هجوم أرامكو: السعودية تطالب بتدخّل دولي

هجوم أرامكو: السعودية تطالب بتدخّل دولي

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
واشنطن

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
18 سبتمبر 2019
+ الخط -
قبيل إعلان السعودية عن نتائج تحقيقها في الهجوم على منشأتي أرامكو في شرقي المملكة، يوم السبت الماضي، ومع مطالبتها بتدخّل دولي للرد، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرسم حدود الرد بفرض عقوبات إضافية على طهران، وذلك بعد تصريح أميركي بأن واشنطن تأمل أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات للرد عقب الهجمات، بما يرفع التوقعات باستبعاد تحرك عسكري، وذلك فيما أفيد بأن الأمم المتحدة أرسلت خبراء الى السعودية للتحقيق في الهجوم. جاء ذلك فيما كانت إيران تواصل نفيها أي علاقة لها بالهجوم، مع تشديدها على أنها مستعدة لرد "شامل وساحق" على أي استهداف لها.

واستبقت الرياض وصول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بمؤتمر صحافي لوزارة الدفاع أعلنت فيه نتائج التحقيقات في هجوم السبت، متهمة إيران بالمسؤولية عنه. وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع، تركي المالكي، على أن الهجوم على أرامكو لم يأت من اليمن وهو امتداد لهجمات سابقة استهدفت البنى التحتية المدنية، مضيفاً "الهجوم على أرامكو جاء من الشمال وبالتأكيد كان مدعوما من إيران"، من دون أن يتهم إيران مباشرة بالهجوم، غير أنه أعلن استعادة "صواريخ كروز جاءت من جهة الشمال لم تصب أهدافها". وعرض المالكي في المؤتمر الصحافي صوراً لما قال إنها بقايا من الصواريخ التي استهدفت المنشآت النفطية، قائلاً إن المعمل المستهدف يعد خارج نطاق الطائرات المسيرة للحوثيين، مشيراً إلى أن الهجوم جرى باستخدام نحو 25 طائرة مسيرة وصاروخ كروز، خلافاً لما أعلنه الحوثيون عن تنفيذهم الهجوم باستخدام 10 طائرات من دون طيار.
وفي طلب لتدخّل دولي، قال المالكي إن "الوقت قد حان للمجتمع الدولي للعمل على وقف الأعمال الشريرة لإيران"، محذراً من أن "تهديد الإرهاب والأعمال الشريرة لإيران يشمل الجميع وليس السعودية فقط"، معلناً مواصلة التحقيق في الهجوم على أرامكو عبر القنوات الدولية والعربية.

وفي السياق نفسه، اعتبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، أن الهجوم يشكّل "اختباراً حقيقياً للإرادة الدولية في مواجهة الأعمال التخريبية المهددة للأمن والاستقرار الدوليين". وذكر مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية أن بن سلمان طلب من سيول المساعدة "لإنشاء نظام دفاع مضاد للطائرات لمنع أي هجمات في المستقبل" بعد الهجمات على منشأتي نفط سعوديتين. وفي تطور لافت، أعلنت السعودية، الانضمام إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية.

في المقابل، كان ترامب يعلن عن تشديد "كبير" للعقوبات المفروضة على إيران. وكتب على "تويتر": "لقد أمرت للتو وزير الخزانة بتشديد العقوبات ضد الدولة الإيرانية"، من دون مزيد من التفاصيل. وجاء ذلك بعدما نقلت وكالات أنباء عن مسؤول أميركي كبير لم تسمه، الثلاثاء، أن واشنطن تأمل في أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات للرد عقب الهجمات. وأفاد المسؤول بأنه على السعودية المبادرة بطلب التحرّك من مجلس الأمن الدولي بصفتها الجهة التي استُهدفت، لكن على الولايات المتحدة قبل ذلك إعداد المعلومات المرتبطة بالملف.
من جهته، كان بومبيو يشدد على أن الهجوم لم يكن من تنفيذ الحوثيين في اليمن وإنما كان هجوماً إيرانياً، ويصفه بأنه "عمل حربي".

لكن لا يبدو أن ترامب متحمس لتحرك عسكري، وهو ما بدا في رده على السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام. وقال غراهام، في بيان بعد لقاء لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، مساء الثلاثاء، إن الهجوم "هو حرفياً عمل حربي". وأكد غراهام أن "الهدف يجب أن يكون إعادة الردع الذي فقدناه في مواجهة العدوان الإيراني". وأشار إلى أن "رد الفعل المدروس" لترامب على إسقاط طائرة أميركية مسيّرة في يونيو/ حزيران الماضي "اعتبره النظام الإيراني بشكل واضح دليل ضعف". لكن الرئيس الأميركي رد في تغريدة، مساء الثلاثاء، وكتب "لا يا غراهام إنها إشارة قوة لا يفهمها بعض الأشخاص بكل بساطة". وفي السياق نفسه، حذر جيم ريش، الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، من شن هجوم عسكري سريع في رد على إيران. وقال "لسنا في أي مكان قريبين من هذه النقطة، ما زلنا في مرحلة التحليل".
وأوصت الولايات المتحدة، رعاياها بتوخي الحذر والحيطة خلال سفرهم إلى السعودية، على خلفية "مخاطر الهجمات الإرهابية والصاروخية المنفذة بواسطة طائرات بلا طيار، ضد أهداف مدنية" بالمملكة. وأوضحت الخارجية الأميركية، في بيان، أن "الجماعات الإرهابية تواصل التخطيط لشن هجمات محتملة في السعودية".


في غضون ذلك، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لولي العهد السعودي أن باريس سترسل خبراء للمشاركة في التحقيقات في الهجوم، كما أعلن الإليزيه. وقال القصر الرئاسي في بيان، إن ماكرون الذي أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي "دان بحزم الهجمات التي استهدفت مواقع نفطية في بقيق وخريص". وأكد ماكرون لبن سلمان "تضامن فرنسا مع السعودية وسكانها في مواجهة هذه الهجمات، وأكد مجددا التزام فرنسا بأمن السعودية واستقرار المنطقة". كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن بلادها لن تسارع للإدلاء بتعليقات عن الجهة المسؤولة عن الهجوم قبل "إرساء الحقائق".
في السياق، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مكالمة هاتفية مع بن سلمان اليوم، عن قلقه إزاء الهجمات التي استهدفت أرامكو، وأفاد الكرملين في بيان، بأن بوتين دعا لإجراء تحقيق شامل وموضوعي في الهجوم.

مقابل ذلك، وبعد وقت قصير من المؤتمر الصحافي لوزارة الدفاع السعودية، أطل المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، في مؤتمر صحافي، للتأكيد من جديد على مسؤولية الحوثيين عن الهجوم، مهدداً الإمارات بأنه "لدينا عشرات الأهداف ضمن بنك أهدافنا في الإمارات، منها في دبي وأبوظبي"، معلناً "أننا أكثر تصميماً اليوم على تنفيذ عمليات نوعية لوقف العدوان على اليمن". وعرض سريع ما قال إنها صور جوية التقطت بواسطة طائرة استطلاع قبل تنفيذ الهجوم على أرامكو، وصورة أخرى للأهداف بعد العملية، معلناً أن العملية سبقها رصد استخباراتي دقيق، مضيفاً أن الدمار أكثر مما تم الإعلان عنه والحريق استمر 12 ساعة. وأوضح أن العملية نُفذت بعدد من الطائرات المسيّرة، انطلقت من 3 نقاط أساسية، "الأولى انطلقت منها طائرات (قاصف) التي نكشفها اليوم لأول مرة، النقطة الثانية انطلقت منها طائرات صماد 3 التي يصل مداها من 1500 إلى 1700 كيلومتر، والنقطة الثالثة انطلقت منها طائرات نفاثة"، "ونحن نحتفظ بالتفاصيل الكاملة للعملية"، وفق قوله.

ويتوازى كلام سريع مع ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين حول تطور مهم في قدرات الحوثيين في العامين الأخيرين. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني يعمل في السعودية قوله "هم يتحسنون في ما يتعلق بالدقة. والرسالة التي يبعثون بها إلينا هي: نحن نحقق الاختراق ونضرب المواقع الصائبة". وظهر في منتصف العام 2018 نوع جديد من طائرات الحوثيين المسيرة قالت الأمم المتحدة إن بإمكانه الطيران لمسافة تراوح بين 1200 و1500 كيلومتر، الأمر الذي يجعل الرياض وأبوظبي ودبي داخل مداه. وقالت الأمم المتحدة إن ترسانة الحوثيين تشمل أيضا صواريخ كروز ومركبات مائية محملة بالمتفجرات وصواريخ باليستية وصواريخ أخرى.

يتوازى ذلك مع استمرار نفي طهران لمسؤوليتها عن الهجوم. وبعثت إيران برسالة دبلوماسية إلى الولايات المتحدة نفت فيها أي دور لها في الهجمات التي طاولت منشأتي النفط، وحذرت من أي تحرّك ضدها. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن المذكرة الرسمية التي أُرسلت، الاثنين، عبر السفارة السويسرية التي تمثّل مصالح الولايات المتحدة في طهران، "شددت على أن إيران لم تلعب أي دور في هذا الهجوم". وقالت الوكالة إن إيران أعلنت في رسالتها أن نطاق ردها "لن يقتصر على مهاجمة مصدر التهديد".

من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن استهداف "اليمنيين" منشأتي النفط يعد بمثابة "تحذير" للمملكة من إمكانية شن حرب على نطاق أوسع رداً على العملية العسكرية التي تقودها الرياض في اليمن. من جهته، رفض وزير الدفاع الإيراني أمير خاتمي، الاتهامات الموجهة لبلاده بخصوص الهجوم، مؤكداً أن الحوثيين نفذوا الهجوم بوسائلهم الخاصة. كما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إن إيران ترفض الاتهامات الأميركية لها بالمسؤولية عن الهجمات، مضيفاً "يجب على الولايات المتحدة أن تسعى للنظر إلى وقائع المنطقة، بدلاً من مجرد اللجوء لاستخدام وسائل الإلهاء".

في السياق، نقلت صحيفة "اعتماد" اليومية عن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قوله "سياسة إيران الاستراتيجية هي خفض التوتر... من خلال الحوار، لكن البلد مستعد تماما لمفاجأة المعتدين برد ساحق وشامل على أي أعمال آثمة".
تأتي هذه التطورات فيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن روحاني ووفده يمكن أن يضطروا إلى عدم المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لأن الولايات المتحدة لم تصدر لهم بعد تأشيرات دخول. وكان من المقرر أن يتوجه روحاني والوفد المرافق له إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة، الإثنين، إلا أن ذلك يبدو غير ممكن نظراً لعدم حصولهم على التأشيرات، بحسب وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء. وقالت الوكالة "إذا لم يتم إصدار التأشيرات خلال ساعات قليلة، فمن المرجح إلغاء الرحلة".

ذات صلة

الصورة
جماهير سعودية لـ"العربي الجديد": هذا ما نريده من منتخبي قطر والأردن

رياضة

وجهت بعض الجماهير السعودية رسائلها عبر "العربي الجديد" إلى منتخبي قطر والأردن، بعدما ضمنا الحضور في نصف نهائي بطولة كأس آسيا.

الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة
موانئ ماليزيا/Getty

اقتصاد

تتسع رقعة حرب الملاحة البحرية ضد السفن الإسرائيلية وغيرها التي تبحر نحو دولة الاحتلال، ولكن هذه المرة ليس في البحر الأحمر الذي يشهد هجمات مكثفة من قبل الحوثيين.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.

المساهمون