شهادة سعودي بجريمة قتل خاشقجي: بن سلمان أصدر الأوامر

شهادة سعودي بالجريمة: بن سلمان فضّل تخدير خاشقجي واختطافه

11 سبتمبر 2019
صحيفة "صباح" تنشر تسريبات تتعلق بالتحقيقات التركية (Getty)
+ الخط -

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لجريمة قتل الكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، تواصل صحيفة "صباح" التركية نشر تسريبات تتعلق بالتحقيقات من الجانب التركي، ومنها ما نشرته، اليوم الأربعاء، عن شهادة من مواطن سعودي قدمها في السفارة التركية في العاصمة الأيرلندية دبلن.

وأوضحت الصحيفة، أنّ أحد المواطنين السعوديين اتّصل، بعد جريمة قتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بالسفارة التركية في دبلن، لتقديم شهادته بعد معلومات حصل عليها من أصدقائه العاملين في الاستخبارات السعودية، مبيناً أنّ أوامر ارتكاب جريمة خاشقجي أُصدرت من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأضافت الصحيفة أنّ المعلومات التي قدّمها المواطن السعودي الذي لم تذكر اسمه، قُدّمت للاستخبارات التركية لتقييمها، وخشية من التنصت عليه، فضّل الذهاب إلى السفارة التركية، وعبر دولة ثالثة (لم يذكرها التقرير) إلى أيرلندا، لإجراءات الحيطة.

وفي التفاصيل التي رواها أنّه "قبل أسبوع من قتل حاشقجي، وصل إلى تركيا طبيب سعودي اختصاصي تخدير يُدعى صالح الناشع، ودخل بجواز سفر أردني مزوّر، وأجرى تحضيرات للمواد الطبية التي يحتاج إليها لتنفيذ الجريمة، وبعدها بأسبوع وصل سعود القحطاني إلى تركيا، وفي الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، أُدخل خاشقجي إلى الغرفة، ومن أجل تخديره، حقن بـ100 مليغرام من من الـ"كيتامين"، وبعدها بـ5 مليغرامات من الـ"ميدازولام"، وأخيراً بـ200 مليغرام من "البروبوفول"، مضيفاً: "على الرغم من هذه الأدوية لم يتمكنوا من تخديره، وقد تقيأ خاشقجي نتيجة "البروبوفول". ولفتت الصحيفة إلى أنّ الشخص المعترف قال بعدها: "لم يكشف لي أصدقائي بعدها تفاصيل ما حدث".

وزعم الشاهد السعودي أنّ "الاستخبارات السعودية كانت على دراية وبتعاون مع الجريمة"، وادعى أنّ بن سلمان "كان يفضّل أن يتم تخدير خاشقجي ونقله كما جرت عمليات اختطاف المعارضين في أوروبا، ولكن لم يتم ذلك"، مبيّناً أنّ خاشقجي اتُهم بأنّه عميل مزدوج سعودي أميركي، كُلّف بالتقرب والدخول إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، ولكن مع بدء انتقاد السلطات السعودية، "صدر قرار قتله من قبل محمد بن سلمان"، حيث تم إدراج هذه المعلومات في أرشيف الاستخبارات التركية، مع الحاجة للتأكد منها، وفق الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ المعلومات الواردة أيضاً من المحاكمة التي جرت قبل أشهر في السعودية، تظهر سلسلة من الأكاذيب أوردتها الاستخبارات السعودية من أجل حماية بن سلمان، فوجهت التهم لعناصر منهم "بقتل مواطن دون سبب، وتقديم تقارير كاذبة، وتضليل السلطات السعودية، واستخدام المنصب لغايات سيئة، وخيانة الأمانة".

واستدركت أنّ محاولات حماية بن سلمان والعسيري، تدحضها التسجيلات الصوتية لما قبل الجريمة بساعة في القنصلية، حيث تكشف كيفية القتل وآلية التخلص من الجريمة، كما أنّ كاميرات المراقبة في مطار أتاتورك، تؤكد وصول المتهم المسؤول عن فريق الاغتيال منصور أبو حسين، مع مسؤول الاستخبارات السعودية في تركيا أحمد المزيني.

وتوعدت الصحيفة بنشر تسريبات جديدة في الأعداد القادمة عن التحقيقات الجارية، ومنها تفاصيل التحقيقات التي جرت في ولاية يالوفا المجاورة لإسطنبول، حيث ظهرت مزاعم بدفن الجثة بإحدى الفيلات في تلك الولاية.