مفاوضات سد النهضة... تأجيل حسم آلية التعامل مع الجفاف

مفاوضات سد النهضة... تأجيل حسم آلية التعامل مع الجفاف

16 يناير 2020
الاتفاق على عقد جولة مفاوضات بنهاية يناير الجاري(فرانس برس)
+ الخط -

أصدر وزراء الخارجية والري لمصر وإثيوبيا والسودان بياناً رسمياً بنهاية جولة التفاوض الحالية حول سد النهضة في العاصمة واشنطن، بحضور وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ورئيس البنك الدولي.
وأعلن البيان عن عقد جولة مفاوضات جديدة في واشنطن يومي 28 و29 يناير/ كانون الثاني الجاري، لوضع الخطوط النهائية لاتفاق نهائي بشأن آلية التدابير الاستثنائية الواجب اتخاذها في فترات الجفاف لحماية مصر والسودان من آثار ملء البحيرة الرئيسية لسد النهضة، علماً بأن هذه المسألة هي الأكثر صعوبة والتي كانت معلقة في الاجتماعات الفنية الماضية.
وذكر البيان 6 نقاط أساسية تم التوافق عليها خلال الاجتماعات، ورغم أهميتها واعتبار البيان أنها تمثل "تقدماً محرزاً على صعيد النقاشات الفنية"، إلا أنها ليست حاسمة للشواغل الرئيسية لمصر فيما يتعلق بالتدابير الواجب اتخاذها في فترات الجفاف.
النقطة الأولى هي: ملء البحيرة الرئيسية للسد بطريقة تعاونية على أساس هيدرولوجيا النيل الأزرق وبصورة تراعي حالة السدود الأخرى على مجرى السد، وهذه النقطة كانت ترغب مصر في التأكيد عليها للربط بين مستوى بحيرة ناصر ومستوى بحيرة سد النهضة.
النقطة الثانية: الملء الأول للبحيرة يكون خلال موسم الفيضان والأمطار، أي بين يوليو تموز وأغسطس آب، ويمكن أن يستمر لسبتمبر أيلول في ظروف معينة.

النقطة الثالثة: الوصول بمستوى المياه في بحيرة السد إلى 595 متراً فوق سطح البحر، بشكل سريع، بما يساعد على التوليد المبكر للكهرباء، وهي نقطة كانت إثيوبيا حريصة عليها بالنظر لنيتها بدء التوليد في سبتمبر أيلول 2021.

النقطة الرابعة: سيتم ملء البحيرة بعد ذلك على مراحل تبعاً لظروف هيدرولوجيا النيل الأزرق ومستوى بحيرة السد، وذلك للحفاظ على وتيرة وصول المياه للسودان ومصر.
النقطة الخامسة: وضع آلية واضحة (لم يتم حسمها بعد) لضمان عدم الإضرار بمصر والسودان في فترات الجفاف.
النقطة السادسة: وضع آلية تنسيق فعالة ودائمة لفض المنازعات.
وكانت قد اندلعت أزمة بعد جولة التفاوض الرابعة الأسبوع الماضي عندما رفضت إثيوبيا المقترح المصري الذي يتمسك بتدفق 40 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق سنوياً، وهو متوسط إيراد النهر في أثناء فترات الجفاف، استدلالاً بما حدث في الفترة بين عامي 1979 و1987.
وزعمت إثيوبيا إن المقترح المصري يتطلب ملء سد النهضة في فترة بين 12 و 21 عاماً، وكانت قبلها تقول إنها تتوقع التوصل إلى اتفاق بالنظر لحالة فيضان النيل في السنوات الحالية، مع تأكيدها على تمسكها بأن الحفاظ على منسوب المياه في بحيرة ناصر عند 165 أو 170 متراً قد يؤدي إلى حرمانها من إمكانية الملء لشهور عديدة متتابعة، نظراً لتدني مستوى الفيضان في بعض الأحيان إلى أقل من 30 مليار متر مكعب، وبالتالي ترى أن المحددات لا يمكن أن تقاس بأي مؤشر في دولة المصب.

وسبق أن قال مصدر إثيوبي تابع لجبهة تحرير تجراي، أحد مكونات التحالف الحاكم الحالي والتي تجمعها علاقة متوترة سياسياً برئيس الوزراء أبي أحمد، في تصريحات لـ"العربي الجديد" الأسبوع الماضي، إن مسؤولين حكوميين بوزارة الطاقة ومشروع سد النهضة أبلغوا قيادات الجبهة بأن توليد الطاقة الكهربية من السد سيبدأ بصورة جزئية في يوليو/ تموز أو أغسطس/ آب 2021.

وقُبيل انطلاق الاجتماعات الفنية الحاسمة برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي، صرح نائب مدير مشروع السد بيلاتشو كاسا، لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية بأن عملية الإنشاء تتقدم دون أي تباطؤ "كما كان من قبل" وأنه تم بالفعل الانتهاء من لوح الوجه الخاص بسد السرج، وهو سد الخرسانة للوجه الصخري، الموجود على يسار السد الرئيس، وللحفاظ على سلامة تدفق المياه، تم إنجاز العمل في جانب المجرى ليصبح السد قادراً على توفير الطاقة المطلوبة حتى 100 عام، حيث سيضم السد ثلاثة مجاري مياه بما في ذلك مجرىً مائياً في وسط السد الرئيس، وممراً للفتحات (قناطر) يمكن أن يسمح بأكثر من 14 مليون متر مكعب من المياه، وممر طوارئ في الجانب الأيسر من سد السرج.