تركيا منزعجة من "المماطلة" الأميركية بشأن المنطقة الآمنة بسورية

تركيا منزعجة من "المماطلة" الأميركية بشأن المنطقة الآمنة في سورية

أنقرة

العربي الجديد

العربي الجديد
10 سبتمبر 2019
+ الخط -
أعربت تركيا، اليوم الثلاثاء، عن انزعاجها من موقف الولايات المتحدة بشأن "المنطقة الآمنة" في سورية، منتقدة "المماطلة" الأميركية، في وقت قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتوقع من الولايات المتحدة الوقوف معها في محاربة الإرهاب، وتشكيل مناطق آمنة تتيح عودة اللاجئين السوريين.
وأشار أردوغان، خلال استقباله وفداً أميركياً برئاسة وزير التجارة ويلبر روس بالعاصمة التركية أنقرة، إلى أن تركيا لم يعد بإمكانها تحمل موجة لجوء جديدة من سورية، وأن التنظيمات الإرهابية تشكل أكبر عائق أمام عودة السوريين، معتبراً أن "زيادة الهجمات على محافظة إدلب السورية في الآونة الأخيرة تضعنا في مواجهة هذا الخطر، ولا يمكن إيجاد حل دائم لأزمة اللاجئين إلا من خلال تأسيس مناطق خالية من الإرهاب".

وتابع: "كما قال صديقي (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) تنظيم "داعش" مُني بالهزيمة، ولم يعد هناك أي عائق أمام عودة السوريين في بلادنا ودول المنطقة سوى تنظيم ي ب ك/ بي كا كا". وشدد على أن "هذا الكيان (تنظيم ب ي د) يقوم بتطهير عرقي وتهجير للسكان وتهديد لأرواح وممتلكات المواطنين الأتراك، لذا يجب إزالة هذا التهديد، وفي هذه النقطة نولي أهمية بالغة للتعاون مع الولايات المتحدة في سورية".

وأردف: "نعمل على جعل الأراضي السورية الواقعة بين شرق الفرات وحتى الحدود العراقية منطقة آمنة". وتابع: "يجب حلّ قضية المنطقة الآمنة بأسرع وقت ممكن، وحل هذه القضية سيسهل مكافحتنا للتنظيمات الإرهابية، كما سنتجاوز مشكلة الهجرة غير النظامية فيما يتعلق بأزمة اللاجئين". وأضاف: "ما نتوقعه من الولايات المتحدة وقوفها إلى جانب جهودنا في مكافحة الإرهاب، وتشكيل مناطق آمنة تتيح عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم".

وأكد أن "تركيا منزعجة جداً من إرسال (الولايات المتحدة) ما يقارب 50 ألف شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر إلى المجموعات الإرهابية بشمال شرق سورية".

من جهة أخرى، أعرب أردوغان عن أسفه لردود الفعل غير المتكافئة تجاه بعض الخطوات التي اتخذتها تركيا في سبيل تحقيق أمنها. وأضاف أن تركيا تنتظر تعاونا من الولايات المتحدة فيما يتعلق بمكافحة تنظيم "غولن" الإرهابي، الذي يقيم رئيسه في ولاية بنسلفانيا الأميركية مع أتباعه.

أوغلو: مواقف واشنطن لا تطمئننا

من ناحيته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إنّ مواقف الولايات المتحدة الأميركية حيال المنطقة الآمنة في سورية "لا تطمئن تركيا". وأضاف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية الجبل الأسود سرديان دارمانوفيتش، في العاصمة أنقرة، أنّ الولايات المتحدة "لم تلتزم بتعهداتها وفي مقدمتها خارطة طريق منبج بسبب انخراطها في علاقات مع التنظيمات الإرهابية"، في إشارة إلى المليشيات الكردية.


ولفت إلى أنّ بلاده ترى "محاولة للمماطلة" من قبل الولايات المتحدة، في مسألة تشكيل المنطقة الآمنة، مشيراً، وفق ما أوردته "الأناضول"، إلى أنّ "تركيا لديها خطة جاهزة، وبمقدورها تطهير تلك المناطق"، مؤكداً أنّه "في حال لم نحصل على نتائج من التعاون مع واشنطن، فإننا سندخل لهذه المناطق"، في إشارة إلى شرق الفرات.

وكانت وزارة الدفاع أكدت في بيان مقتضب، اليوم الثلاثاء، أنه "في إطار الجهود المشتركة لتشكيل المنطقة الآمنة شمال سورية، فإن أعمال تشكيل المنطقة متواصلة حتى الآن".

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن الوفد الأميركي الزائر، يرأسه نائب قائد القوات الأميركية في أوروبا ستيفن تويتي ونائب قائد القوات المركزية الأميركية توماس بيرغسون".

ولَم يتطرق البيان إلى مزيد من التفاصيل حول مضمون الزيارة، غير أنه أشار إلى أن الوفد الأميركي سيزور هيئة الأركان التركية في أنقرة. وتعد زيارة تويتي الثانية في إطار تشكيل المنطقة الآمنة، حيث سبق أن زار أنقرة قبل أسابيع.


وقبل يومين، أجرى الجيشان التركي والأميركي، الدورية البرية المشتركة الأولى، شمالي سورية، في إطار فعاليات المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الآمنة. وفي 7 أغسطس/آب الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء "مركز عمليات مشتركة" في تركيا، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سورية.

ذات صلة

الصورة

سياسة

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأحد، إن إرهابيين نفذا هجوما بقنبلة أمام مباني الوزارة في أنقرة، مضيفا أن أحدهما قتل في الانفجار بينما قامت السلطات هناك "بتحييد" الآخر.
الصورة
turkey.png

منوعات

في مشهد غير مألوف في تركيا، تهجم النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي جمال إنغين يورت على الصحافي والكاتب لطيف شيمشك أثناء مشاركتهما في برنامج حواري بث مساء السبت على شاشة قناة 100 التركية الخاصة
الصورة
اعتداءات على ممتلكات السوريين في أنقرة (فرانس برس)

منوعات

انقسمت وسائل الإعلام التركية، خلال الأيام الأخيرة، بحسب سياستها التحريرية ومواقفها الحزبية، في التعاطي مع الموضوع السوري، وإن كان هناك اتفاق على ضرورة ضبط النفس والهدوء، إلا أن تحميل المسؤولية غالباً ما كان على الأحزاب السياسية.
الصورة
جاووش أوغلو/سياسة/الأناضول

أخبار

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الإثنين، أنه سيتم عقد قمة على مستوى وزراء الخارجية مع روسيا، بعد أن تتضح بنود وقف إطلاق النار في ليبيا، كاشفاً أن تأجيل الوفد الروسي زيارته، أمس، كان بسبب الملف الليبي.