، والتي جاءت بعد أسبوع على إعلان الولايات المتحدة "صفقة القرن"، كانت نوعية، إذ نفذت في وضح النهار في السادس من الشهر الجاري، حين امتشق أبو زايد، وهو ضابط سابق في أمن السلطة وتخطّى عامه الخمسين، سلاحه، وكَمَن لقوة راجلة من الجيش الإسرائيلي في محيط وادي الدلب قرب قرية رأس كركر شمال غرب رام الله (وسط الضفة المحتلة)، ليصيب جندياً وينجح في الانسحاب من المكان.

ملاحقة ومداهمة بدأتها قوات الاحتلال عقب عملية إطلاق النار مباشرة، استهدفت محال تجارية وقرى بأكملها ونفذت إغلاقات لتجمعات القرى والبلدات الواقعة غرب رام الله.


وتروي عائلة الشهيد فخر أبو زايد، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل ملاحقة ابنها، قائلة إن "قوات الاحتلال اتصلت هاتفياً بها للسؤال عن ابنها فخر بعدما تبين اختفاؤه، ثم دهمت مرات منجرة يمتلكها، ومنزله قيد الإنشاء في بيتونيا، ومنزله الحالي في حي الطيرة غرب رام الله، وجرى اعتقال نجليه هيثم ومحمد، وحقق معهما إلى أن تم الإفراج عنهما بعدما أعلن عن استشهاد والدهما".

وتقول العائلة إنها "عاشت لحظات قاسية وصعبة من القلق على مصير فخر طيلة عشرة أيام لا تعرف عن ابنها فخر شيئاً، في ظل اعتقال أبنائه، ومعاناة زوجة ابنهم فخر من مرض السرطان".

العائلة وبعد الإعلان عن استشهاد ابنها، عاشت ساعات من التوجس على مصيره، فلم تبلغ رسمياً أن من استشهد هو ابنها، حتى ساعات المساء، حينما تواصلت مع الارتباط الفلسطيني الذي أبلغها بذلك، لكن قبلها علمت من وسائل الإعلام التي نقلت الخبر عن مواقع عبرية.

وتلخص الخبر، بحسب الإعلام العبري، بالعثور على جثمان شهيد يعتقد أنه فخر وأن الجثة متحللة، وجرى نقلها بجرافة.

وتؤكد عائلة الشهيد فخر أن جثمان ابنها نقل عبر مقدمة جرافة عسكرية إسرائيلية بطريقة لا تليق بالبشرية، متمنياً "تسليمها الجثمان ليتم دفنه بطريقة لائقة"، مشيرةً إلى أن سلطات الاحتلال تحتجز الجثمان إلى الآن.


استشهاد فخر، وقبل ذلك عمليته النوعية، لا يلخصان مسيرة حياته الحافلة، فهو أسير محرر ينتمي لحركة "فتح"، اعتقل لأول مرة حينما كان عمره أقل من 16 عاماً، ثم اعتقل في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وحكم عليه بالسجن 7 سنوات، لكن أفرج عنه حين توقيع اتفاقية أوسلو، بعدما أمضى 4 سنوات، ونقل إلى أريحا لدى السلطة الفلسطينية عام 1994 وفرضت عليه الإقامة الجبرية.

لاحقاً التحق فخر بالأمن الفلسطيني وأصبح أحد ضباط جهاز المخابرات الفلسطينية العامة، واستقال قبل الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000، دون معرفة الأسباب.

لدى فخر ثلاثة أولاد و3 بنات أكبرهم بنت تبلغ من العمر 28 عاماً وأصغرهم فتى يبلغ من العمر 14 عاماً.