السودان: أول انقسام بقوى الحرية والتغيير قبيل "مواكب مليونية"

السودان: أول انقسام بقوى الحرية والتغيير قبيل "مواكب مليونية"

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
30 يناير 2020
+ الخط -
يشهد الصف الثوري في السودان، اليوم الخميس، أول حالة انقسام، عطفاً على دعوة وجّهها تجمّع المهنيين السودانيين للخروج في مسيرة مليونية للضغط على الحكومة لتعيين حكام مدنيين للولايات وتشكيل البرلمان الانتقالي.

وتجمّع المهنيين السودانيين تحالف لنقابات لم يكن نظام عمر البشير المعزول يعترف بها، وهو الذي قاد الحراك الثوري السوداني، وتُوِّج بإطاحة البشير، بعد دخول التجمع في تحالف عريض مع مكونات سياسية ومدنية أخرى، أبرزها "نداء السودان"، و"التجمع الاتحادي"، و"قوى الإجماع الوطني"، وكل ذلك تحت لافتة تحالف "قوى الحرية والتغيير".

وعزا التجمع دعوته إلى مواكب اليوم، إلى استعجال إكمال هياكل السلطة الانتقالية، بما فيها بناء حكومات الولايات بتعيين حكام مدنيين خلفاً للعسكريين الذين عيّنهم المجلس العسكري المحلول، وتشكيل مجلس تشريعي انتقالي يقوم بمهام الرقابة والتشريع، عدا تشكيل مفوضيات مستقلة حددها الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد حالياً.

وأكد التجمع، في بياناته التي صدرت في الأيام الماضية، أن مثل تلك الخطوات ستساهم في تفكيك النظام السابق، وإعطاء الصبغة المدنية على الحكم، فضلاً عن علاج أزمات أمنية واقتصادية فشل الحكام العسكريون في حلّها طوال نحو 10 أشهر من تعيينهم.

وحصلت دعوة التجمع على تفاعل واستجابة من غالب المكونات النقابة الموالية له، التي أكدت استعدادها بمشاركة قواعدها في المواكب المعلنة عند الساعة الواحدة من ظهر اليوم في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث وبقية المدن السودانية، على أن يكون تركيز مواكب الخرطوم على تسليم مذكرة لمجلس الوزراء في هذا الخصوص.

لكن قوى سياسية عديدة داخل "الحرية والتغيير"، رفضت المبررات التي حددها تجمع المهنيين، واستنكرت الدعوة إلى الخروج ضد حكومة شكلتها "قوى الحرية والتغيير"، بما فيها تجمّع المهنيين نفسه.

ومن أبرز الأحزاب الرافضة للمواكب، حزب "الأمة" القومي بزعامة الصادق المهدي الذي أصدر بياناً حثّ فيه تجمّع المهنيين على وقف المسيرات، لتفويت الفرصة على المتربصين بالثورة، كذلك حثّ الحزب التجمع على الاستمرار في القيام بواجبه في حراسة الثورة وتنسيق الجهود مع كل الأطراف لتجاوز تحديات الفترة الانتقالية، من أجل تحقيق تطلعات الشعب في الحرية والسلام والعدالة والعيش الكريم.

وأكد الحزب الاستمرار في دوره بتشجيع كل الأطراف للمواصلة في تمتين أواصـر الشراكة القائمة بين "الحرية والتغيير" والحكومة للوصول إلى التحول الديمقراطي المنشود وإنجاح الفترة الانتقالية.

ولم يقتصر الموقف الرافض على حزب "الأمة" وبعض القوى السياسية الأخرى، بل تعداه ليصل إلى لجان المقاومة في الأحياء، وهي القاعدة الأساسية للتظاهرات والمواكب. فقد أصدرت لجنة مقاومة البراري، وهي واحدة من أقوى اللجان، بياناً قاطعت فيه دعوات تجمّع المهنيين، وأعلنت استعدادها للتنسيق مع لجان المقاومة الأخرى في هذا الموقف، مشيرة إلى قدرتها على مخاطبة الحكومة مباشرةً دون ضغوط عليها.

ومع كل ذلك، ستحسم الساعات المقبلة مستوى الاستجابة للدعوات المليونية، وقبل ذلك قد تحسم حالة اصطفاف جديد داخل التحالفات الحاكمة اليوم والمعارضة بالأمس.

دلالات

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية