تفاصيل اجتماع علاوي بالكتل السياسية قبل تقديم حكومته للبرلمان

تفاصيل اجتماع علاوي بالكتل السياسية قبل تقديم تشكيلة حكومته للبرلمان

17 فبراير 2020
علاوي طلب دعماً غير مشروط لحكومته (الأناضول)
+ الخط -
أنهى رئيس الوزراء العراقي المكلف، محمد توفيق علاوي، اجتماعه مع عدد من قادة الكتل السياسية الرئيسة في البلاد، مساء اليوم الإثنين، داخل المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، ركز على برنامج الحكومة وأسماء المرشحين لشغل الوزارات الاثنتين والعشرين في حكومته.

ونقل مراسل "العربي الجديد"، عن نائب في البرلمان العراقي يتبع تحالف "الفتح" (لم يشارك في الاجتماع، غير أنه تحدث إلى أحد المشاركين فيه)، قوله إن "علاوي طلب دعما غير مشروط لحكومته من قبل الكتل السياسية، بما في ذلك منحه حرية اختيار أعضاء حكومته"، لافتا إلى أنه حصل على تأييد كتل سياسية عدة، من أبرزها "دولة القانون"، بزعامة نوري المالكي، أبرز الكتل المترددة في الأسبوعين الماضيين بشأن منح الثقة لحكومة علاوي.


وبحسب المصدر ذاته، فإن علاوي تعهد بالعمل على إجراء انتخابات مبكرة، والتركيز على برنامج خدمي يصب في صالح تهدئة التظاهرات، محذرا من أن "فشل الحكومة يعني فشل النظام السياسي العراقي بعد 2003 بالكامل، وسيكون باباً لمزيد من التدخل الخارجي في العراق".

في المقابل، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن مصادر لم تسمها أن الاجتماع كان موسعا، وحضره أغلب قادة الكتل السياسية، وتم خلاله التشاور بشأن التشكيلة الحكومية وموعد تقديمها إلى البرلمان، من دون الخوض في مزيد من تفاصيل الاجتماع. إلا أن رئيس كتلة الرافدين النائب يونادم كنا، قال إن "قادة الكتل السياسية اجتمعوا مع علاوي من أجل طرح النقاط الأساسية والاتفاق عليها"، مبينا في تصريح صحافي، أن "من ضمن تلك النقاط أن يكون مرشحو الحقائب الوزارية لكل الوزارات من الشخصيات المستقلة التي يشهد لها بالكفاءة والنزاهة".

وأكد أن "من نقاط الكتل السياسية رفض أي ضغوط سياسية تمارس على علاوي لفرض أسماء مرشحين لبعض الوزارات"، مشيرا الى أنه "جرى خلال اللقاء تأكيد أن الحكومة الجديدة ستعمل من أجل التهيئة لانتخابات مبكرة وتحاسب من قتل وقمع المتظاهرين، وغير ذلك من مطالب المتظاهرين".

وكان أحد المقربين من علاوي قد كشف في وقت سابق اليوم، لـ"العربي الجديد"، أن علاوي وجّه دعوة لكل القوى لقوى السياسية في العراق، من أجل عقد اجتماع مهم وحاسم، قبل التوجه إلى مجلس النواب لتقديم الكابينة الوزارية الجديدة، مع البرنامج الحكومي الخاص به، لغرض حصوله على ثقة البرلمان.

في الأثناء، يجري الحديث عن عدم توافق الكتل الكردية مع علاوي بشأن حكومته المرتقبة. وقال النائب عن تحالف الفتح وليد السهلاني، إن "أغلب الكتل السياسية داخل البرلمان منحت علاوي حرية اختيار كابينته الوزارية وفق شروط الكفاءة والنزاهة، إلا أن القوى الكردية لم تلتزم بذلك"، مبينا أن "الكتل السياسية الكردية قدمت عددا من الشخصيات لرئيس الوزراء وأرادت منه اختيار المناسب منها للحقائب الوزارية".

وأشار إلى أن "الكرد لم يمنحوا علاوي حرية اختيار كابينته الوزارية لتخوفهم من تقديم شخصيات تسبب مشاكل سياسية لهم داخل الإقليم".

في المقابل، حذر تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر، من محاولات إفشال تشكيل حكومة علاوي المرتقبة.

وقال النائب عن التحالف، غايب العميري، في بيان، إن "الحكومة التي اكتملت منذ أيام هي حكومة مستقلة حسب المعلومات المؤكدة لدينا؛ لكن هناك بعض القوى تحاول الرجوع بها إلى المربع الأول من أجل خضوع عدد من الوزارات لها".

ودعا الأحزاب إلى أن "تعي خطورة هذه المرحلة وتطلق حرية الاختيار لعلاوي في تشكيل الكابينة"، مؤكدا أن "الحكومة يجب أن تكون مؤقتة ومهامها محددة بالانتخابات المبكرة ومحاسبة القتلة والفاسدين".

على صعيد عراقي آخر، شهدت العاصمة العراقية بغداد، مساء اليوم، مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقية التي عاودت استخدام بنادق الصيد وقنابل الغاز باتجاه المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط إصابات.

وبحسب مصادر طبية وناشطين، فإن ما لا يقل عن 20 متظاهرا أصيبوا بإطلاقات بنادق الصيد التي تستخدمها قوات الأمن بكثافة، بينها إصابات خطيرة، بينما أصيب آخرون بحالات اختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع.


وتجمع مئات من المتظاهرين في ساحة التحرير، بعد ظهر اليوم، ورفعوا شعارات تدين القمع الأمني، وسط هتافات ضد القوات الأمنية التي قابلتهم بقنابل الغاز.

ووفقا للناشط المدني محمد الأسدي، فإن "عناصر الأمن لجؤوا إلى قنابل الغاز وبنادق الصيد ذات الكرات الحديدية، في مناطق عدة قرب ساحتي الخلاني والوثبة"، مبينا، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أن "الأجواء مرتبكة الآن، وعناصر الأمن يتجمعون قرب نفق التحرير من جهة ساحة الخلاني، الأمر الذي يؤشر إلى وجود نية لتجديد المواجهات مع المتظاهرين.


وفي المحافظات الجنوبية، تجددت الاحتجاجات التي أكد فيها المتظاهرون استمرار رفضهم لتكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة.

ففي محافظة ذي قار، توافد المئات من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية الى ساحة اعتصام الحبوبي، في مدينة الناصرية (مركز المحافظة) وانضموا إلى صفوف المحتجين، وخرجوا بتظاهرات حاشدة رافعين العلم العراقي، كما رفعوا شعارات ترفض تولي محمد علاوي مهمة تشكيل الحكومة، مؤكدين أن القول الفصل في تشكيل الحكومة سيكون صوت الشعب.

وقال الناشط عماد الكاصد، في تغريدة له، إن "المئات من طلبة المدارس الإعدادية في مدينة الناصرية ينظمون تظاهرة داعمة للاعتصام، والتأكيد على استمرار مشاركة الطلبة لحين تحقيق مطالب التظاهرات الاحتجاجية".


كما تجددت التظاهرات، في مدينة كربلاء، إذ احتشد المئات من المتظاهرين في ساحة التربية وسط المدينة، مرددين شعارات وهتافات تندد بالقمع الأمني وبسعي أحزاب السلطة إلى الالتفاف على مطالب المتظاهرين.


كما خرج المئات من أهالي محافظة النجف في تظاهرة حاشدة، وجددوا تأكيدهم عدم التراجع عن التظاهرات حتى تحقيق المطالب، منتقدين الإجراءات القمعية التي يمارسها عناصر الأمن والمليشيات المنفلتة ضدهم، مطالبين بكشف نتائج التحقيق بتلك الانتهاكات.

كما شهدت محافظات البصرة والقادسية والمثنى وبابل، تظاهرات مماثلة، أكد فيها المتظاهرون استمرارهم حتى تحقيق المطالب.