ظريف: تلقينا رسالة تهديد "غير لائقة إطلاقاً" من بومبيو

ظريف: تلقينا رسالة تهديد "غير لائقة إطلاقاً" من بومبيو

15 فبراير 2020
ظريف: لن نسلم الصندوق الأسود للخارج (فرانس برس)
+ الخط -
رغم مرور أكثر من شهر على مقتل قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، في غارة جوية أميركية في بغداد، وسقوط الطائرة الأوكرانية في طهران بصاروخ إيراني، إلا أن انعكاسات الحادثين ما زالت تلقي بظلالها على المشهد السياسي الإيراني. 

وكشف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم السبت، لأول مرة، عن تلقي الخارجية الإيرانية، "رسالة تهديد غير لائقة إطلاقاً" من نظيره الأميركي، مايك بومبيو بعد مقتل سليماني.
وعلى صعيد آخر، قال  ظريف اليوم السبت إنه لا يعتقد أن السعودية تريد نزع فتيل التوتر مع إيران نظرا لوجودها بقوة تحت تأثير الحملة الأميركية للضغط على إيران.
وتابع ظريف في مؤتمر ميونيخ للأمن "أعتقد أن جيراننا وخاصة السعودية لا يريدون "خفض التوتر".
وأضاف ظريف أن الجهود الفرنسية واليابانية لدفع إيران والولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات "وجدت آذانا صماء" لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتقد أن إيران على شفا الانهيارالاقتصادي.
وفي موضوع الطائرة، أكد ظريف أن بلاده "لن تسلّم الصندوق الأسود" للخارج.
وأدلى ظريف بهذه التصريحات في مقابلة مع قناة "إن بي سي" الأميركية، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، من دون أن يكشف عن المزيد من التفاصيل بشأن رسالة التهديد الأميركية، مضيفا أن بلاده "ردت بشكل حازم على الرسالة، لكن لم يكن الرد غير مؤدب بالشكل الذي تضمنته رسالة بومبيو". 
يُشار إلى أن القائم بأعمال السفارة السويسرية لدى طهران، وهي راعية المصالح الأميركية في إيران، كان قد زار مقر الخارجية الإيرانية مرتين بعد ساعات من مقتل سليماني، مسلّماً الجانب الإيراني رسالة من واشنطن، بحسب الخارجية السويسرية، كما أكدت الخارجية الإيرانية، حينها، تلقيها رسالة من الإدارة الأميركية عبر سويسرا، لكن وزير الخارجية الإيراني، أكد في وقتها، أنها "كانت رسالة غير عاقلة للغاية".


وبالنسبة لفحوى الرسالة، بحسب الرواية الإيرانية، كان نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، قد قال إن الإدارة الأميركية طالبت "عبر طرق دبلوماسية وغيرها بأن يكون الانتقام متناسبا مع ما فعلته"، في إشارة إلى عملية اغتيال سليماني، لكن راجت، حينها، أنباء في وسائل إعلام وشبكات التواصل، أن واشنطن هددت باغتيال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إذا ردت طهران على اغتيال سليماني، إلا أن "الحرس الثوري" الإيراني، بعد أيام من تهديدات بـ"انتقام قاس"، قصف قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق، بـ13 صاروخا، في الثامن من الشهر الماضي.

وفي اليوم نفسه، بينما العالم كان بانتظار كلمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب تعقيباً على الهجمات الإيرانية، وإن كان سيقرر الرد عليها أو لا؟، نفى وجود أي إصابات بين القوات الأميركية، وبذلك تجنبت واشنطن الرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية، لكن البنتاغون كشف لاحقا أن عدداً من العسكريين الأميركيين، أصيبوا بارتجاج في الدماغ، وعرض الأسبوع الماضي أرقاماً جديدة حول ذلك، مشيرا إلى أن العدد ارتفع إلى 109.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده، أن بلاده ستكشف قريباً عن معلومات جديدة بشأن الهجمات الصاروخية على قاعدة "عين الأسد" الأميركية في العراق، إلا أن وزير خارجية إيران، أكد اليوم السبت، في مقابلته مع قناة "إن بي إس" الأميركية، أن طهران، في ردها على مقتل سليماني، "لم تكن بصدد قتل جنود أميركيين"، مشيراً إلى "أننا أردنا أن نقول لأميركا إنه لا يمكنها أن تتحدث مع إيران بمنطق القوة وإن أي تصرف ضدها ستكون له تبعات".

ظريف: لن نسلّم الصندوق الأسود

وعلى صعيد تطورات الطائرة الأوكرانية التي سقطت بصاروخ إيراني بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران، يوم الهجمات الصاروخية على قاعدة عين الأسد الأميركية، أجرى وزير خارجية إيران مباحثات مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ووزير خارجية أوكرانيا فاديم بريستايكو، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، الذي يختتم غدا الأحد.
وأشارت وكالات أنباء إيرانية، أن هذه المباحثات تناولت بحث سبل التعاون بين إيران وكندا وأوكرانيا حول حادث الطائرة والتعويض على الضحايا، البالغ عددهم 176 شخصاً، من جنسيات أوكرانية وكندية وأفغانية وسويدية وبريطانية، إلا أن معظمهم كانوا إيرانيين، بينهم 57 كندياً من أصول إيرانية.
وفيما كانت السلطات الإيرانية تعزو سبب سقوط الطائرة إلى وجود عطل فني فيها، أقرت القوات المسلحة الإيرانية، بعد ثلاثة أيام من الحادث، أنها سقطت نتيجة إصابتها بصاروخ إيراني "عن طريق خطأ".


وبدا من التصريحات الإيرانية والأوكرانية والكندية، خلال الأيام الأخيرة، أن موضوع الطائرة، ليس في طريقه للحل، وإنما تتصاعد خلافات إيران مع كندا وأوكرانيا، بشأن الصندوق الأسود للطائرة، والذي ما زال في إيران التي ترفض تسليمه للخارج لاستخراج معلوماته، وفي الوقت نفسه، حول تعويض أسر الضحايا.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني، اليوم السبت، في مقابلته مع القناة الأميركية، أن بلاده "لن تسلّم الصندوق الأسود للدول الأجنبية"، لكنه في الوقت ذاته، قال إن "إيران غير قادرة على استخراج معلومات الصندوق".
وأضاف ظريف أن بلاده "لها الحق في قيادة التحقيق بشأن سقوط الطائرة، وفقا لقوانين الملاحة الجوية الدولية"، مشيراً إلى أنها "بحاجة إلى برامج ومعدات خاصة من أميركا ودول غربية أخرى لاستخراج معلومات الصندوق".
ومضى قائلا: "لقد طلبنا المساعدة، فلماذا لم تساعدنا أميركا؟ هذه قضية إنسانية، فلماذا رفضت تزويدنا بالبرنامج والمعدات التقنية؟". كما كشف ظريف أنه علم بأن الطائرة سقطت نتيجة إصابتها بصاروخ إيراني في العاشر من الشهر الماضي، أي بعد ثلاثة أيام من الحادث، قائلا: إنه "كان قد تم إبلاغه قبل ذلك بأن الحادث وقع بسبب عطل فني".
وفي إطار تداعيات حادث الطائرة المنكوبة والخلافات بشأنه، أعلن محاميان كنديان، في وقت سابق من الشهر الجاري، إقامة دعوى في كندا ضد إيران والمرشد الأعلى الإيراني بصفته القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، والحرس الثوري.
وتطالب الدعوى القضائية، المرفوعة ضد إيران في كندا، طهران بتعويض ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار كندي (1.1 مليار دولار أميركي)، إلا أن ظريف، أكد الثلاثاء الماضي، رفض بلاده موقف كندا بشأن التعويضات لأسر الضحايا، معتبراً أنه "لا ينبني على أي أساس". وكان قد أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، يوم الثاني من الشهر الجاري، اعتزام كييف اللجوء إلى القضاء الدولي لزيادة قيمة التعويضات لذوي ضحايا الطائرة، مشيراً إلى رفض العرض الإيراني بصرف 80 ألف دولار عن كل قتيل.