روسيا تستهدف مخيماً للنازحين والنظام يقترب من باب الهوى

روسيا تستهدف مخيماً للنازحين بريف إدلب والنظام يقترب من معبر باب الهوى

11 فبراير 2020
النظام يسعى لحصار إدلب (جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -
قُتل طفل وأُصيب خمسة مدنيين على الأقل، بقصف من الطيران الحربي الروسي على مخيم للنازحين في ريف إدلب شمال غربي سورية، فيما واصلت قوات النظام عملياتها في ريف حلب الغربي، بدعم جوي روسي، بعد تقدمها وسيطرتها على عدة مناطق في ريف حلب، وسط تكهنات بنية النظام الاستمرار في التقدم باتجاه معبر باب الهوى، ما يضع إدلب في خطر الحصار.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد إنّ الطائرات الحربية الروسية قصفت، فجر اليوم الثلاثاء، مخيماً للنازحين على الطريق الواصل إلى بلدة كفر عروق بريف إدلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل طفل، وإصابة خمسة مدنيين بجروح.

وتزامن ذلك مع قصف مماثل على قرية كللي ومدينة كفرنبل في ريف إدلب وبلدة الأتارب في ريف حلب الغربي، وذلك عقب قصف على ريف حلب الغربي المتاخم لريف إدلب الشمالي أوقع ثلاثة عشر قتيلاً، وفق ما أفاد به الدفاع المدني السوري.

وذكر الدفاع المدني، أنّ ثلاثة عشر مدنياً؛ بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء، قتلوا، فيما أصيب واحد وعشرون مدنياً، بينهم ثمانية أطفال وتسع نساء، جراء القصف، أمس الإثنين، من الطائرات الروسية وطائرات النظام على قرى وبلدات ريفَي إدلب وحلب.

وأشار الدفاع المدني، في بيان، إلى استمرار حركة النزوح باتجاه الشمال السوري، مع تقدم العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام بدعم من روسيا جنوب إدلب وشرقها، لافتاً إلى أنّ فرقه تعمل بجميع كوادرها على إخلاء المدنيين من قرى وبلدات إدلب التي تتعرض للقصف لإبعادهم عن مواقع الخطر.


تقدم للنظام في ريف حلب

إلى ذلك، أكد مصدر عسكري من المعارضة السورية المسلحة، لـ"العربي الجديد سيطرة قوات النظام على عدة قرى في ريف حلب الغربي المتاخم لريف إدلب، مبرزاً أنّ تقدم النظام يزيد من خطورة الوضع في ذلك المحور، ويضع إدلب تحت خطر الحصار شبه المطبق، كما يمنح النظام فرصة الوصول إلى الحدود السورية التركية في حلب وريف إدلب.

وأوضح المصدر أنّ قوات النظام، بعد أن سيطرت على قرى البوابية والكسيبية وتل حدية والزربة والبرقوم ومركز البحوث الزراعية ايكاردا بريف حلب الجنوبي والغربي، بسطت سيطرتها على قرية كفر حلب، وتحاول السيطرة على قرية كفر نوران بعد أن هجرت سكانها بالقصف.


وأضاف المصدر أنّ المعارك تدور بشكل عنيف في محور كفرنوران، إذ تصدت المعارضة وبقية الفصائل المسلحة لعدة هجمات من قوات النظام، وشنت هجمات معاكسة كبدت الأخير خسائر بشرية ومادية جسيمة، إلا أن القوة النارية بفعل الراجمات والطيران الحربي تجبر المعارضة على التراجع.

وبحسب المصدر، في حال سيطرت قوات النظام على كفرنوران فإنها ستصبح على أبواب الطريق المؤدي إلى معبر باب الهوى، ما يؤدي للوصول إلى الطريق الواصل بين إدلب والمعبر، وبالتالي فصل إدلب عن حلب بالكامل، والوصول إلى المعبر يكون هو الأول منذ خسارة النظام للمعبر عام 2012.

وتدير المعبر في الوقت الحالي، إدارة مدنية محسوبة على حكومة الإنقاذ التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، والتي تستخدمها روسيا والنظام ذريعة في الهجوم على إدلب تحت مسمى "الحرب على الإرهاب".

 

النقطة التركية

وكانت القوات التركية قد وضعت، فجر أمس الإثنين، نقطة في موقع الفوج 46 قرب مدينة الأتارب، وذلك في ظل محاولة قوات النظام التقدم إلى تلك النقطة التي تقع قرب الطريق المؤدي إلى معبر باب الهوى.

وبحسب المصدر العسكري، فإنّ النظام قد يواصل تقدمه في ذلك المحور في ظل عدم التوصل إلى اتفاق بين الروس والأتراك لوقف الهجمات في المنطقة، وذلك على غرار ما حلّ في سراقب وغيرها، إذ وضعت تركيا نقاط مراقبة إلا أن قوات النظام تقدمت في محيطها.

وأمس الإثنين، قصفت قوات النظام السوري، نقطة تركية في مطار تفتناز العسكري، أدى إلى مقتل خمسة جنود أتراك وجرح آخرين، وفق ما صرحت به وزارة الدفاع التركية. 

ولاحقاً، قالت الوزارة، في بيان، إنها حيدت 101 من عناصر النظام في عمليات قصف، رداً على قصف النظام.

وكانت "هيئة تحرير الشام" قد فجّرت، أمس الإثنين، سيارة مفخخة في محور المواجهات بقرية ميزناز غرب حلب، تبعتها أيضاً بسيارة مفخخة ثانية أوقعت خسائر بشرية في صفوف النظام، لكنها لم تغير من طبيعة السيطرة على الأرض.

وبات معظم الطريق الدولي حلب- دمشق "إم 5" خاضعاً لسيطرة النظام السوري بشكل كامل، وذلك نتيجة للعمليات العسكرية المدعومة من الطيران الروسي والمليشيات الإيرانية.