مادورو يصعّد: مناورات واسعة النطاق للجيش الفنزويلي

مادورو يصعّد: مناورات واسعة النطاق للجيش الفنزويلي

16 فبراير 2020
من ضمن الخطط: الدفاع عن العاصمة (كارلوس بيسيرّا/ الأناضول)
+ الخط -

يواصل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، استعراضاته العسكرية في البلاد، في ظلّ عدم قدرة المعارضة على تغيير المعادلة من جهة، وتراجع الضغط الدولي ضده من جهة أخرى. في هذا السياق، أجرى الجيش الفنزويلي مناورات واسعة النطاق يوم أمس السبت واليوم الأحد، في كل أنحاء البلاد، خصوصاً في العاصمة كراكاس وعلى الحدود مع البرازيل وكولومبيا. والمناورات التي حملت اسم "الدرع البوليفاري 2020"، تضمنت نشر مسلحين مدنيين ومركبات مدرعة، في مسعى من مادورو لإظهار القوة مع استعداد واشنطن لتشديد العقوبات. وتأتي التدريبات بعد أيام من قرار مادورو دمج قوات الاحتياط المدنية، التي تتألف من نحو أربعة ملايين متطوع ذوي مهارات عسكرية محدودة، في القوات المسلحة رسمياً إلى جانب الجيش والبحرية وسلاح الجو والحرس الوطني.

وفي تدريبات على طريق سريع في شرق كراكاس، شارك عدة مئات من الجنود والمسلحين المدنيين في تدريب لمدة عشر دقائق شمل سبل منع "الغزاة" من دخول العاصمة. وسبق أن احتشد مئات من الجنود وعناصر القوات الخاصة الفنزويليين ومدرعات وآليات تنقل صواريخ في ولاية تاخيرا بالقرب من حدود كولومبيا يوم الخميس الماضي لإجراء المناورات التي أمر بها مادورو في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي. وذكر مادورو حينذاك أن هذه المناورات ترمي إلى تحضير المشاركين فيها "للدفاع عن المدن"، معدّداً خمساً من كبرى مدن البلاد، هي: العاصمة كراكاس وماراكاي وفالنسيا وباركيسيميتو وماراكايبو. ودعا قواته إلى أن تكون "مستعدة" من أجل "تحطيم أسنان الإمبريالية" إذا ما تعرّضت بلاده لعدوان خارجي، في إشارة إلى الولايات المتحدة، خصوصاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمّح إلى ذلك في عام 2017.

وسبق لمادورو أن اتهم يوم الجمعة الماضي، نظيره البرازيلي جايير بولسونارو بأنه يسعى إلى "نزاع مسلح" بين بلديهما. وقال أمام صحافيين أجانب في العاصمة إن "بولسونارو يدرب القوات المسلحة البرازيلية لنزاع مسلح مع فنزويلا، ويدعم مجموعة إرهابيين هاجموا ثكنة عسكرية فنزويلية"، في إشارة إلى هجوم شنّه فارّون من الجيش البرازيلي في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي على مركز عسكري في ولاية بوليفار المحاذية للبرازيل. وبعد الهجوم طلب خمسة من منفذي الهجوم الذي قتل فيه جندي، اللجوء إلى البرازيل. وبعدما وصف بولسونارو بـ"الفاشي"، قال الرئيس الفنزويلي: "هناك مجموعات إرهابية تعد انطلاقاً من الأراضي البرازيلية هجمات وعمليات توغل عسكرية ضد فنزويلا، ومن حقنا أن ندافع عن أنفسنا".

ويرفض خصوم مادورو مثل هذه التدريبات ويصفونها بأنها مسرحية تهدف إلى إخفاء التدهور الذي تعاني منه القوات المسلحة وسط التضخم المفرط الذي جعل الرواتب، بما في ذلك رواتب الجنود، لا تكفي لشراء الأغذية الأساسية. وقال زعيم المعارضة خوان غوايدو في مؤتمر صحافي: "إنه تدريب دعائي من الديكتاتورية"، مضيفاً: "أقول للقوات المسلحة: نحن معكم، ونحن على دراية بالجنود الذين يعانون من سوء التغذية".

من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة أمس السبت، فنزويلا بـ"تلفيق أدلة" لتبرير توقيف خال غوايدو بناءً على "تهم سخيفة"، مطالبة بالإفراج عنه. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في بيان: "تدين الولايات المتحدة بشدة اعتقال خوان خوسيه ماركيز، وتطالب بالإفراج عنه فوراً". وعاد خوان غوايدو يوم الثلاثاء الماضي إلى فنزويلا بعد جولة دولية برفقة خاله خوان ماركيز. وتمكن المعارض من مغادرة المطار قرب كراكاس، لكن خاله أوقف فور نزوله من الطائرة. ويتهمه مادورو بالنزول في لشبونة البرتغالية وبحوزته متفجرات مخبأة في مصابيح جيب، رغم أن السلطات البرتغالية تعتبر هذا السيناريو مستحيلاً. وقالت أورتاغوس إن "التهم السخيفة الموجهة إليه تعكس من جديد اليأس المتزايد الذي يعاني منه مادورو وحلفاؤه الفاسدون". وأضافت: "تلفيق أدلة لتبرير عمليات توقيف تعسفية وسياسية، هي وسيلة تافهة لنظام مادورو السابق غير الشرعي"، واصفةً تلك الممارسات بـ"أسلوب العصابات".

وفرضت الولايات المتحدة برنامج عقوبات موسعاً على حكومة مادورو وحثت القوات المسلحة على الانقلاب عليه. وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق من الشهر الحالي إنهم يخططون لإجراءات جديدة لزيادة الضغط على مادورو، الذي يقول إن العقوبات سبب المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
(فرانس برس، رويترز)


المساهمون