النظام يحاصر معرة النعمان وتركيا تحذر من استهداف جنودها

النظام يحاصر معرة النعمان وتركيا تحذر من استهداف نقاط مراقبتها

28 يناير 2020
المعارك مع قوات النظام مستمرة على عدة محاور(Getty)
+ الخط -

نفت مصادر عسكرية معارضة لـ"العربي الجديد" سيطرة قوات النظام السوري على مدينة معرة النعمان، مؤكدة أن المعارضة السورية المسلحة ما زالت تقاوم على أطراف المدينة، على الرغم من سيطرة النظام وحلفائه على كامل الطرق الرئيسية في محيط المدينة، فيما حذرت تركيا من استهداف نقاط المراقبة التي يتمركز بها جنودها.

وفرضت قوات النظام، قبل غروب اليوم الثلاثاء، حصاراً كاملاً على مدينة معرة النعمان، بعد تقدمها وانسحاب المعارضة من بلدة كفرومة في أطراف جبل الزاوية إثر القصف الجوي والصاروخي المكثف على البلدة.

وقالت مصادر من "الجبهة الوطنية للتحرير" إن النظام تقدم بعد معارك عنيفة وقصف مكثف أجبر المعارضة على الانسحاب من بلدة كفرومة التي تعتبر الباب الشرقي لجبل الزاوية، كما تعد السيطرة عليها قطعا لآخر طرق الإمداد الرئيسية عن معرة النعمان.

وتقع كفرومة إلى الغرب من مدينة معرة النعمان على الطريق الواصل بين الأخيرة وبين مدينة كفرنبل، أكبر وأهم معاقل الثورة السورية في جبل الزاوية.

وبحسب المصادر فإنه من المنطقي، في حال تمكنت قوات النظام من تثبيت مواقع في كفرومة فإن ذلك سيجبر المعارضة على الانسحاب بالكامل من مدينة معرة النعمان، مشيرة إلى أن المعارك لا تزال على الأطراف الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية من مدينة معرة النعمان، والمعارضة تستخدم الطرق الزراعية الفرعية لمناورة قوات النظام.

ولم تستبعد المصادر مغادرة المعارضة المدينة خلال الليل، خشية الوقوع في حصار مطبق.

وقالت المصادر إن قوات النظام دخلت إلى المشفى الوطني الواقع شمال غربي المدينة بقرابة 500 متر، وتحاول التقدم منه باتجاه عمق المدينة.

ويشار إلى أن تقدم قوات النظام إلى كفرومة وضع نقطة المراقبة التركية في ناحية معر حطاط أيضا في الحصار المطبق وقطع جميع الطرق عنها.

وجاء تقدم قوات النظام اليوم إلى بلدة كفرومة بعد تمكنها من السيطرة على قرية الحامدية، الواقعة جنوبي المدينة قرب الطريق الدولية "أم 5"، وبعد معارك عنيفة تكبدت خلالها خسائر بالأرواح والعتاد.


في غضون ذلك، قتلت طفلة وأصيب آخرون بغارة جوية روسية طاولت منازل المدنيين في بلدة عين جارة بريف حلب الغربي، وذلك بحسب ما أفاد به الدفاع المدني السوري، مضيفاً أن الطفلة قُتلت بينما أصيبت والدتها وشقيقتها بجروح.

وقال الدفاع المدني المعروف بـ"الخوذ البيضاء"، إن موجات النزوح ما زالت مستمرة هرباً من القصف الذي يشنه النظام والروس على ريف حلب، مشيراً إلى أنه قام اليوم بإخلاء 128 عائلة من ريف حلب إلى الحدود السورية التركية.


وبحسب ما أفادت به مصادر لـ"العربي الجديد" من عموم مناطق إدلب ومحيطها، فإن قوات النظام تقوم بالهجوم من أربعة محاور في آن واحد، وهي محور معرة النعمان - سراقب في جنوب شرق إدلب، ومحور الصحافيين وإكثار البذار في ريف حلب الغربي، ومحور خلصة في ريف حلب الجنوبي، ومحور الحدادة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وحتى ظهر اليوم، لم تتمكن قوات النظام من تحقيق أي تقدم على أي محور، وذلك بعد يوم من وصولها إلى شمال غربي مدينة معرة النعمان، وإيقاع المدينة تحت حصار من ثلاث جهات، لتبقى فقط الجهة الغربية من المدينة بلا حصار.

من جانبها هددت تركيا، الثلاثاء، بالرد على أي هجوم ضد نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب. وحذرت وزارة الدفاع التركية في بيان "سنردّ من دون تردد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس على أي محاولة تهديد لنقاط المراقبة التركية في المنطقة".

واتهمت الوزارة النظام السوري بخرق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في إدلب، في 12 كانون الثاني/يناير، "عبر مواصلتها قتل المدنيين الأبرياء" والتسبب بـ"مأساة إنسانية كبرى".