تبون: سنسترجع جماجم المقاومين.. ونحاسب فرنسا عن جرائمها بالجزائر

الرئيس الجزائري: سنسترجع جماجم المقاومين.. ونحاسب فرنسا عن جرائم الاستعمار

18 فبراير 2020
مساع لاسترجاع الجماجم من المتحف الباريسي (ذا أساهي شيمبون/Getty)
+ الخط -
تعهد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، بـ"محاسبة الدولة الفرنسية على جرائمها في الجزائر"، في خطاب سياسي يبلغ للمرة الأولى هذا السقف نحو باريس، وأكد التزامه استرجاع جماجم قادة مقاومات شعبية ومحلية ضد الاستعمار الفرنسي تتواجد داخل متحف بباريس، تماطل السلطات الفرنسية في تسليمها.

وقال الرئيس تبون، في رسالة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد: "في هذا اليوم المبجل والممجد لشهداء الجزائر الأبرار، أجدد عهدي ووفائي لرسالتهم، ووعدي لهم باسترجاع ذاكرتنا ورفات شهدائنا من المستعمر السابق، شهداء الثورات الشعبية التي مهدت لثورة نوفمبر"، مشددا على أن الدولة الجزائرية "لن تتنازل عن محاسبة الدولة الفرنسية عن جرائمها خلال فترة احتلالها للجزائر"، وقال: "لن نسمح أبدا بالإساءة لشهدائنا أو التمثيل بهم، لن نتخلى عن محاسبة المستعمر السابق على استرجاع ذاكرتنا ورفات شهدائنا". 

وكان تبون يشير إلى جماجم قادة المقاومات الشعبية الموجودة في متحف الإنسان في باريس، الذي نقلت إليه منذ أكثر من قرن.

وتطالب السلطات الجزائرية في السنوات الأخيرة بها، وقادت مساعي لاسترجاعها من المتحف، لكن السلطات الفرنسية تماطل في ذلك.

وتم الكشف عن وجود هذه الجماجم عام 2011 من قبل المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي، الذي كشف وجود جماجم لمقاومين جزائريين عندما كان بصدد بحث تاريخي حول المقاومة الشعبية الجزائرية للاستعمار الفرنسي، حيث تم قطع رؤوس المقاومين في سياق انتقامي، أبرزهم الشريف بوبغلة والشيخ بوزيان، أبرز المقاومين الجزائريين، وموسى الدرقاوي ومختار التيطراوي وعيسى الحمادي، ومحمد بن علال، أحد ضباط الأمير عبد القادر الجزائري.

وفي فبراير/ شباط 2016، أطلق مثقفون جزائريون عريضة المليون توقيع لاستعادة جماجم المقاومين من فرنسا ودفنها في الجزائر.

وفي السابع من يناير/ كانون الثاني 2018، أعلنت الحكومة الجزائرية تقديمها طلب استعادة جماجم تعود لقادة المقاومة الشعبية من متحف باريسي.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في زيارته الأخيرة إلى الجزائر في السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2017 موافقته على إعادة الجماجم.

وفي يناير/ كانون الثاني 2019، أعلنت السلطات الجزائرية تحديد هوية 31 جمجمة تعود لمقاومين جزائريين تتواجد في متحف الإنسان بباريس منذ 150 سنة، كانت معروضة للجمهور، قبل أن يتم سحبها من قاعة المتحف. 

وتعتبر إدارة المتحف أن تسليم هذه الجماجم إلى الجزائر يتطلب مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون يسمح بإخراجها من دائرة الأملاك الوطنية، ليسمح بناء على ذلك بالتنازل عنها لصالح الجزائر. 

 

وطالب تبون "الأجيال الشبابية الجديدة في الجزائر" بـ"الاستذكار المستمر للشهداء. نتذكر دفاعهم المستميت عن الهوية الوطنية، دفاعهم ضد سياسات التنصير والتمسيح وفرنسة اللسان والمكان"، مشيرا إلى المحاولات الفرنسية لاستهداف الهوية الجزائرية حتى الوقت الحاضر.

وقال: "سنقف سدا منيعا ضد كل محاولات استهداف الهوية الوطنية. هويتنا تعرضت لمحاولات استهداف متكررة بمناورات خارجية وداخلية"، وشدد: "شبابنا في أمس الحاجة لكي يحفظ الدروس من الشهداء التي تعزز عقيدة ثورة نوفمبر (ثورة التحرير) التي تحصن الوطن والدولة من التكالبات والمؤامرات".

وأشار الرئيس الجزائري إلى أن "التعديل الدستوري سيشكل أولى لبنات وأسس الجزائر الجديدة، وحلمنا يتمثل في بناء الدولة الوطنية القوية والمزدهرة والعادلة والمهيبة الجانب"، حيث يرتقب أن تطرح اللجنة الدستورية التي شكلها تبون مسودة أولى للدستور الجديد، تكون محل مشاورات وحوار سياسي مع القوى السياسية والمدنية في المرحلة الأولى، قبل طرحها للاستفتاء الشعبي في المرحلة الثانية.

المساهمون