عشرات الإصابات بمواجهات بين قوات الأمن ومحتجين وسط بيروت

عشرات الإصابات في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين وسط بيروت

18 يناير 2020
انتفاضة لبنان مستمرة (العربي الجديد)
+ الخط -
أصيب العشرات خلال مواجهات اندلعت، مساء السبت، بين عناصر من قوات الأمن اللبنانية ومحتجين أمام مقر مجلس النواب (البرلمان)، وسط العاصمة بيروت، وذلك ضمن مسيرات تحت شعار "لن ندفع الثمن"، في سياق التظاهرات المستمرة منذ أشهر احتجاجاً على استمرار تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وذكرت فرق الصليب الأحمر اللبناني، في حسابها الرسمي على "تويتر"، أنها عالجت أكثر من 140 مصاباً في المكان، فيما نُقل أكثر من ثمانين آخرين إلى مستشفيات.

وفيما استمرّ مشهد قطع الطرقات في بعض المناطق، وُجّهت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحرّكات تحت عنوان "سبت الغضب"، اعتباراً من الساعة الثالثة بعد الظهر، أمام مقرّ البرلمان اللبناني في ساحة النجمة في وسط بيروت.


وجدد المحتجون مطالباتهم باستقلالية القضاء، ومحاسبة الفاسدين، وتشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلة عن الأحزاب السياسية، مع استبعاد الوجوه الوزارية القديمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار إلى الكفاءة.

إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عبر "تويتر"، أنه "‏يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب، لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين الابتعاد عن مكان أعمال الشغب حفاظاً على سلامتهم".

وعلّقت ريا الحسن، وزيرة الداخلية اللبنانية، بالقول إنه من غير المقبول أن يعتدي المحتجون على قوات الأمن.

وقالت الحسن، في تغريدة: "أكتر من مرة تعهدت أنو أحمي التظاهرات السلمية، وكنت دايما أكد على أحقية التظاهر. بس أنو تتحول ها التظاهرات لاعتداء سافر على عناصر قوى الأمن والممتلكات العامة والخاصة، فهو أمر مدان وغير مقبول أبداً".

بدورها، قالت الرئاسة اللبنانية، عبر "تويتر"، إن الرئيس ميشال عون "طلب من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية المعنية المحافظة على أمن المتظاهرين السلميين، ومنع أعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري".


أما رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، فاعتبر في تغريدة عبر "تويتر" أن "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب"، ثم أضاف: "لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية".

وفي تغريدة لاحقة، كتب الحريري: "لن يحترق حلم رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان إعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس، والقوى العسكرية والأمنية مدعوة إلى حماية العاصمة ودورها وكبح جماح العابثين والمندسين".


وانطلقت مسيرات احتجاجية نحو مقري جمعية المصارف والمصرف المركزي اللبناني في العاصمة، في وقت يعاني فيه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990. وشارك محتجون في مسيرات بمدينة طرابلس شمالاً، ومدينتي صور والنبطية جنوبي لبنان.




من جهتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن مسيرتين انطلقتا من البربير والأشرفية باتجاه وسط بيروت، بمشاركة حشود كبيرة من المتظاهرين، مشيرة إلى أن الأولى سلكت خط النويري وصولاً إلى بشارة الخوري، فيما سلكت الثانية طريق العدلية-الأشرفية، ومن ثم الجميزة.

وتستمرّ تحركات اللبنانيّين للضغط باتجاه تشكيل حكومة مستقلّة، بعيدة عن منطق المحاصصة، وتكون مؤلفة حصراً من الاختصاصيّين، في ظل بروز عقد جديدة على خطّ تأليف الحكومة اللبنانية في الساعات الأخيرة، وإرجاء رئيس الحكومة المكلف، حسّان دياب، تقديم تشكيلته الوزاريّة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي كان متوقعاً في حدّ أقصاه اليوم السبت.

واستعادت الانتفاضة زخمها هذا الأسبوع، مع مرور شهر تقريباً على تكليف حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة وفشله في التوصّل إلى صيغة مقبولة لدى المحتجين، واستمرار تعاطي السلطة مع الملف بمنطق المحاصصة السياسيّة والطائفيّة، من دون مراعاة التدهور المستمرّ للوضعَين الاقتصادي والاجتماعي.