ندوة للمركز العربي تبحث التداعيات الإقليمية للأزمة الأميركية الإيرانية

ندوة للمركز العربي تبحث التداعيات الإقليمية للأزمة الأميركية الإيرانية

12 يناير 2020
ناقشت الندوة أفق الأزمة (معتصم الناصر)
+ الخط -
قال مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مروان قبلان، إن الضربة الأميركية لإيران باغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، قاسم سليماني، أخرجت الصراع الأميركي مع إيران من الظل إلى الواجهة.

وأضاف قبلان، في ندوة أقامها المركز العربي في الدوحة، اليوم الأحد، بعنوان "الأزمة الأميركية الإيرانية: قراءة في التداعيات الإقليمية"، أن "الضربة الأميركية كشفت عن ضعف استراتيجية الردع الإيرانية بمواجهة واشنطن، بدليل القدرة على تصفية قائد مثل قاسم سليماني دون الخشية من ردود فعل إيرانية".

ولفت إلى أن "العقيدة الدفاعية الإيرانية فيما يبدو، تقوم على الأذرع التي تنشرها، والحرب على أراض عربية، وقال "أوضحت الضربة مدى الاختراق الأمني الأميركي لإيران".

وتابع قبلان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أنه حقق إنجازًا كبيرًا في وضعه داخل الولايات المتحدة، لا سيما أنه وجه ضربة قوية دون قتيل أميركي واحد ودون الدخول في حرب خلال فترته، وبالتالي فقد رجحت خلال هذه الأزمة كفة دعاة التصعيد مع إيران داخل إدارة ترامب.

في المقابل، قال إن الضربة، دفعت إيران في هذه الأزمة إلى اعتبار إخراج أميركا من العراق عنوانا رئيسا لها من دون أن يتضح كيف سيتم ذلك.

ورجح قبلان أن "تبقى العلاقات الأميركية الإيرانية في الفترة المقبلة كما هي، بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستُجرى أواخر العام الجاري"، متوقعا أن تتشظى المليشيات المدعومة إيرانيا في العراق في الفترة المقبلة.

وكان مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية في جامعة جورج تاون في قطر، مهران كامرافا، قد تحدث عن قاسم سليماني وتأثيره في إيران، قائلا إن قاسم سليماني لم يكن فقط بطل حرب بل كان واحدا من أعضاء الحرس الثوري ممن لم يتوجهوا إلى التجارة أو البرلمان أو الحكومة، وبقي في الحرس الثوري لشعوره الوطني.

وأضاف أن من الجدير بالذكر أن ذاكرة الحرب وشخصية سليماني أمران مرتبطان ببعضهما، وأن أهمية الحرس الثوري وعلى خلاف الجيش النظامي، هي أن عناصره مؤدلجون بشكل كبير، إذ أصبح للحرس الثوري الإيراني دور كبير في الحفاظ على الأمن والنظام المحلي في إيران، لكنه كان أيضا وسيلة للقمع المحلي، لافتا إلى أنه في الوقت ذاته يعتبر الإيرانيون الحرس الثوري منقذًا لإيران في الحرب على العراق و"داعش" وأن سليماني بطل قومي، وهو ما يجعل الصورة معقدة بعض الشيء.

واعتبر أن النظام الإيراني قادر على إعادة إنتاج نفسه، وقال نحن الآن أمام مرحلة مهمة جدًا، فقاسم سليماني تحول إلى بطل، ليس داخل إيران فقط، ولكن في وسائل الإعلام العالمية والعربية.
ولفت رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حيدر سعيد، إلى أن معظم ما كتب عن الأزمة الأميركية الإيرانية كان يتحدث عن تحول مفصلي أو زلزال أو تغير وجه المنطقة، أي أننا أمام تحول مفصلي، والسبب أنه كان هناك شعور بأننا أمام تحول في طبيعة المواجهة الأميركية الإيرانية، بسبب تغير إيقاع المواجهة بينهما.

وقال إن حادث استهداف القاعدة الأميركية في العراق يمس الأميركيين أكثر مما مسّهم حادث استهداف أرامكو أو أية حوادث أخرى في المنطقة. واعتبر أن الولايات المتحدة أرادت من خلال ضرب "كتائب حزب الله" في العراق ثم اغتيال سليماني أن توجه ضربة ذات طابع ردعي، نوعية ولكن محدودة، فلم يكن هناك تحول نوعي في طبيعة المواجهة الأميركية في العراق.

وأضاف كان هناك تصور أن إيران ستعمد إلى عملية عسكرية واسعة للانتقام من الولايات المتحدة، لكن في تقديري أن إيران لن تذهب أبعد من ضربها لقاعدة عين الأسد، سواء بسبب عدم قدرتها أو لأنها أخذت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على محمل الجد. وبالتالي، نحن متجهون إلى نوع من التفاهم الضمني بين أميركا وإيران.

وحول الحركة الاحتجاجية في العراق، قال إنها وضعت أمام أكثر من تحد كبير، فبعد عجز الفصائل المسلحة القريبة من إيران عن رد نوعي، فقد يكون الهدف الأساسي لها هو الحركة الاحتجاجية المضادة لإيران، بحيث تكون كبش الفداء لهذه العملية.