مجلس الشيوخ الأميركي يرفض استدعاء شهود في محاكمة ترامب

مجلس الشيوخ الأميركي يرفض استدعاء شهود في محاكمة ترامب

01 فبراير 2020
رفض الشيوخ سماع الشهود بأغلبية ضئيلة (Getty)
+ الخط -
رفض مجلس الشيوخ الأميركي، الجمعة، بأغلبية ضئيلة استدعاء شهود أو عرض وثائق جديدة في المحاكمة الجارية للرئيس دونالد ترامب، مما يمهد الطريق أمام إجراء تصويت نهائي يتوقع أن يُبَرّأ خلاله الرئيس الجمهوري من التهمتين الموجّهتين إليه.

وبأغلبية 51 مقابل 49، أحبط المجلس جهود الديمقراطيين الرامية لاستدعاء مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض جون بولتون، ومستشارين كبار آخرين للرئيس إلى المحاكمة للاستماع إلى إفاداتهم.

وصوّت سناتوران جمهوريان هما ميت رومني وسوزان كولينز مع الديمقراطيين لصالح استدعاء الشهود والوثائق، لكنّ صوتيهما لم يكونا كافيين للوصول إلى أغلبية الـ51 صوتاً لإقرار الطلب.

وأعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، ميتش ماكونيل، الجمعة، أنّ محاكمة الرئيس دونالد ترامب الجارية أمام المجلس ستنتهي "في غضون الأيام المقبلة".

وقال ماكونيل إثر رفض المجلس بأغلبية ضئيلة استدعاء شهود أو عرض وثائق جديدة في المحاكمة إنّ "السناتورات سيتشاورون الآن مع مدّعي مجلس النواب ومحامي الرئيس لتحديد الخطوات الآتية، في الوقت الذي نعدّ فيه لاختتام المحاكمة في الأيام المقبلة".

ولاحقاً أفادت وسائل إعلام أميركية عدّة نقلاً عن مصادر برلمانية أنّ المحاكمة ستستأنف مجدّداً الإثنين، للاستماع على مدى يومين إلى المرافعات الختامية والتداول بالحكم.

وأضافت أنّ التصويت على التّهمتين الموجّهتين إلى ترامب، وهما استغلال سلطته وعرقلة عمل الكونغرس، سيتمّ الأربعاء، وسيفضي إلى تبرئة الرئيس منهما نظراً إلى أنّ إدانته تحتاج إلى أكثرية الثلثين في حين أن الجمهوريين، حلفاء ترامب في المجلس، يتمتعون بالأكثرية في المجلس.

وبذلك، سيصبح ترامب ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يحال إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ بقصد عزله من منصبه ويُبَرّأ من التُهم الموجّهة إليه. وينص الدستور الأميركي على وجوب أن يؤيد ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ، أي 67 من أصل مئة، عزل الرئيس، وهو سقف لا يستطيع المعسكر الديمقراطي بلوغه كونه لا يملك سوى 47 صوتا في المجلس.

ويستعجل ترامب الذي يخوض حملة إعادة انتخابه طي هذا الملف. وأفاد قريبون منه أنه يأمل بتبرئته قبل أن يلقي خطابه التقليدي عن حال الاتحاد مساء الثلاثاء أمام الكونغرس.

كما أن شبكة فوكس ستجري مقابلة معه الأحد قبيل بدء المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأميركية، مع مشاركته في شريط دعائي لهذا الحدث الذي يستقطب مئة مليون مشاهد.

واعتبر محامي البيت الأبيض بات كيبولون أن التبرئة ستكون "أفضل أمر بالنسبة الى البلاد". من جهته، اعتبر كبير المدعين النائب الديمقراطي آدم شيف أن تبرئة ترامب ستعني "تطبيعا لعدم احترام القانون".

وصرح زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الجمعة أن تبرئة ترامب "لا تعني شيئا" إذا رفض أعضاء المجلس استدعاء شهود إضافيين، وستكون "ثمرة محاكمة مزورة". وكان الديمقراطيون وجهوا الاتهام إلى ترامب في 18 كانون الأول/ديسمبر بفضل غالبيتهم في مجلس النواب.

وجرت جلسات التحقيق في أجواء محمومة، وتخللها جدل حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين. وخلال المحاكمة أمام مجلس الشيوخ، اتهم المدعون الديمقراطيون الرئيس بأنه طلب من أوكرانيا التحقيق في شأن جو بايدن، خصمه المحتمل الأبرز في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، فضلا عن تجميده مساعدة عسكرية حيوية لهذا البلد.



وأكدوا أن ترامب استغل منصبه لـ"تشويه سمعة" منافسه وممارسة "الغش" على حساب مصالح الولايات المتحدة. وأضافوا أنه بذل ما في وسعه لعرقلة التحقيق في الكونغرس، بعدما كشف أمره مخبرٌ في الاستخبارات، ما شكل انتهاكا للدستور.

وردّ محامو ترامب أن الفساد في أوكرانيا كان يثير قلقه، ومن حقه "أن يطرح أسئلة" عن جو بايدن والأعمال التي يقوم بها نجله هانتر في هذا البلد. وأكّدوا أنّه ليس هناك ما يُبرّر عزله حتّى لو ثبُتت الاتّهامات بحقّه، مطالبين أعضاء مجلس الشيوخ بـ"ترك القرار للناخبين".

(فرانس برس)