مؤتمر برلين بشأن ليبيا: توقعات لـ"حد أدنى من التوافق"

مؤتمر برلين بشأن ليبيا: توقعات لـ"حد أدنى من التوافق"

15 يناير 2020
تدعو مسودة برلين لعقوبات لمن يهدد وقف النار(فرانس برس)
+ الخط -

بدا أن موقف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، والذي عبر عن أمله في "تحقيق حد أدنى من التوافق الدولي" يوم الأحد القادم خلال مؤتمر برلين حول السلام في ليبيا، يلخص كثيراً التوقعات من المخرجات التي يؤمل الخروج منها، خصوصاً في ظل التفاؤل الألماني الحذر، والموقف الفرنسي الذي عبّر عن رغبته في الخروج باجتماع مفيد، "ومحاولة المصالحة قدر ما نستطيع".

وأعرب سلامة اليوم عن أمله في تحقيق "حد أدنى من التوافق الدولي" خلال مؤتمر برلين الأحد، وصرح لإذاعة فرنسا الدولية قائلاً "آمل أن ندخل مطلع عام 2020 بمنطق جديد يقضي بأن يؤمن مؤتمر برلين الحد الأدنى من التوافق الدولي حول المسار الذي يجب اتباعه".

وتساءل سلامة "هل هناك ازدواجية لدى الدول المعنية بليبيا؟ بالتأكيد، لكن من يخدع بذلك؟"، مشيراً إلى انتهاكات حظر الأمم المتحدة على تسليم أسلحة لليبيا من قبل "12 دولةً" عام 2019.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد عبر عن رغبته في أن يكون مؤتمر برلين لبحث الأزمة في ليبيا مفيداً، قائلاً إنه سيقرر في الأيام المقبلة ما إذا كان سيحضر الاجتماع المقرر عقده يوم الأحد المقبل.

وأضاف للصحافيين "هدفي أن نعقد اجتماعا مفيدا... نحن ملتزمون تماما بالحد من النفوذ الخارجي وبمحاولة المصالحة قدر ما نستطيع".

وفي سياق مواز أيضاً، ذكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم أن الجهود التي تبذلها روسيا للتوسط في وقف لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في ليبيا لم تكن حاسمة وحث جميع الأطراف، بمن فيها الداعمون الأجانب، إلى دعم وقف لإطلاق النار قبيل المحادثات.

وقال لو دريان أمام جلسة برلمانية اليوم "لا يمكن الخروج من هذا المأزق سوى بعملية سياسية. لن يكون هناك حل عسكري... أُعلن وقف لإطلاق النار. ساد الهدوء، لكن المناقشات في موسكو لم تكن حاسمة وعلى كل طرف احترام الهدنة لأن ذلك ضروري لمؤتمر برلين يوم الأحد".

إلى ذلك، لم تكشف تركيا عن موقفها بشكل واضح حيال مؤتمر برلين، حيث اكتفت الرئاسة التركية اليوم بالقول، إن الرئيس رجب طيب أردوغان بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب التطورات في ليبيا.

وفي ألمانيا، أشارت التقديرات إلى فرص نجاح المؤتمر، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية راينر برويل، اليوم، إنّ بلاده تأمل أن تجعل كل اللاعبين الدوليين يستخدمون نفوذهم للدفع من أجل إحراز تقدم في محادثات السلام الليبية.

وأضاف المتحدث أنّ الهدف "أوسع" من محادثات موسكو، التي كانت تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

عربياً، عبرت شخصيات حزبية وحقوقية تونسية عن استيائها من عدم توجيه الدعوة لتونس لحضور مؤتمر برلين حول ليبيا، وخصوصاً أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس كان أول شخصية تزور قيس سعيد بعد توليه الرئاسة، وتأكيده على أهمية الدور التونسي في ليبيا، وكذلك محادثة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس التونسي، التي تم خلالها استعراض مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وخاصة الوضع في ليبيا ومسار مؤتمر برلين.

وكان "العربي الجديد" قد حصل على نسخة من مسودة إعلان قمة برلين التي دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مؤكدة أن كلاً من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، والجنرال المتقاعد خليفة حفتر، مدعوان لحضور القمة.

وتؤكد مسودة الإعلان على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، كما تدعو الجهات الدولية للامتناع عن التدخل فيها، ودعم جهود الحل السياسي، إضافة إلى الدعوة لهدنة دائمة في مختلف أرجاء البلاد وإنهاء التصعيد العسكري.

وتدعو مسودة الإعلان إلى فرض عقوبات دولية على من يهدد وقف إطلاق النار ويخرقه، والبدء الفوري باتخاذ تدابير للثقة وتبادل الأسرى وجثامين القتلى، إضافة إلى حث الأطراف الليبية على نزع سلاح المجموعات المسلحة تحت إشراف أممي.

وتحث المسودة الأطراف الليبية على تأسيس مجلس رئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية معتمدة من مجلس النواب، وكذا التوزيع العادل للثروة بين كل المناطق في ليبيا، كما تحثهم على تأسيس قوات أمن وقوات عسكرية موحدة تحت سلطة مركزية واحدة في البلاد.

 

المساهمون