حراك دبلوماسي مكثّف في تونس حول ليبيا

حراك دبلوماسي مكثّف في تونس حول ليبيا

09 يناير 2020
التقى لودريان مع الغنوشي (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
تعيش تونس على وقع حراك دبلوماسي ملفت، بعد فترة ركود طويلة على مستوى العلاقات الخارجية، لتسجل البلاد، اليوم الخميس، زيارة لوزيري خارجية فرنسا جان إيف لودريان، والسعودية فيصل بن فرحان آل سعود، إلى جانب لقاءات ثنائية، كانت تطورات الوضع الليبي محورها.

والتقى الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الخميس، وزير أوروبا والشؤون الخارجية للجمهوريّة الفرنسيّة جان إيف لودريان، في إطار زيارة رسمية لتونس.

وتأتي زيارة لودريان القادم من القاهرة، بعد لقاء جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لتباحث الوضع في ليبيا.

وتعد هذه الزيارة أول زيارة رسمية لمسؤول فرنسي رفيع المستوى، منذ انتخاب سعيد في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولاعتبار أنّ فرنسا هي الشريك الاقتصادي الأول لتونس، كما أنّه بالعودة للعلاقات ببن البلدين، دأب الرؤساء المتعاقبون في تونس على زيارة باريس خلال أول تنقلاتهم الخارجية، غير أنّ الرئيس التونسي الجديد لم يقم بأي زيارة خارجية منذ توليه مهامه.

وقال لودريان، في تصريح صحافي، عقب لقائه بسعيد، إنّ "المحادثات مع الرئيس التونسي شملت الوضع في ليبيا والعمل المشترك على استقرار الوضع هناك، مع احترام القانون الدولي، وهي أولوية تتقاسمها فرنسا مع تونس".

وأضاف الوزير الفرنسي، "تحدثت مع الرئيس التونسي أيضاً بشأن لقاءاتي في القاهرة وبروكسل، مع الزملاء الأوروبيين والمصريين، حول تبعات التصعيد في ليبيا الذي يهدد بضرب استقرار المنطقة".

وحذر من أنّ "التصعيد في ليبيا يهدد استقرار دول منطقتي المغرب والساحل".

وأضاف لودريان أنّ "التصعيد الليبي أصبح يهدد استقرار دول ضفتي البحر المتوسط"، مشيراً إلى أن "تحقيق السلام في ليبيا هدف مشترك بين تونس وفرنسا".

وجدد بالمناسبة إبلاغ سعيد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للقيام بزيارة رسميّة إلى فرنسا، في إطار العلاقات "الوثيقة" التي تجمع البلدين.

من جهة ثانية، أكد الوزير الفرنسي استعداد بلاده للعمل مع تونس في إطار عضويتها بمجلس الأمن الدولي على امتداد سنتين، مشيراً أيضاً إلى أهمية القمة الفرنكوفونية التي ستحتضنها تونس هذا العام.

وبعد اللقاء مع سعيد، انتقل الوزير الفرنسي إلى مقر البرلمان التونسي، حيث جمعه لقاء برئيس مجلس الشعب راشد الغنوشي، بحضور ممثلين عن كتل البرلمان.



على خط مواز لزيارة الوزير الفرنسي، يحل في تونس، اليوم الخميس، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، برفقة الوزير أحمد بن عبد العزيز قطان، وزير الدولة للشؤون الأفريقية.

ويلتقي المسؤولان السعوديان، خلال هذه الزيارة، الرئيس سعيّد، لتسليمه رسالة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وفق ما صرّح به، اليوم الخميس، سفير المملكة العربية السعودية في تونس محمد بن محمود العلي، لوكالة "تونس أفريقيا للأنباء".

إلى ذلك، تناول لقاء رئيس البرلمان راشد الغنوشي، بالسفير الروسي سيرغي نيكولايف، اليوم الخميس، الملف الليبي، إذ أكد الغنوشي، بحسب بيان، "عن أمله في تحقيق السّلم، وفي أن تتوحّد الجهود لتسوية الأزمة، وأن يعمل المجتمع الدولي على إخماد فتيل الحرب".

من جهته، أكّد نيكولايف "تطابق الموقف الروسي مع الموقف التونسي الذي يعتبر الأزمة الليبية الحالية شأناً داخلياً، والداعي إلى ضرورة استئناف الحوار وإعادة العملية السياسية تحت رعاية أممية".

دلالات