السيسي رداً على محمد علي:لا نقبل الإساءة لجيش مصر

السيسي رداً على تصريحات محمد علي: لا نقبل الإساءة لجيش مصر

14 سبتمبر 2019
السيسي: المسلمون متخلفون عن تطوير الخطاب الديني (Getty)
+ الخط -


في أول ردة فعل على اتهامات الفنان والمقاول المصري محمد علي، لضباط بالمؤسسة العسكرية بإهدار المليارات من أموال الدولة على إنشاء قصور رئاسية، ومشروعات غير ذات جدوى، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "هناك من يحاول تضييع قيمة الجيش، ونحن لن نقبل بالإساءة لجيش مصر"، مستطرداً "لن يستطيع أحد أن ينال من المؤسسة العسكرية، في ظل ما تحقق من إنجازات، وما تمثله للدولة المصرية".
وأضاف السيسي، خلال فعاليات المؤتمر الثامن للشباب، اليوم السبت: "يوجد من يسعى إلى تشويه الجيش، فإما أن نترك الحكم للجماعات الإرهابية، أو أن نواجهها"، مضيفاً في رسالته المبطنة لعلي: "أنا بتكلم بظروفها دون ترتيب، وبعدين حد ييجي عاوز يشوهكوا، ويخوفكوا، ويقلقكوا، ويضيع القيمة العظيمة اللي بيعملها الجيش في مصر... اللي هو مركز الثقل الحقيقي مش في مصر بس، بل في المنطقة كلها".


وتابع: "هناك دول متورطة في تكوين الجماعات الإرهابية، لاستخدامها في التأثير على المنطقة والعالم، لكنها أفلتت من سيطرتها، وأصبحت خطراً يتزايد عليها، لأن الإرهاب بات وحشاً أفلت من سيطرة الدول التي دعمته... والحراك الشعبي في مصر عام 2011 (ثورة 25 يناير/كانون الثاني) أنتج ضعفاً في قدرة الدولة على مواجهة التحديات، وفتح المجال للكيانات الإرهابية، في ضوء المؤامرة على وزارتي الدفاع والداخلية آنذاك".
وزاد السيسي: "المسلمون متخلفون عن تطوير الخطاب الديني 800 عام، والله لا يمكن أن يُنزل ديناً يصطدم مع الدنيا... وأرى أن الإرهاب في زيادة مستمرة على مستوى العالم، لا سيما أن بعض الدول تتواصل مع الجماعات الإرهابية منذ عام 1992، ليكون لها وزن وثقل في المنطقة... والحراك الشعبي (الثورة) في سورية فتح مجالاً لأن تدمر الحرب التقليدية الدولة بفعل الإرهاب".

وواصل في كلمته بجلسة "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محلياً وإقليمياً": "بعض الدول رفضت العائدين من التنظيمات الإرهابية، ومنعت أسرهم من العودة إلى بلدانهم... والإرهاب استخدم في تدمير سورية وليبيا، وفي دول في وسط إفريقيا، واليوم يعمل على استنزاف الدولة المصرية التي تدفع الكثير مقابل معالجة ومواجهة الإرهاب، حيث إن الجميع يتألم من سقوط ضحاياه في مصر".
وأشار السيسي إلى أنه "أخبر القوى السياسية والدينية التي اجتمع بها، حين كان يشغل منصب رئيس الاستخبارات الحربية، أنهم لا يملكون مركزاً واحداً للدراسات، فكيف سيكونون جاهزين لإدارة الدولة"، مخاطباً رجال الدين: "نحن متأخرون مئات الأعوام في التفسير، ولا أتحدث هنا عن الثوابت التي تتعلق بالدين، لكن الله لم يخلق الدنيا عشان الناس تضرب في بعضها... لذا يجب أن يواكب الخطاب الديني متطلبات العصر"، على حد تعبيره.

وأضاف: "أنت مش مصدق إنك متأخر 800 سنة في تفسيرك لبعض النصوص؟ طب يا ترى الناس بتوع الدين شايفين تأثير عدم المواجهة الفكرية، وتصويب الخطاب الديني إزاي، وإحنا بنواجه الإرهاب"، مستكملاً: "ما حدش يقدر يتكلم في ثوابت، لكن بقول تجديد الخطاب الديني يجب أن يتلاءم مع العصر اللي بنعيشه... واللي بنقدمه بيصطدم مع الحياة، ومع الإنسانية وتطورها، لأن ربنا عمره ما ينزل أديان تصطدم مع التطور".
واستطرد، بالقول: "الجسم يهاجم ذاته، والإرهاب مثل السرطان، يهدف في محصلته النهائية إلى إضعاف قدرة الدولة الوطنية... وبعد إضعاف قدرة الدولة تظهر القوى الصغيرة، ووزنها النسبي يزيد مقارنة بالضعف والوهن الذي أصاب الدولة... ومصر لن تسقط أبداً في وجود جيشها، رغم كل المحاولات لتدميرها، لأن المصريين ليس لديهم سوى خيارين: إما الاستسلام للإرهاب، أو المواجهة والقضاء عليه".
وواصل السيسي: "أنت (الإرهابي) في الآخر أداة تستخدم لتدمير الدول، وتدمير نفسك، وفي أي عقيدة، إسلامية أو مسيحية، إذا رغبت في عمل سياق لقتل الناس من خلاله، ممكن يكون من خلال النصوص الدينية، وتحريف المعاني... وظاهرة الإرهاب راسخة وقوية، وشبكات التواصل الاجتماعي هي القوة المؤثرة فيها، والإرهاب كفكرة شيطانية، الهدف منه هو ضرب الإنسانية، والعلاقة بين الإنسان وربه".
وختم قائلاً: "فكرة الدين لم تعد جاذبة مثل الأول، فمن يرفعون عباءة الدين يخوفون الناس حالياً، ونحن تكبدنا خسائر في مصر، ولكننا لم نتحدث عنها... مصر مش هاتقع، إلا لما جيشها يقع، وبقالنا 6 سنين قاعدين نستنزف طاقات عسكرية ومالية ومعنوية... وكل أسرة قدمت شهيداً أو مصاباً تألمت، سواء كانت بشكل مباشر أو من خلال المحيطين بها، سواء من أبنائنا في الجيش والشرطة، أو حتى في الشارع والكنيسة والمسجد".

المساهمون