قوات الأمن العراقية تستخدم أسلحة مخصصة للصيد بمواجهة المتظاهرين

قوات الأمن العراقية تستخدم أسلحة مخصصة للصيد في مواجهة المتظاهرين

30 يناير 2020
القوات الأمنية ما زالت تمارس العنف ضد المحتجين (الأناضول)
+ الخط -

 

مع تواصل عمليات القمع التي تمارسها الأجهزة الأمنية العراقية بحق المتظاهرين في بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، بالتزامن مع تصعيد واضح بعمليات الاعتقال وخطف ناشطين، سجلت الساعات الماضية استخدام الأمن العراقي بنادق صيد، المعروفة في العراق ببنادق "الصجم"، (الكرات الحديدية).

وأكدت مصادر طبية من بغداد جرح العشرات من المتظاهرين بعد تعرضهم لإصابات من قبل قوات مكافحة الشغب التي تستخدم البنادق، وبعض الأشخاص حالاتهم خطيرة، لا سيما أولئك الذين أصيبوا في منطقة العين والرأس، في محاولة لإنهاء الاحتجاجات المتواصلة منذ 120 يوماً في العاصمة العراقية ومدن وسط وجنوب البلاد.

وقالت المصادر، وهي من مدينة الطب قي العاصمة بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "عشرات المتظاهرين تعرضوا لإصابات بـ(الصجم)، بمناطق متفرقة من الجسم، وهي قادرة على اختراق الجسد، وهو ما يتطلب تدخلا جراحيا لإخراجها"، لافتة إلى أن "القوات الأمنية ما زالت تمارس العنف مع المحتجين، وهناك الكثير من المحتجين يرقدون في مستشفيات بغداد بسبب الأساليب القمعية التي تعد غير اعتيادية بالرغم من سلمية المحتجين".

وأشارت إلى أن "إدارات المستشفيات والمراكز الصحية أخطرت وزارة الصحة بشأن التطور الأخير الذي يتعرض له المحتجون في بغداد تحديداً من أساليب قمعية أدت إلى إصابة العشرات خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبضمنها استخدام مسدسات وبنادق الصجم"، مبينة أن "الوزارة أبلغت مدراء المستشفيات بأنها خاطبت وزارة الداخلية ومكتب رئيس الوزراء بهذا الأمر".

من جهته، أكد الناشط والمحتج أحمد الغزالي، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات الأمنية في بغداد لا تزال تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين، بالرغم من أن رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي كان قد وعد الشعب والمتظاهرين بمنع استخدام الرصاص والعنف المفرط ومحاسبة الضباط والعناصر الأمنية التي لا تلتزم، ولكن في الواقع فإن في العنف ما زال موجوداً مع اشتراك قوات غير نظامية إلى جانب الشرطة وعناصر مكافحة الشغب لقتل المحتجين".

وأضاف أن "رقعة التظاهرات تمددت، ويسعى المتظاهرون إلى التوغل في عمق أسواق الشورجة، وبسبب هذه التمدد تمارس القوات العراقية قمعاً غير مسبوق، بواسطة عناصر ملثمة تتبع للفصائل المسلحة الموالية لإيران"، مبيناً أن "بعض حالات الهجوم على المتظاهرين نُفذت بواسطة مسلحين لا يرتدون الزي العسكري وحملوا معهم بنادق الصجم التي باتت تستخدم ضد المحتجين منذ أيام".

من جهته، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق علي البياتي إن "المفوضية رصدت حالات كثيرة تعرضت إلى إصابات بأسلحة جديدة تستخدمها قوات الأمن العراقية ضد المحتجين، وهي بنادق الصجم، التي تستخدم في صيد الحيوانات البرية"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "سياسة القمع أثبتت فشلها، حيث إن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف المحتجين لم يساهم في انتهاء موجة التظاهرات، وعلى الحكومة أن تبعد عناصرها والمليشيات الداعمة لها عن هذا الخيار".


ولفت البياتي إلى أن "الحكومة العراقية تفقد يوماً بعد آخر التضامن والتعاون الدولي في دعم العملية السياسية بالداخل، وهذا مؤشر يدل على نهاية الطبقة الحاكمة وما تحوي من أحزاب وفصائل مسلحة، لأن العالم ينظر إلى البلدان من زاوية مدى تطبيق مبادئ حقوق الإنسان".

وأشار إلى أن "العالم كله بات يعرف أن القرار الأمني في العراق تقوده جهات غامضة، والحكومة لا تعلم بالكثير مما يحدث في الخارج، إذ تُمارس عملية تضليل كبيرة على عادل عبد المهدي ومكتبه، وهذا يعني أن الدولة العميقة التي لا تحترم الإنسان هي التي تقود البلد حالياً".

ويأتي ذلك في ظلّ استمرار التظاهرات في العاصمة بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، التي سجلت أخيراً مواجهات جديدة بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن إصابة نحو 30 متظاهراً جراء قنابل الغاز والرصاص الحي، بينما أعلن في كربلاء عن وفاة متظاهر متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام بنيران قوات الأمن العراقية.

ويشهد العراق، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تظاهرات احتجاجية للمطالبة بإصلاح العملية السياسية وحل مشاكل البطالة وتحسين الواقع المعيشي، أسفرت عن إسقاط حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ورافقت التظاهرات أعمال عنف مفرط، باستخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع واختطاف واغتيال الناشطين.