توقعات بقرب التوقيع على اتفاق سلام بين واشنطن و"طالبان"

مصادر لـ"العربي الجديد": قرب التوقيع على اتفاق سلام بين واشنطن و"طالبان"

12 فبراير 2020
مداولات داخل "طالبان" تمهيدا للتوقيع (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات التي تجري في الدوحة، برعاية قطرية، بين مبعوث السلام الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، وحركة "طالبان"، والتي يمثلها بالمفاوضات رئيس المكتب السياسي ونائب زعيم الحركة، الملا عبد الغني برادر، عن قرب التوقيع على "اتفاق سلام" بين الطرفين.

وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن حركة "طالبان" ستلتزم بموجب الاتفاق المزمع توقيعه بـ"خفض العنف" لمدة أسبوع تبدأ نهاية الشهر الجاري، كاختبار لحسن النوايا، وفي نهاية المدة سيجري التوقيع على اتفاق السلام الذي ينص على بدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وإجراء مفاوضات مباشرة بين "طالبان" ومختلف الأطراف الأفغانية، بما فيها الحكومة الأفغانية، لـ"تحقيق المصالحة الوطنية وبحث مستقبل البلاد".

ووفق المصادر نفسها، فإن الجانب الأميركي أبلغ حركة "طالبان" الموافقة على "فترة خفض العنف"، وأن الحركة تجري حاليا مداولات بشأن التوقيع على الاتفاق.

وقدّمت "طالبان"، أواخر شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، عرضاً للجانب الأميركي لوقف إطلاق النار لفترة وجيزة، من 7 إلى 10 أيام، وتقليص عملياتها العسكرية ضد الولايات المتحدة في المدن الرئيسية، لتسهيل التوقيع على اتفاق السلام، وتوفير بيئة آمنة للقوات الأجنبية لمغادرة أفغانستان.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد طالب لدى لقائه الرئيس الأفغاني أشرف غني في دافوس بسويسرا، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، بـ"خفض كبير" في أعمال العنف المنسوبة إلى "طالبان" بغية إجراء "محادثات جادة" حول مستقبل البلاد، وفق بيان للبيت الأبيض.

ووضع الجانبان، في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي جرى خلال الجولة التاسعة من المفاوضات، وتضمّن سحب أكثر من 13 ألف جندي أميركي من أفغانستان، مع جدول زمني واضح، وهو المطلب الرئيس لحركة "طالبان". 

في المقابل، تلتزم "طالبان" عدمَ استخدام مقاتلين أجانب على أراضي أفغانستان، ويتضمن الاتفاق أيضاً وقفاً لإطلاق النار بين الحركة والأميركيين، إلا أن المفاوضات فشلت حيث أعلن ترامب، في الشهر نفسه، أن "مفاوضات السلام مع حركة "طالبان" انتهت"، متهما الحركة بـ"إظهار سوء النية" بعد شنها هجوما في كابول أسفر عن مقتل جندي أميركي، و11 مواطنا أفغانياً، بينما كانت المفاوضات بين الطرفين مستمرة.

وكان الرئيس الأفغاني قد نقل، أمس الثلاثاء، عن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حصول تقدم ملحوظ في الحوار مع حركة "طالبان"، وقال إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي، وأنه أطلعه على حصول "تقدم ملحوظ" في الحوار مع الحركة. 

وأضاف أن بومبيو قدم له معلومات بخصوص عرض "طالبان" حول خفض وتيرة العنف. 

إلى ذلك، قال مصدر رفيع في "طالبان"، لـ"العربي الجديد"، إن هناك انزعاجاً شديداً داخل قيادات الحركة بشأن موقف واشنطن والتباطؤ بخصوص عملية الحوار، موضحاً أن الحركة قدمت عرضها الأخير، الإثنين، للمبعوث الأميركي، وأعطته مهلة 48 ساعة للإجابة بخصوصه، حتى تخرج العملية من حالة الغموض، وتقرر "طالبان" موقفها الأخير.