مؤتمر صحافي للمتحدث باسم قوات حفتر من أبوظبي..ما الدلالات؟

مؤتمر صحافي للمتحدث باسم قوات حفتر من أبوظبي.. ما الدلالات؟

08 سبتمبر 2019
مؤتمر المسماري حمل رسائل إماراتية واضحة(Getty)
+ الخط -
اضطرت الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الليبي، بقيادة حكومة الوفاق، خلال الساعات الماضية من يوم أمس السبت، المتحدث باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر؛ أحمد المسماري، للظهور بشكل عاجل في مؤتمر صحافي، من أبوظبي، لتغطية التطورات في الميدان، وهو ظهور حمل عدة دلالات، وأثار ردود فعل واستنكارا.

المسماري، عقد مؤتمره الصحافي، في إحدى قاعات صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، ويبدو أن ظهوره المفاجئ والعاجل اضطره لاستعارة بزة عسكرية إماراتية وتعليق رتبه العسكرية الليبية عليها، لكن مراقبين ليبيين يرون أن ظهور المسماري يحمل رسائل إماراتية واضحة.

من جهته، استنكر المجلس الرئاسي الليبي ظهور المسماري من العاصمة الإماراتية أبوظبي، معتبراً أنه "موقف عدائي" من الإمارات لسماحها "بأن تكون عاصمتها منصة إعلامية للمليشيات المعتدية على طرابلس".



ودون أن يتوجه المجلس الرئاسي بأكثر من "استنكار" لتصرف أبوظبي، توجه أغلب بيانه إلى توصيف ظهور المسماري بأنه "تفريط في السيادة الوطنية" وأنه سيعرض نفسه للملاحقة القانونية.

غير أن أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الليبية، خليفة الحداد، رأى أن موقف المجلس الرئاسي "متأخر جداً ولن يكون له أثر كبير"، مؤكداً أن "بيان الرئاسي جاء بعد ضغط مارسته وسائل إعلام ليبية انتقدت موقف الإمارات الصارخ".

ووصف الحداد، في حديث لـ"العربي الجديد"، بيان المجلس الرئاسي بـ"الهزيل الذي لا يعكس سوى ضعفه"، قائلاً إن "البيان كان من المفترض أن يصدر منذ إبريل/نيسان الماضي بعد ظهور دعم الإمارات العسكري الواضح لحفتر"، مضيفاً "أما الآن فكان من الواجب إعلان مقاطعة رسمية للإمارات وليس استنكاراً مخجلاً".

وانتقد الحداد موقف حكومة الوفاق بشدة متسائلاً: "ماذا تنتظر؟ هل تنتظر ظهور أحد أولاد زايد داخل ليبيا لتقتنع بأنهم يدعمون حفتر؟".
من جهة أخرى، رأى الحداد أن "تصريح المسماري على غير عادته ولهجته السابقة، فما صرّح به هو قرار الإمارات الذي يعكس تحول موقفها من التخفي إلى الظهور العلني في معركة طرابلس"، متسائلاً "ماذا يعني أن تستضيف دولة، تدعي الحياد، ناطقاً باسم طرف من أطراف القتال ليتحدث عن مستجدات المعركة، في أراضيها بل وفي عاصمتها، إن لم يكن إعلان موقفها بشكل واضح".

كما رأى الحداد أن الظهور المفاجئ للمسماري من الإمارات "نتيجة صدمة إزاء تقدم قوات الوفاق نحو ترهونة ما يعني استشعار حفتر وداعميه في الإمارات قرب سقوط ترهونة التي تعد قاعدته العسكرية الأولى الآن"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "موقف الإمارات، الذي عكسته تصريحات المسماري، يدل على عدم تراجعها عن دعم حفتر في معركته الحالية".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن سقوط ترهونة الوشيك لا يعني نهاية المعركة فـ "الإمارات الداعم الرسمي لحفتر، أعلنت عن إصرارها على مواصلة القتال، ورفض الحوار"، لافتاً إلى أن "الرسالة لم تتوجه للداخل الليبي بل أيضاً للمجتمع الدولي".

وتساءل "بعد إعلان الإمارات موقفها الواضح، كيف سيكون موقف الدول الأخرى الداعمة لحفتر؟ وكيف سيكون موقف المجتمع الدولي الرامي لإعادة إحياء العملية السياسية ووقف الحرب التي تصر الإمارات على استمرارها".

بدورها، قرأت الصحافية الليبية، نجاح الترهوني، تصريح المسماري، وتحديداً قوله إن "الحل العسكري هو الحل الأمثل في ليبيا"، بأنه قرار الإمارات الجديد في وجه جهود دولية لوقف الحرب في ليبيا.

وأضافت، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن "المسماري دلّل بشكل واضح وأمام العالم بأن حفتر أصبح رهين قرار الإمارات"، متسائلةً "بأي منطق يتهم تركيا وقطر بدعم حكومة الوفاق؟، وهو يتحدث من داخل العاصمة الإماراتية لقد أصبح كلام معسكر حفتر غير عقلاني وغير منطقي نهائياً".

ورجحت الصحافية الليبية ذهاب المسماري للإمارات ليقول من هناك إن "زمن العودة إلى الحوار انتهى، وهو رد إماراتي، على لسان المسماري، على دعاوى البعثة الأممية والمجتمع الدولي لإعادة إحياء العملية السياسية. وقالت إن "الرجل قالها بوضوح: عندما تتحدث المدافع تصمت الدبلوماسية"، متسائلةً "فأي رد أوضح من ذلك للعالم؟. والمستغرب ليس صمت حكومة الوفاق فقط بل صمت العالم أيضاً!".

كما أوضحت أن المسماري "استعرض رؤية الإمارات الحالية وهو ما عبر عنه بخارطة الطريق الخاصة بحفتر، والتي تمثلت بإرجاء الحديث عن الحلول السياسية لبعد احتلال العاصمة طرابلس، ما يؤشر إلى أن الإمارات تستعد لدعم عسكري جديد، وفصل من فصول حربها في ليبيا".

المساهمون