استمرار الاحتجاجات في بغداد والجنوب ودعوات للتظاهر تتمدّد لكردستان

استمرار الاحتجاجات في بغداد والجنوب ودعوات للتظاهر تتمدّد إلى كردستان

17 فبراير 2020
جدّد المتظاهرون رفضهم لتكليف علاوي (أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -
واصل متظاهرو العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية حراكهم الاحتجاجي، على الرغم من وسائل الضغط التي تمارسها قوات الأمن ضد المحتجين، في وقت ظهرت، في تطور جديد، دعوات للتظاهر في مدن إقليم كردستان ضد الأحزاب الحاكمة فيه.
وتعرّض متظاهرون لإصابات وحالات اختناق ليل الأحد– الإثنين بعد استخدام الأمن العراقي قنابل الغاز المسيل للدموع، وبنادق الصيد لتفريق متظاهري ساحة الخلاني ببغداد، والتقدم باتجاه النفق الذي يربط بين ساحتَي الخلاني والتحرير.
وتداول ناشطون مقاطع فديو تظهر متظاهرين تعرضوا لإصابات بليغة في مناطق الرأس والوجه والعينين، نتيجة استخدام قوات مكافحة الشغب بنادق الصيد ذات الكرات الحديدية، أو ما يُعرف في العراق بـ"الصجم"، ضد متظاهري الساحتين.
كما شهدت ساحة الاعتصام في البصرة احتجاجات ليلية لتحدي قرار القوات الأمنية بملاحقة المتظاهرين الذين يقطعون الطرق، وأكد المتظاهرون أن الاستجابة للمطالب هي التي يمكن أن تنهي الاحتجاجات وليس التهديد.
وقالت قيادة عمليات الجيش بالبصرة في بيان، إنها ستعتقل المتظاهرين الذين سيقومون بقطع الطرق الرئيسة والفرعية في التظاهرات، بهدف حفظ الاستقرار في المحافظة، مطالبة بـ "الابتعاد عن لغة التخريب، والعنف، وقطع الطرق الرئيسة والفرعية بحجة المطالبة بالحقوق، بعيداً عن سلطة القانون".
وتوافد مئات المتظاهرين إلى ساحة التغيير بمدينة الرفاعي في محافظة ذي قار، لمساندة المعتصمين هناك، على خلفية تعرضهم لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين. وردّد المتظاهرون هتافات تندد بصمت القوات العراقية عن الانتهاكات المتكررة للقانون من قبل المليشيات المسلحة، مطالبين العشائر والمرجعية الدينية في النجف بالتدخل من أجل حمايتهم.
وجدّد متظاهرو ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) رفضهم لرئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، مؤكدين أن اختيار رئيس الحكومة الموقتة ينبغي أن يتم في ساحات الاحتجاج التي قدمت مئات القتلى وآلاف الجرحى.

وفي تطور لافت، دعا رئيس حراك "الجيل الجديد" الكردي شاسوار عبد الواحد، إلى تنظيم احتجاجات في مدن إقليم كردستان، مشابهة للتظاهرات التي تشهدها العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وقال عبد الواحد في تغريدة عبر "تويتر": "الاحتجاجات التي ندعو إلى تنظيمها في كردستان ضد فساد أحزاب السلطة هذا الأسبوع تستلهم معاني القوة والعزيمة من شباب ثورة تشرين، الذين يسعون جاهدين من أجل وطن يسود فيه العدل، بعيداً عن حكم العوائل"، موضحاً أن التظاهرات ستمكّن أبناء العراق من البناء على أسس سليمة تليق بماضي وحضارة مكونات العراق جميعاً.

على صعيد متصل، قال نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الأعرجي، إن محمد توفيق علاوي لم يكن خيار الكتل السياسية، بل جاء بدعم من جهة دينية كبيرة في العراق، مضيفاً في مقابلة تلفزيونية "أن جهة دينية كبيرة في العراق رشحت علاوي، وهي التي تدعمه، وطلبت منه عدم إشراك الكتل السياسية في حكومته"، في تصريح فُهم أن المقصود به هو المرجع الديني علي السيستاني، وهو ما قد يُتوقع أن يترتب عليه، وفقاً لمراقبين عراقيين، موقف جديد من مرجعية النجف تجاه علاوي، الذي يُرتقب أن يقدّم حكومته للبرلمان خلال الأيام المقبلة.