اتصالات مصرية سودانية لـ"تطويق" إثيوبيا وتسكين ملف حلايب

اتصالات مصرية سودانية لـ"تطويق" إثيوبيا وتسكين ملف حلايب

23 يناير 2020
اتصل شكري بعبد الله للتقريب بين البلدين(إبراهيم حامد/فرانس برس)
+ الخط -


تبدأ اليوم الخميس جولة جديدة من المفاوضات الفنية والقانونية الخاصة بأزمة سد النهضة الإثيوبي، بين ممثلين قانونيين وخبراء فنيين من مصر والسودان وإثيوبيا في العاصمة السودانية الخرطوم، في محاولة لحسم مجموعة من النقاط العالقة التي تعيق التوصل لاتفاق ينهي الأزمة.

وقالت مصادر خاصة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، إنه من المقرر أن تبحث وفود الدول الثلاث عدداً من القضايا المتعلقة بمرحلتي ملء خزان السد، والتشغيل طويل المدى، وكمية المياه التي من المقرر أن تسمح إثيوبيا بتصريفها لتمر إلى مصر والسودان خلال سنوات الملء، وإيجاد صيغة للتعاون في قواعد التشغيل. وبحسب المصادر فإن الاجتماعات التي تستمر لمدة يومين، من المقرر أن تناقش مقترحاً أميركياً، أعدته مجموعة من الخبراء القانونيين والفنيين في مجال الأنهار العابرة للحدود، والذي يقضي بتصريف 37 مليار متر مكعب من المياه خلال فترة الملء، ليكون بذلك حلاً وسطاً بين التصور المصري، الذي يطالب بتمرير 40 مليار متر مكعب من المياه، والمقترح الإثيوبي الذي يقضي بتصريف 35 مليار متر مكعب فقط.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة فتحت أخيراً خط اتصال، في أعقاب اجتماعات واشنطن، مع الجانب السوداني، بعد استشعار تجاوب من جانب الخرطوم مع الرؤى المطروحة من جانب أديس أبابا. وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية سامح شكري أجرى اتصالات مع وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبدالله، من أجل التباحث بشأن تقريب وجهات النظر بين مصر والسودان، باعتبارهما دولتي المصب، وسط مخاوف من تحركات إثيوبية جديدة لجذب الخرطوم إلى معسكرها في الخلاف الدائر مع القاهرة. وأشارت المصادر إلى أن الاتصالات المصرية تطرقت إلى ملف حلايب وشلاتين المتنازع عليه بين البلدين، بعد تطرق تصريحات سودانية إلى الأزمة أخيراً، حيث طالب وزير الخارجية المصرية نظيرته السودانية بعدم التطرق لهذا الملف في الوقت الراهن، خصوصاً أن البلدين يمران بأزمات أخرى.


وجددت الحكومة السودانية أخيراً شكواها لدى مجلس الأمن الدولي بشكل رسمي، مطالبة بإبقاء قضية النزاع حول مثلث حلايب على جدول أعمال المجلس لهذا العام. ويعد هذا الإجراء روتينياً، لكنها المرة الأولى التي تتم منذ سقوط نظام الرئيس السوداني عمر البشير، العام الماضي، في وقت ترفض فيه مصر اللجوء للتحكيم الدولي وتصر على أن الأرض تابعة لها، حتى وإن كانت إدارياً تابعة للسودان. وقال رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، في وقت سابق، إن حلايب سودانية، وإن بلاده تأمل في الوصول إلى تسوية حول هذا الملف، دون إعطاء تفاصيل.

وكان البيان الختامي الصادر عن اجتماع واشنطن السابق، الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث بحضور وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، تضمن عناصر ومحددات رئيسية للاتفاق النهائي حول سد النهضة، تشمل القواعد المنظمة لملء وتشغيل السد، وكذلك الإجراءات الواجب اتباعها للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد، بما يؤمن عدم الإضرار بمصالح دول المصب. كما اتفق الوزراء على أن يتضمن الاتفاق النهائي آلية للتنسيق بين الدول الثلاث لمتابعة تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى آلية لفض المنازعات، مع التوصل لخطوط عريضة بشأن تعريفات وتوصيف لحالات للجفاف والجفاف الممتد، على أن تلتزم إثيوبيا بإجراءات لتخفيف الآثار المترتبة على ذلك.

المساهمون