ترامب يوقف المفاوضات مع "طالبان" عقب هجوم كابول

ترامب يوقف المفاوضات مع "طالبان" عقب مقتل جندي أميركي في هجوم بكابول

08 سبتمبر 2019
هجوم كابول أسفر عن قتل جندي أميركي (Getty)
+ الخط -
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم أمس السبت، إنه أوقف مفاوضات السلام مع زعماء "طالبان بعد إعلان الحركة مسؤوليتها عن هجوم في كابول أسفر عن قتل جندي أميركي و11 شخصا آخرين، وفيما يعقد المكتب السياسي لـ"طالبان" اجتماعاً له اليوم الأحد، لإعلان موقفه من قرار ترامب، حملت الرئاسة الأفغانية الحركة سبب فشل جهود المصالحة.

وكشف ترامب أيضاً أنّه كان مقرّراً أن يلتقي الأحد في كامب ديفيد، بشكل منفصل، وفي "سرّية" تامّة، كلّاً من الرئيس الأفغاني أشرف غني، و"القادة الرئيسيّين لطالبان". 

وأضاف الرئيس الأميركي على "تويتر": "لقد كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة هذا المساء"، لكن "ألغيتُ الاجتماع على الفور"، مندّداً بهجوم وقع الخميس وتبنّته الحركة في كابول، وأودى بحياة أشخاص عدّة، بينهم جندي أميركي. 

ولكي يبرّر قراره إلغاء محادثات السلام مع "طالبان"، قال ترامب: "لقد اعترفوا بهجوم في كابول أسفر عن مقتل أحد جنودنا العظماء و11 شخصًا آخرين".

وكتب أيضاً: "أيّ نوع من الناس" هم هؤلاء "الذين يقتلون الكثير من الأشخاص من أجل تعزيز موقفهم التفاوضي؟". وأردف "إذا لم يكن في استطاعتهم قبول وقف للنار خلال محادثات السلام المهمّة هذه، وهم في المقابل قادرون على قتل اثني عشر شخصاً بريئين، فعندئذ يُحتمَل أنّهم لا يمتلكون الوسائل للتفاوض على صفقة مجدية".

وقُتل 12 شخصاً وأصيب 42 بانفجار سيارة ملغمة في أحد أحياء كابول الذي يضم السفارة الأميركية وبعثة حلف شمال الأطلسي وبعثات دبلوماسية أخرى، حيث أعلنت بعثة حلف الأطلسي "ناتو" مقتل جندي أميركي وآخر روماني من قوات الحلف في الهجوم.

وقالت الداخلية الأفغانية، في بيان، إن انتحارياً بسيارة ملغمة استهدف حاجزاً في منطقة شاش داراك المحصنة أمنياً في كابول، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

وأوضح متحدث باسم شرطة كابول، فردوس فرمارز، أنّ الانفجار وقع في منطقة الشرطة التاسعة، شرقي كابول، والمتاخمة للحي الذي يضم السفارة الأميركية ومقر بعثة "الدعم الحازم" التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، فضلاً عن عدد من البعثات الدبلوماسية الأخرى.

وتبنت حركة "طالبان" مسؤولية الهجوم. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، إنّ "الهجوم نفذه أحد عناصر الحركة واستهدف رتلا للقوات الأجنبية، ما أدى إلى تدمير عدة سيارات للأجانب وقتل وإصابة من كان على متنها، بالإضافة إلى قتل عدد من عناصر الأمن الأفغاني".

ولم تصدر حركة "طالبان" أي رد رسمي على قرار ترامب إيقاف المفاوضات معها، كما لم يصدر الوسيط القطري، الذي أدار جولات المفاوضات، تعليقاً على هذا القرار.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لـ"طالبان"، سهيل شاهين، في رده على سؤال لـ"العربي الجديد"، عن موقف الحركة من إعلان الرئيس الأميركي، إن "المكتب السياسي لحركة طالبان سيعقد اجتماعاً له اليوم، للإعلان عن موقف الحركة بشأن قرار ترامب".


الرئاسة الأفغانية: "طالبان" سبب فشل المصالحة

في غضون ذلك، حملت الرئاسة الأفغانية حركة "طالبان" سبب فشل جهود المصالحة. وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي في تغريدة له عبر موقع تويتر، وهو ما نشر في بيان للرئاسة أيضا إن الحكومة الأفغانية "دائما أكدت أن المصالحة الحقيقية يمكن تحقيقها إذا أوقفت طالبان قتل المواطنين الأبرياء، وإذا رضيت بوقف إطلاق النار والحوار المباشر مع الحكومة الأفغانية".

كما أكد صديقي أن الحكومة الأفغانية "كمخططة لعملية المصالحة ومنفذة لأي خطوة بهذا الصدد تحترم كافة قرارات المجلس القبلي المعروف بـ "لويه جرغا" بشأن المصالحة وتعمل لتطبقها أيضا".

كما أوضح أن بلاده تشكر جميع حلفائها على الجهود المبذولة من أجل المصالحة الأفغانية، وترحب بتلك الجهود، كما تصر على إجراء الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الـ28 من الشهر الجاري من أجل انتخاب حكومة ديمقراطية قوية.

 في الأثناء، كتب مستشار الرئيس الأفغاني فضل فضلي على صفحته في موقع فيسبوك أن جهود المصالحة الأفغانية "ستستمر وفق الخطة التي رسمها الرئيس الأفغاني وهي واضحة المعالم ولا غموض فيها"، مؤكدا أن الرئيس الأفغاني "أكد وبكل صراحة أننا نريد الصلح ولكن بشكل يحافظ على كرامة المواطن الأفغاني، وعلى ما أنجزته البلاد خلال العقدين الماضيين".

كما دعا فضلي السياسيين المعارضين للحكومة إلى "التماسك والتوحد خاصة في المشاريع الوطنية كالمصالحة بدلا من إلحاق الضرر بسياسات الحكومة الأفغانية ودورها الريادي، لأن أي مشروع لا يمكن نجاحه إلا بالتماسك".

كذلك أشار إلى أن "من بين العبر التي نأخذها مما حصل من إلغاء الحوار بين واشنطن وطالبان أن لا نضحي بالمعلوم من أجل ما هو مجهول، إن النظام الأفغاني الحالي أمر معلوم لن نضحي به من أجل ما هو مجهول".

وضمن ردود الأفعال قال المرشح الرئاسي وهو رئيس الاستخبارات الأفغانية سابقا رحمت الله نبيل في تغريدة له إن "موقفنا كان واضحا منذ البداية حيال عملية الصلح بين طالبان وواشنطن"، واصفا إياها بـ"المزورة"، مطالبا حركة طالبان بأن تتقدم وأن وتوقف إراقة الدماء وتعلن وقف إطلاق النار والحوار المباشر مع الأفغان.