توسع الاحتجاجات ضد "تحرير الشام"... وهدوء إدلب يتواصل

توسع الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"... وهدوء إدلب يتواصل

04 سبتمبر 2019
ترافقت التظاهرات مع استمرار الهدوء في إدلب (فرانس برس)
+ الخط -

"سياسة البغي التي انتهجها (زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد) الجولاني هي من أوصلتنا إلى هذه الحال". عبارة رفعها أحد المتظاهرين في مدينة معرة النعمان بريف إدلب. وفي إطار تصاعد الاحتجاجات ضد "الهيئة"، خرج مئات المدنيين والناشطين من أهالي المدينة والنازحين ضد "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) و"حكومة الإنقاذ" التابعة لها. ولم تقتصر التظاهرات على معرة النعمان، بل خرجت، وفق ما أفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، أيضاً في بلدات أريحا والأتارب وكفرتخاريم وسراقب. وتعتبر الأخيرة إحدى أكبر المدن التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام". وبحسب المصادر، فقد طالب المتظاهرون بحل "حكومة الإنقاذ" و"هيئة تحرير الشام"، بالإضافة إلى رفعهم شعارات تطالب بإسقاط النظام السوري.

وترافقت التظاهرات مع استمرار الهدوء النسبي في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وذلك عقب الإعلان الروسي عن وقف إطلاق للنار من جانب قوات النظام وموافقة الأخير المشروطة بامتلاكه لـ"حق الرد". كما ترافقت مع أنباء وإشاعات تتحدث عن منح روسيا فرصة لتركيا من أجل العمل على حل "هيئة تحرير الشام"، التي تسيطر على معظم مناطق إدلب، وتديرها عن طريق "حكومة الإنقاذ" والمجالس المحلية و"المحاكم الشرعية" التابعة لها. وقال الناشط محمد الإدلبي، لـ"العربي الجديد"، إن المدنيين بدأوا يثورون على "هيئة تحرير الشام" التي تريد الاستئثار بالمنطقة، وهو أمر يعطي ذريعة للنظام والروس لشن مزيد من العمليات العسكرية ضد المنطقة، مضيفاً أن "النسبة الكبيرة من الأهالي والمهجرين على خلاف مع الهيئة، عقائدياً وفكرياً".

في غضون ذلك، شهدت المناطق المحيطة بإدلب هدوءاً شبه تام، منذ ظهر الإثنين وحتى ظهر أمس الثلاثاء، تخلله سقوط عدة قذائف على مناطق متفرقة في ريفي إدلب الجنوبي واللاذقية الشرقي. وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري استهدفت بعدة قذائف محيط قرى معرة حرمة وركايا وكفرسجنة في ريف إدلب الجنوبي، اقتصرت أضرارها على الماديات. وأشارت إلى أن قوات النظام قصفت مناطق في تلة الكبينة بجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، من دون وقوع إصابات. وأكدت المصادر غياب الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا عن المنطقة لليوم الرابع على التوالي، فيما شهدت محاور قريتي زمار وحريشة في منطقة ريف حلب الجنوبي الغربي، مساء الإثنين الماضي، قصفاً متبادلاً بين فصائل المعارضة وقوات النظام، أسفر عن أضرار مادية فقط.


وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، الجمعة الماضي، وقفاً لإطلاق النار في شمال غربي سورية ابتداء من السبت 31 أغسطس/ آب الماضي، وأعلن النظام لاحقاً، عبر وكالة "سانا" التابعة له، "الموافقة على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب"، بينما لم يصدر تصريح رسمي من فصائل المعارضة السورية المسلحة حول الإعلان الروسي عن الهدنة. ومنذ نهاية إبريل/ نيسان الماضي يشهد ريفا إدلب وحماة حملة عسكرية من النظام، بدعم روسي، أسفرت عن نزوح عشرات آلاف المدنيين نحو المناطق القريبة من الحدود السورية التركية. إلى ذلك، قتل مدني وجرح 10 آخرون بانفجار دراجة نارية في مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في ريف حلب، شمالي سورية. وقالت مصادر من الدفاع المدني السوري في حلب، لـ"العربي الجديد"، إن "دراجة نارية مفخخة انفجرت في منطقة السوق وسط مدينة إعزاز، شمال حلب، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة عشرة آخرين على الأقل".

من جانب آخر، تكبدت "وحدات حماية الشعب" الكردية خسائر بالأرواح، فجر أمس الثلاثاء، إثر صد "الجيش الوطني" محاولتها التقدم إلى نقاط للمعارضة السورية في ريف حلب. وقالت مصادر من "الجيش الوطني"، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأخير اشتبكت مع مجموعات تابعة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية في محور قرية مرعناز بريف حلب الشمالي، موضحة أن "المليشيا بدأت هجومها باستخدام آر بي جي والرشاشات الثقيلة، عقب تسللها إلى مواقع قريبة من نقاط الجيش الوطني"، مشيرة إلى أن "قوات الأخير استوعبت الهجوم وتمكنت من صده، وأوقعت خسائر بشرية في صفوف المليشيا". وأضافت المصادر أن "المليشيا قامت بتغطية انسحاب عناصرها المهاجمين عبر تكثيف القصف المدفعي على نقاط تمركز قوات الجيش الوطني"، وأعلنت "عدم وجود خسائر بشرية في صفوف الأخير". وذكرت أن مدفعية الجيش التركي المتمركزة في ريف حلب الشمالي قامت رداً على الهجوم بقصف مواقع تابعة لـ"الوحدات" الكردية في محاور قرى مرعناز والمالكية وعلقمية وشوارغة وأطراف مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وفي محور مدينة مارع.

يشار إلى أن "وحدات حماية الشعب" الكردية حاولت التقدم في ريف حلب الشمالي عدة مرات أخيراً لكنها باءت بالفشل، فيما تقوم القوات التركية باستهداف تحركات "الوحدات" بشكل متكرر. وتسيطر قوات "الجيش الوطني" وفصائل أخرى من المعارضة على معظم ريف حلب الشمالي إلى جانب القوات التركية، وذلك منذ القضاء على تنظيم "داعش" في المنطقة إثر عملية "درع الفرات"، فيما تتمركز "الوحدات" في جزء من ريف حلب الشمالي إلى جانب قوات النظام السوري وتحديداً في نواحي مدينة تل رفعت.