مخاوف وسط الأحزاب الإسرائيلية من انتخابات مبكرة جديدة

مخاوف وسط الأحزاب الإسرائيلية من انتخابات مبكرة جديدة

19 سبتمبر 2019
النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية ستعلن اليوم (Getty)
+ الخط -
تشير نتائج الانتخابات الإسرائيلية شبه النهائية، إلى حالة تعادل كامل بين معسكر اليمين، بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبين المعسكر المنافس له بقيادة الجنرال بني غانتس وحزبَي العمل "غيشر" والمعسكر الديمقراطي، إضافة إلى القائمة المشتركة للأحزاب العربية.

ووفقاً لهذه النتائج، فإن كلاً من المعسكرَين سيحصل على 56 مقعداً، ما يحول دون إمكانية تشكيل أي منهما حكومة ائتلافية تتمتع بتأييد 61 عضواً في الكنيست، من دون انضمام حزب أفيغدور ليبرمان لهما.

وسارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، إلى استباق محاولات شق المعسكر الموالي له، بالإعلان عن تشكيل طاقم مفاوضات موحّد لحزبه وأحزاب الحريديم (شاس ويهدوت هتوراة) وحزب "يمينا".

إثر ذلك، أعلن نتنياهو أنه سيعمل على تشكيل حكومة قومية وصهيونية، لمواجهة ما سماه "خطر تشكيل حكومة خطيرة على مستقبل إسرائيل"، بمساندة الأحزاب العربية التي ترفض الاعتراف بيهودية الدولة.

وفي هذا السياق، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مقربين من نتنياهو قولهم إن الأخير لا يخشى من الذهاب إلى انتخابات جديدة، في حال أصرّ حزب "كاحول لفان" على موقف يشترط أن تكون رئاسة الحكومة أوّل عامين من حق غانتس، كي يتفرغ نتنياهو لملفاته القضائية.

وأثارت موازين القوى الجديدة؛ لا سيما في ظل إعلان أفيغدور ليبرمان، في المرحلة الحالية على الأقل، أنه سيوصي رئيس الدولة بتكليف المرشح الذي يُعلن التزامه بتشكيل حكومة وحدة وطنية علمانية؛ مخاوف لدى مختلف الأحزاب الإسرائيلية، من تكرار تجربة الانتخابات الماضية في إبريل/نيسان، ومن أن تضطر إسرائيل إلى الذهاب لانتخابات ثالثة في أقلّ من عام، بحسب تحليل نُشر في صحيفة "هآرتس" اليوم الخميس.

في المقابل، أكد تقرير سابق لـ"هآرتس"، وآخر لصحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية، اليوم الخميس، أن مفتاح تشكيل الحكومة الجديدة بات بيد المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، الذي يُفترض أن يجري في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول القادم جلسة استماع لنتنياهو، قبل البتّ في تقديم لائحة اتهام رسمية ضدّه في قضايا الفساد التي تلاحقه. وفي هذا السياق، ذكر تقرير إسرائيلي أن مندلبليت يعتزم تسريع اتخاذ القرار بهذه الملفات.

ومع أنّ القانون يتيح لرئيس حكومة توجد ضده لائحة اتهام رسمية مواصلة عمله، أو تشكيل حكومة جديدة، فإنّ من شأن هذا الموقف المُعلن أن يضع عراقيل جديدة أمام نتنياهو، ويعمّق من أزمته سياسياً وقضائياً.

إلى ذلك، من المقرّر أن تُعلَن في وقت لاحق، اليوم الخميس، النتائج النهائية للانتخابات، لكنّ النتائج الرسمية ستُقدَّم لرئيس الدولة، رؤبين ريفلين، يوم الأربعاء القادم، فيما سيخضع نتنياهو، بعد ذلك بأسبوع، لجلسات الاستماع، علماً بأنّ القناة الإسرائيلية العامة "كان 11" أفادت أمس الأربعاء، بأنّ نتنياهو أرسل طعونه للمستشار القضائي للحكومة.

ووفقاً للصحافة الإسرائيلية، فإنّ الرئيس الإسرائيلي لا يعتزم دعوة غانتس ونتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل استنفاد المهلة القانونية للمكلفين بتشكيل الحكومة. وبحسب القانون، سيكلّف ريفلين من يملك تأييد 61 عضواً في الكنيست، ويمنحه مهلة 28 يوماً بحسب القانون، قابلة للتمديد لمدة 14 يوماً، قبل أن ينقل التكليف للمرشح المنافس. ووفقاً للجدول الزمني الرسمي، في حال تعثر على المرشحين المتنافسين تشكيل حكومة، يمكن خلال 21 يوماً أن يوصي 61 عضوا في الكنيست، برسالة رسمية مكتوبة، بشخص ثالث لتشكيلها.

ووفقاً للشروط التي أُعلنت على مدار الساعات الأربع والعشرين التالية للانتخابات، لا يبدو أن أياً من المرشحَين، بنيامين نتنياهو، والجنرال بني غانتس، يملك القدرة على تشكيل حكومة، وهو ما يزيد من قلق الأحزاب الإسرائيلية من الذهاب إلى انتخابات للمرة الثالثة. وتبعاً لهذه المخاوف، فإنّ الموعد النهائي والأخير لتشكيل حكومة، بناء على نتائج الانتخابات التي جرت أول من أمس، هو 15 يناير/كانون الثاني القادم.

المساهمون