2020... ترقبوا الجزء الثاني

2020... ترقبوا الجزء الثاني

05 يناير 2021
جلبت الحكومة اليمنية معها الموت قبل أن تهبط من الطائرة (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من الآمال العريضة بأن يكون 2021 عاماً مختلفاً ولا يشبه سلفه "الافتراضي"، إلا أنّ المؤشرات كلها تقول إنّ 2020 قد قرر طرح الجزء الثاني، وإتحاف العالم بالمزيد من الأحداث الصادمة، والأوبئة غير المتوقعة والمليشيات المتحورة. صحيح أنّ 2020 باغت العالم منذ أيامه الأولى بحدث اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق، قاسم سليماني، لكن الهدوء النسبي الذي صاحب الأيام الخمسة الأولى من العام الجديد، ليس معياراً بأنّ الأخير سيكون ودوداً مع البشر، ويبدو أنّ المخرج سيلجأ إلى عنصر التشويق هذه المرة بشكل أكبر، وتقسيط الفقرات الساخنة.

تركة ثقيلة من الأحداث قام 2020 بترحيلها إلى الجزء الثاني، ومن المتوقع أن نشهد حبكات درامية متطورة مع ظهور علامات جديدة، أبرزها السلالة المتحورة من فيروس كورونا العنيد الذي ينوي حشر العالم عاماً جديداً في تطبيق "زوم"، وتلويث أبصارنا بالكمامات. حتى في ظلّ إنتاج المزيد من اللقاحات، لن تسمح السلالة المتحورة للعالم بأن ينعم بالاستقرار، وسيظلّ الارتباك سيد الموقف حتى إشعار آخر، مع تزايد هلع إغلاق المطارات وارتفاع أعداد الإصابات، وخصوصاً خلال ما تبقى من فصل الشتاء.

سياسياً، لا يمكن التنبؤ بالسيناريوهات المقبلة في الولايات المتحدة إلى الآن، وما هي المفاجآت التي يخبئها لنا دونالد ترامب، أو الألغام التي سيزرعها في طريق سلفه جو بايدن وستجعل من 2021 حافلاً بالإثارة. حتى إيران، يبدو أنها استوعبت أخيراً أنّ سليماني قد قُتل فعلاً بعد إحياء الذكرى الأولى، وفضّلت تأجيل الانتقام إلى الجزء الثاني من 2020 عندما توعدت على لسان قائد "فيلق القدس"، إسماعيل قاآني، بهجمات انتقامية داخل أميركا.

كثير من الملفات الخاملة خلال 2020 مرشحة للانفجار في الجزء الثاني، وعلى رأسها ملف سد النهضة، فالاستراتيجية التي تتبعها إثيوبيا في الهروب إلى الأمام قد تطمر الدبلوماسية يوماً ما. أما الزعماء المحتمل رحيلهم، فربما على لائحة هذا العام الكثير منهم. وفي اليمن، البلد الذي يعيش في 2020 منذ 6 سنوات ولا ينوي مغادرته، لا وجود لأي بصيص أمل، فزعيم المليشيات الحوثية لا يزال يحرض على الموت في سبيل الدفاع عن الأمة والحفاظ على عدم استغلال واقعها البشري وإمكاناتها المادية. فوفقاً لعبد الملك الحوثي، كلما قُدّمت قوافل الشهداء، تحقق الانتصار للأمة، كما جاء في كلمة له الأحد الماضي. حتى حكومة المحاصصة التي استبشر اليمنيون خيراً بتشكيلها، جلبت معها الموت قبل أن تهبط من الطائرة، ولا أحد يتصور ما هي الأسلحة التي سيتم استقبالها بها في الأيام المقبلة.