العراق: بيانان منفصلان لرئيسي الجمهورية والبرلمان بإدانة الهجوم الإيراني

العراق: بيانان منفصلان لرئيسي الجمهورية والبرلمان بإدانة الهجوم الإيراني

08 يناير 2020
تنديد بتحويل العراق لساحة حرب (حسين فالح/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد فشل الرئاسات العراقية بالتوصل إلى موقف موحد إزاء القصف الإيراني، الذي استهدف قواعد أميركية داخل العراق، وعقب البيان الخجول لرئاسة حكومة تصريف الأعمال، أصدر رئيسا الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمد الحلبوسي بيانين منفصلين، لإدانة القصف.

وكان مسؤول عراقي رفيع في بغداد قد كشف لـ"العربي الجديد" خلافات حادة بين الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء) حول صياغة بيان أولي حول الاعتداء الصاروخي الإيراني على القواعد العراقية.

وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الجمهورية، "نتابع بقلق بالغ التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، ونستنكر القصف الصاروخي الإيراني الذي طال مواقع عسكرية على الأراضي العراقية، ونجدد رفضنا الخرق المتكرر للسيادة الوطنية وتحويل العراق إلى ساحة حرب للأطراف المتنازعة".

وأكد أن "العراق سبق له أن أعلن رفضه أن يكون منطلقاً للاعتداء على أية دولة، كما يرفض أن يكون مصدر تهديد لأيّ من جيرانه، وأن أمنه وسيادته يجب أن يصانا وفق المواثيق الدولية والعلاقات والاتفاقات الثنائية"، مشددا على أن "وجود قوات التحالف الدولي في العراق تم على أساس الاتفاقات المبرمة بين الحكومة العراقية والدول التي تشكل التحالف منها، لضرورات محاربة الإرهاب، وأن سياق ومصير تواجد هذه القوات هو شأن داخلي عراقي، وأن الحكومة العراقية والبرلمان معنيان به، وفق الأطر القانونية والدستورية والدبلوماسية، وعلى أساس التوافق الوطني وأولويات الأمن الوطني العراقي".

ودعا كل الأطراف إلى "ضبط النفس والحكمة وتغليب لغة الحوار وعدم الانجرار إلى حرب مفتوحة تهدد أمن وسلم المنطقة والعالم، مثلما طالب الجميع بتجنيب شعبه وشعوب المنطقة أضرار أي صِدام عسكري في ضوء وضعه الأمني والسياسي الخاص"، مشددا على "الحفاظ على وحدة شعبنا وتماسكه لحماية سيادة البلد ومنع زجه في أتون حرب جديدة".

وكان المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، قد أعلن موقف الحكومة في بيان رسمي، أكد فيه أن الأخير كان على علم مسبق بالضربات الصاروخية الإيرانية على بلاده، والتي استهدفت قواعد تستضيف قوات أميركية، مؤكدا في الوقت نفسه عدم تسجيل خسائر في صفوف القوات العراقية أو قوات التحالف.

من جهته، دعا رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، الحكومة العراقية إلى "اتخاذ الإجراءات والتدابير السياسية والقانونية والأمنية اللازمة، لإيقاف مثل هذه الاعتداءات، والعمل على حفظ السيادة العراقية من الانتهاكات"، وأكد في بيان له "الرفض القاطع لمحاولة الأطراف المتنازعة استخدام الساحة العراقية في تصفية الحسابات، وألا يكون العراق ساحةً للتصفيات والاقتتال، أو طرفا في أي صراع إقليمي أو دولي".

كذلك دعا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وتغليب الحكمة"، مشيرا إلى "أهمية وحدة الموقف الوطني وتضامن القوى والفعاليات الوطنية لمواجهة التحديات، وحفظ استقرار البلد وأمنه ومصالحه، وتجنيب شعبنا ويلات الحروب".


وأعلن "الحرس الثوري" الإيراني بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء أن قواته استهدفت قاعدة عين الأسد التي تضم جنوداً أميركيين في محافظة الأنبار العراقية بصواريخ أرض - أرض، إضافة إلى القاعدة الأميركية في أربيل، في أول رد إيراني على اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، يوم الجمعة الماضي.

وقُتل سليماني، ومعاون قائد "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، فضلاً عن ضباط وعناصر من الحرس الثوري و"الحشد"، في ضربة أميركية قرب مطار بغداد، ويشكل هذا التطور تصعيدًا كبيرًا بين الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفان وثيقان لبغداد، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحول البلد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.