المفوضية الأوروبية: فون ديرلاين تختار اليوم مساعديها ببروكسل

المفوضية الأوروبية: فون ديرلاين تختار اليوم مساعديها ببروكسل ووجوهاً نسائية لمناصب قيادية

10 سبتمبر 2019
فون ديرلاين تتسلّم مهامها رسمياً في الأول من نوفمبر(Getty)
+ الخط -
تعتزم الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين؛ والتي من المقرّر أن تتسلّم مهامها رسمياً في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؛ الإعلان من بروكسل، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، عن أفراد فريق عملها للسنوات الخمس المقبلة، والمهام التي أسندت إلى كلّ منهم، بعد أن تقدمت الدول الأعضاء بمرشحيها المفضلين، من دون بريطانيا التي ستغادر الاتحاد نهاية أكتوبر/تشرين الأول، على أن يُصار، اعتباراً من نهاية سبتمبر/أيلول الحالي، إلى عقد جلسات في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ للاستماع إلى المرشحين، حيث من المفترض أن يُصوّت لاحقاً على حزمة المفوضين المقترحة أسماؤهم.

ويبدو أن هناك تحفظات على أسماء ممثلي كلّ من المجر ورومانيا وبولندا، إذ يتعرض المرشح المجري، وزير العدل السابق لازلو تروكساني لانتقادات لاذعة لدعمه إصلاحاً حكومياً قضائياً مثيراً للجدل مع رئيس وزرائه فيكتور أوربان. أما المرشحة الرومانية روفانا بلامب، فتواجه تهماً بالفساد وإساءة استغلال منصبها الوزاري، فيما يواجه المرشح البولندي يانوش فويتشوفسكي تهماً بالغش والاحتيال.

وتفيد التقارير بأنّ ما بات مؤكداً هو تولي الإسباني جوزيف بوريل منصب المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خلفاً لفيدريكا موغريني، فيما سيتم الإبقاء على الاشتراكي الهولندي فرانس تيمرمانس كنائب أول لرئيسة المفوضية، مع الليبرالية الدنماركية مارغريت فيستاغر، وسيمثل إيطاليا صديق الاتحاد الأوروبي باولو جنتيلوني كمفوض للسياسة الصناعية والسوق الداخلية.

إلى ذلك، سيصبح كبير الدبلوماسيين البلجيكي ديديه رايندرز مفوض الميزانية، فيما رشح كلٌّ من فرنسا الليبرالي سيلفي غولارد النائب السابق للبنك المركزي الفرنسي، واليونان القاضية السابقة مارغريتس شيناس، وأيرلندا الديمقراطي المسيحي فيل هوغان. بدورها، اقترحت لاتفيا فالديس دومبروفسك أحد نواب المفوضية منذ عام 2014، وهو الذي تولى رئاسة حكومة بلاده بين أعوام 2009 و2013. أما النمسا، فستحتفظ بمرشحها على مدار السنوات العشر الأخيرة يوهانس هان، والمسؤول عن سياسة الجوار والتوسع في دول غرب البلقان وفق ما بينته صحيفة "دي فيلت" الألمانية.

أما سلوفاكيا، فالتزمت بمرشحها غير الحزبي، والذي يتمتع بخبرة دبلوماسية، مارسوس سيفكوفيتش، واختارت جمهورية التشيك السياسية المنتمية إلى الكتلة الليبرالية في البرلمان الأوروبي فيرا يوروفا، وإستونيا وزير الشؤون الاقتصادية السابق قدري سيمسون من يسار الوسط. بدورها، اعتمدت فنلندا اسم الزعيمة السابقة للاشتراكي الفنلندي يوتا اوربيلينن، وكرواتيا عضو الحزب الحاكم ديبروفكا سيوسا، أما ليتوانيا، فسيمثلها فيرجينيجوس سينكفيسيوس (28 عاماً)، والذي قد يصبح أصغر اقتصادي ومحامٍ في المفوضية الأوروبية. وسيمثّل لكسمبورغ نيكولاس شميت، فيما ستنتدب مالطا الديمقراطية الاجتماعية هيلينا دالي، وستستعين الدولة البرتغالية بنائبة محافظ البنك المركزي الاشتراكية إليزا فيريرا، فيما ستمنح السويد فرصة لوزيرة العمل الديمقراطية الاجتماعية يلفا يوهانسون.

نساء لتولّي مناصب قياديّة
ويبدو أن فون ديرلاين، تتجه نحو جعل وجه المفوضيات الأوروبية أكثر نسوية، إذ تضمّ لائحة المفوضين، للمرّة الأولى، أعلى نسبة من النساء (13 امرأة و14 رجلاً) وفق ما هو واضح من اللائحة التي نشرتها المفوضية يوم أمس الإثنين، وبعدما كانت النسبة خلال ولاية الرئيس جان كلود يونكر 32% (تسع نساء و19 رجلاً).

فبالنسبة لأورسولا فون ديرلاين، يجب أن تعكس المناصب العليا (القيادية) في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، مساواة بين الرجال والنساء في عموم القارة الأوروبية، وإن استطاعت فعل ذلك فستكون سابقة تاريخية لم يفعلها أي من قادة الاتحاد سابقاً. فلدى فون ديرلاين اليوم 13 امرأة لمناصب مفوضات قياديات مقابل 14 رجلاً، وهي سابقة تاريخية قد لا ترضي بعض رجال النادي الأوروبي الذين هيمنت الذكورية على مناصب قيادية فيه، باستثناءات محددة. وإذا ما جرى قبول هذه الترشيحات فسيكون نصف المناصب نسوياً للفترة حتى 2024، موعد الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة.

ومن المفترض أن يتخذ المرشحون مقاعدهم في مناصبهم القيادية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بزعامة أول سيدة رئيسة للمفوضية في الاتحاد الأوروبي. وينظر مراقبون إلى اختيار رئيسة المفوضية الجديدة نحو نصف المفوضين من النساء باعتباره "أمراً مقصوداً لتشديدها على مسألة المساواة بين الرجل والمرأة، بما يشمل المناصب القيادية، وعليه تبدو أرقام الترشيحات النسوية أمراً هاماً في السياق"، بحسب ما يذهب إليه أستاذ العلوم السياسية، والمتخصص بمؤسسة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن، هنريك لارسن.

فأثناء فترة رئيس المفوضية السابق جان كلود يونكر، لم تحتل النساء سوى 9 من أصل 28 منصباً في المفوضيات تمثل 28 دولة، والآن 27، بخروج بريطانيا من تسمية مفوضها/مفوضتها. ورأى لارسن، اليوم الثلاثاء، في خطوة ترشيح 13 سيدة "فارقة تاريخية في تاريخ العمل الأوروبي، وإشارات أكثر وضوحا للدول عن أهمية المساواة". وتأمل الدنمارك بحصول مرشحتها، مارغريت فيستاغر، التي شغلت منصب مفوضة "المنافسة" منذ 2014 وكانت مكروهة من كبريات الشركات مثل "غوغل" و"فيسبوك" لصرامتها في فرض غرامات مالية عليها، على منصب جديد يعكس أيضاً سياسة المساواة التي تنتهجها الدنمارك، والتي تشدد في الفترة الأخيرة على أهمية الأمر على المستويات القيادية وليس فقط الأجور والعمل.

وإلى جانب تقوية مواقع النساء في مناصب المفوضيات، يُثار اليوم سجال وجدل بسبب ترشيح المجر لمنصب مفوض، وزير العدل في حكومة فيكتور أوربان المتشددة في بودابست، لازلو تروكساني، الذي بلغ 26 عاماً عند انتخابه كعضو في البرلمان الأوروبي في مايو/أيار الماضي.

ويثير تروكساني الجدل بسبب مواقفه المتطرفة من قضية اللاجئين، وبالأخص حديثه عن المسلمين، قبل أن يصبح اليوم مرشحاً لمنصب مفوض أوروبي. ويرى بعض الأوروبيين في إصرار فيكتور أوربان على ترشيحه "استمراراً لاستفزازه للاتحاد الأوروبي"، وهي العلاقة التي بقيت متوترة بين بروكسل وأوربان، المتهم بتقويض "أسس دولة القانون والديمقراطية"، منذ 2014، بسبب إجراءات داخلية، هيمن حزبه فيها على القضاء، وقيّد حق التعبير وحرية الصحافة. وشهدت فترة تروكساني كوزير عدل في المجر تبني قانون تجريم المنظمات غير الحكومية والأفراد إن قدموا أية مساعدة للاجئين.

وبالإضافة إلى ما يثيره هذا السياسي المجري، فإن انتقادات كثيرة موجهة في البرلمان الأوروبي لترشيح الهولندية صوفيا انتفيلد كمفوضة عن المجموعة الأوروبية الجديدة "تجديد أوروبا Renew Europe".