الصين تعطّل قرض العاصمة الإدارية المصرية

الصين تعطّل قرض العاصمة الإدارية المصرية

20 يناير 2020
الأعمال مستمرة في العاصمة الجديدة (بيدرو كوستا غوميز/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر رسمية مصرية في شركة العاصمة الإدارية، عن رفْض تحالف مصارف صيني تفعيل قرض بقيمة 3 مليارات دولار كان مخصصاً لتمويل الحي الحكومي ومنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة. وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن الجانب الصيني تشدّد في الضمانات المطلوبة من الحكومة المصرية، وذلك لضمان الالتزام بتسديد القرض، وسط ما يثار بشأن تراجع أعمال إنشاءات العاصمة ومرافقها.

وبحسب المصادر، فإن الجانب الصيني طالب بضمانات كافية قبل تفعيل القرض وصرف الشريحة الأولى منه والتي تتجاوز الـ800 مليون دولار، والمحددة لإقامة مجموعة من الأبراج شاهقة الارتفاع، والتي من بينها البرج الأيقوني والذي سيكون أعلى مبنى في قارة أفريقيا، مشيرة إلى أنه اشترط الالتزام بتنفيذ المراحل المتفق عليها في عدد من المشاريع والمرافق الخاصة بالعاصمة، التي تضمن سرعة دخولها الخدمة، ما يعجل بتحقيقها عائدات تضمن بعد ذلك تسديد أقساط القرض لتحالف المصارف الصينية الممولة. وتابعت المصادر أن الشريحة الأولى من القرض الصيني كان مقرراً أن تتسلمها الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الإسكان، في يناير/كانون الثاني الحالي، قبل أن يفاجئها الجانب الصيني بشروط وضمانات جديدة.

وكشفت المصادر أن السبب في الضمانات الجديدة التي طالب بها الصينيون، هو تقارير سياسية تم رفعها من السفارة الصينية في القاهرة، بشأن مستقبل النظام السياسي، واستقرار الأوضاع في مصر، في أعقاب تظاهرات 20 سبتمبر/أيلول الماضية التي دعت للإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وما أثارته من مخاوف بشأن استقرار النظام، ومواصلته لتنفيذ المشروع، الذي يعد رؤية شخصية للرئيس المصري ويرتبط بشكل وثيق بتواجده على رأس الدولة.

وأوضحت المصادر أن هناك مخاوف لدى تحالف المصارف الصيني الممول للقرض من عدم استطاعة الجانب المصري الوفاء والالتزام بتفاصيل الاتفاق، في ظل عدم تقديم القائمين على مشروع حي الأعمال خطة تسويق واضحة لهذه الأبراج حتى تتمكن من تحقيق العوائد المرجوة منها، وسط الحديث عن حالة ركود كبير في أسواق العقارات بمصر والمنطقة ربما تقود لفقاعة عقارية.

في المقابل، أبدى مسؤول اقتصادي مصري قلقه من ذلك القرض، خشية أن يتسبب في أزمة على غرار ما حدث مع ميناء هامبانتوتا في سريلانكا، الذي حصلت الصين على 70 في المائة من أسهمه، بعدما تزايدت الديون المستحقة للصين على سريلانكا بأكثر من 8 مليارات دولار، حصلت عليها لتمويل بناء الميناء. ووقّعت وزارة الإسكان المصرية في إبريل/نيسان 2019، مع مجموعة المصارف الصينية الممولة للمشروع بقيادة بنك "أي سي بي سي"، اتفاقية القرض الخاص بالدفعة الأولى من أصل 3 دفعات، لتمويل تصميم وإنشاء منطقة الأعمال المركزية، في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك على هامش أعمال قمة الحزام والطريق. وبحسب وزير الإسكان المصري وقتها، عاصم الجزار، فإن قيمة الدفعة الأولى من القرض تبلغ نحو 834 مليون دولار تقريباً، وتغطي تكاليف تصميم وإنشاء 7 أبراج شاهقة الارتفاع، تضم برجين إداريين، و5 أبراج سكنية، تطل على الحدائق المركزية في العاصمة الإدارية، بارتفاعات تصل إلى 206 أمتار أي 51 طابقاً، وبمساحة بنائية تبلغ 600 ألف متر مربع.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، وقّعت هيئة المجتمعات العمرانية المصرية التابعة لوزارة الإسكان اتفاقاً مع شركة الصين الحكومية لهندسة الإنشاءات بقيمة 3 مليارات دولار، لبناء أبراج العاصمة الإدارية الجديدة الـ20، تتولى بموجبه الحكومة المصرية تمويل 15 في المائة من قيمة المشروع، بينما يتم توفير الباقي عبر قروض من المصارف الصينية، ويسدد القرض على مدار 10 سنوات تبدأ بعد الانتهاء من إنشاء الأبراج.

دلالات