طهران: سنرد على أي ضربة أميركية بعشر والعقوبات فاشلة

طهران: سنرد على أي ضربة أميركية بعشر والعقوبات فاشلة

21 سبتمبر 2019
تأتي التهديدات الإيرانية بعد تشديد واشنطن عقوباتها (Getty)
+ الخط -
رفعت إيران، اليوم السبت، نبرة التحدي في مواجهة التهديدات والعقوبات الأميركية، لتعلن أنها لن تتوانى في الرد على "أي هجوم أميركي محتمل"، مؤكدة أنها أبلغت واشنطن "أخيرا بأنها سترد على أي ضربة أميركية بعشر ضربات"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن العقوبات الأميركية "سياسة فاشلة"، وأن العقوبات الجديدة "لم تتضمن جديدا بل هي تكرار للعقوبات القديمة بطريقة أخرى".

فيما أعلنت القوات المسلحة الإيرانية، إجراء مناورات بحرية قريبة مع روسيا والصين في بحر عمان وشمال المحيط الهندي، هي الأولى من نوعها.

وقال القائد العام للجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، في مقابلة مع القناة الخامسة، إن بلاده ردت أخيرا على رسالة أميركية، تلقتها عبر الوسطاء، بأن "لا نرد على ضربة توجهها أميركا"، مؤكدا "أننا قلنا لهم اذا وجهتم ضربة فسنرد بعشر ضربات".

وجاء حديث موسوي في الرد على سؤال عما إذا كانت إيران قد تلقت رسالة أميركية بهذه الفحوى خلال زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى طاجيكستان، في يونيو/حزيران الماضي، عبر الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وأضاف موسوي أن القوات المسلحة الإيرانية "تراقب كافة التهديدات وهي مستعدة لمواجهة مختلف الاحتمالات والسيناريوهات"، معلنا أن هذه القوات "ليس لديها خشية من مواجهة محتملة".

وأشار القائد العسكري الإيراني إلى أن الولايات المتحدة "يمكنها أن تبدأ حربا لكنها غير قادرة على إنهائها"، قائلا إن "إيران هي التي ستقرر متى تنهي هذه المواجهة".

من جهته، أعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، خلال كلمة في افتتاحية معرض "صيد النسور" الذي تستغرض فيه طهران الطائرات المسيرة التي اغتنمتها، أن القوات الإيرانية "تواصل إسقاط الطائرات المسيرة التي تعتدي على الأجواء الإيرانية"، مؤكدا أن إيران "على أهبة الاستعداد للرد على أي اعتداء".

وأضاف سلامي أن "من يريد أن تتحول بلاده إلى ساحة رئيسية للحرب فنحن جاهزون"، قائلا "نحن سنستمر حتى النهاية، والرد على أي اعتداء محدود لن يكون محدودا".

وواصل قائد الحرس الثوري الإيراني، نبرة التهديدات ليعلن أنه في حال تعرض إيران إلى حرب "لن نبقي أي منطقة آمنة"، مخاطبا الولايات المتحدة وحلفاءها بالقول "احذروا ولا تخطئوا". ​

في غضون ذلك، قللت الخارجية الإيرانية، من أهمية العقوبات الأميركية الجديدة، معلنة أنها "سياسة فاشلة ... لا تتضمن جديدا، وأنها عقوبات قديمة فرضت مجددا وبطريقة أخرى".


وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في تصريح، إن "المبالغة الأميركية في توظيف أداة العقوبات وتحويل الدولار إلى سلاح قد أضرت بشكل كبير بمصداقية أميركا واقتصادها في المجتمع الدولي".

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الجمعة، فرض عقوبات جديدة طاولت البنك المركزي الإيراني والصندوق الوطني للتنمية، وقال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، إنها تستهدف "أخر مصدر دخل" لإيران.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن هذه العقوبات فرضت ردّاً على الهجمات التي استهدفت، السبت الماضي، منشآت نفطية في السعودية، وحمّلت واشنطن مسؤوليتها لطهران التي نفت أي ضلوع لها بذلك.

ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، السياسة الخارجية الأميركية بأنها "مرتبكة وعاجزة"، قائلا إنها "مبنية على الأحادية وفرض الإرهاب الاقتصادي على الدول الأخرى"، قبل أن يعتبر أن هذه السياسة "تفتقد إلى فعالية دبلوماسية وعقلانية لحل الخلافات مع بقية الدول بطريقة سلمية".

ودعا موسوي المجتمع الدولي إلى "بناء منظومة تجارية واقتصادية جديدة تقلل بشدة من تأثير التصرفات العدائية الأميركية على التنمية والتجارة الحرة في العالم".

وأضاف المتحدث الإيراني أن "الكرة اليوم في الملعب الأميركي، ونحن أبقينا باب التعامل مفتوحا"، داعيا الإدارة الأميركية إلى "الاعتراف بخطئها في نقض الاتفاق النووي وتنفيذ تعهداتها... لتتمكن بعدها من التعاون مع إيران وفقا للآليات المحددة في الاتفاق مثل بقية الأطراف".

إلى ذلك، وفي تعليق له على هذه العقوبات، اعتبرها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لدى وصوله إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، "مؤشرا على عجز أميركا"، قائلا إن واشنطن "فعلت كل ما في وسعها ضد إيران وإن ما فعلته بهذه العقوبات هو أن تفرضها مجددا على البنك المركزي الإيراني بعنوان آخر، حيث سبق أن تم حظره".

وأشار ظريف، وفقا لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية، إلى أن فرض العقوبات على "مؤسسة واحدة، عدة مرات بعناوين مختلفة يدل على فشل سياسة الضغط الأقصى في إخضاع إيران".

وربط ظريف انخراط واشنطن في مجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي بـ"ضرورة إنهاء الحرب الاقتصادية على إيران".

وفيما أعلنت طهران أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، سيزور أيضا نيويورك الإثنين المقبل للمشاركة في هذه الاجتماعات، قال ظريف إن كلمة روحاني المرتقبة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستركز على "الظروف الراهنة في المنطقة والعالم ونقض أميركا للمعاهدات والاتفاقيات والمخاطر التي أحدثها البيت الأبيض ورؤية إيران للأمن في الشرق الأوسط".

وهذه الزيارة الأولى التي يقوم بها ظريف إلى نيويورك، بعدما فرضت عليه واشنطن عقوبات في نهاية يوليو/تموز الماضي. كما أنه يواجه قيودا أميركية على تحركاته خلال تواجده في المدينة الأميركية، بحيث لا يمكنه التنقل إلا بين مقر البعثة الإيرانية والأمم المتحدة.

وقال ظريف لوسائل الإعلام من نيويورك، إن اجتماع وزراء خارجية مجموعة 1+4 سينعقد الأربعاء المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة.


مناورة بحرية


وتزامنا مع التصعيد الأميركي، أعلنت الأركان الإيرانية أن القوات البحرية الإيرانية ستجري قريبا مناورات بحرية مشتركة مع الصين وروسيا في شمال المحيط الهندي وبحر عمان.

وقال قائد الشؤون الدولية والدبلوماسية الدفاعية في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، قدير نظامي، إن هذه المناورات هي الأولى من نوعها بعد قيام الثورة الإسلامية، عام 1979، مشيرا إلى أن "التقديرات والتحليلات العسكرية والسياسية ستنظر بأهمية كبيرة إلى هذه المناورات وستكون محط اهتمام في التطورات الاستراتيجية".

ونفى المسؤول العسكري الإيراني اعتزام بلاده إجراء مناورات مشتركة في الخليج، قائلا "إننا لم نخطط أبدا لإجراء مثل هذه المناورات المشتركة في الخليج الفارسي".

واعتبر أن المناورات مع روسيا والصين "تتابع تحقيق أهداف مختلفة"، مشيرا في هذا الصدد إلى "تبادل التجارب التكتيكية والعسكرية وكذلك أهداف سياسية وإظهار نوع من التعاضد بين المشاركين".

وفيما أجرى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، زيارة إلى الصين، الأسبوع الماضي، وصفها نظامي بأنها "تكتسب أهمية كبيرة.. ولها أبعاد مختلفة"، قائلا إنها "أول زيارة لرئيس الأركان العامة الإيرانية بعد أربعين عاما من قيام الثورة".

وقال إن هذه الزيارة جرت بدعوة من رئيس أركان الجيش الصيني، لي زوا جينغ، معتبرا أن الظروف الراهنة "الاستثنائية" في الشرق الأوسط والأزمات التي تواجهها هذه المنطقة تزيد من أهمية الزيارة.