"الديمقراطيون الليبراليون" يعدون بإلغاء "بريكست" بحال فوزهم بالانتخابات العامة

"الديمقراطيون الليبراليون" يعدون بإلغاء "بريكست" بحال فوزهم بالانتخابات العامة

10 سبتمبر 2019
يأمل الحزب بأن يؤدي القرار للسيطرة على الدوائر الانتخابية(Getty)
+ الخط -
يتّجه حزب "الديمقراطيين الليبراليين" لدعم إلغاء "بريكست" كلياً كموقف رسمي للحزب خلال مؤتمره السنوي المقبل، وليضع نفسه في صدارة مؤيدي الاتحاد الأوروبي في أية انتخابات عامة تشهدها بريطانيا.

ويسعى حزب "الديمقراطيين الليبراليين" من خلال هذه الخطوة إلى جذب الأصوات المعارضة لـ"بريكست" من مؤيدي "العمال" و"المحافظين"، ولكنها ستؤدي أيضاً إلى قطع الآمال بأي تحالف مع "حزب العمال"، في وجه تحالف مؤيد لـ"بريكست" من دون اتفاق بين محافظي جونسون وحزب "بريكست".

وكانت زعيمة "الديمقراطيين الليبراليين" جو سوينسون قد أكدت دعمها لإلغاء "بريكست" في مراحل سابقة، ولكن المؤتمر الحزبي المقبل سيشهد تحول هذه الرؤية إلى سياسة حزبية رسمية. وقالت سوينسون، والتي أصبحت أول زعيمة للحزب في يوليو/ تموز الماضي: "أتطلع للفرصة لمواجهة بوريس جونسون في الانتخابات وإني واثقة من أننا سنحقق مكاسب هامة"، مضيفة: "مهما كان موعد الانتخابات، سيكون موقفنا واضحاً وغير مساوم. حكومة يقودها "الديمقراطيين الليبراليين" لن تتجه لإعادة التفاوض على "بريكست"، بل سنلغيه من خلال إلغاء المادة 50 (التي طلبت بريطانيا بموجبها الخروج من الاتحاد) والبقاء في الاتحاد الأوروبي".

وستعرض سوينسون هذه السياسة الجديدة للتصويت في المؤتمر الحزبي السنوي لـ"الديمقراطيين الليبراليين" المقرّر في مدينة بورنموث والذي يباشر أعماله يوم السبت.

وكان "الديمقراطيين الليبراليين" قد حصد مكاسب كبيرة في الأشهر القليلة الماضية لموقفه الواضح في معارضة "بريكست"، مقابل الغموض الذي ساد موقف "العمال"، والتطرف نحو "بريكست" من دون اتفاق في صفوف المحافظين. فقد تعززت صفوف الحزب البرلمانية بعدد من المنشقين من حزب "المحافظين" مثل فيليب لي وسارة ولاستون، ونظرائهم المنشقين من "العمال" مثل تشوكا أومونا ولوسيانا بيرغر وأنجيلا سميث، ما رفع عدد مقاعد الحزب في البرلمان البريطاني إلى 17 نائباً، كما ارتفعت عضوية الحزب إلى 120 ألفاً، وهي الكبرى في تاريخه.


ويأمل الديمقراطيون الليبراليون في أن يؤدي تبني البقاء في الاتحاد الأوروبي إلى السيطرة على الدوائر الانتخابية المعارضة لـ"بريكست"، والتي يمثلها "العمال" و"المحافظون" حالياً وأهمها العاصمة لندن. وكانت نتائج الانتخابات الأوروبية التي أقيمت في مايو/ أيار الماضي الدافع الرئيس، عندما نجح الحزب في رفع تمثيله في البرلمان الأوروبي من مقعد وحيد إلى 16 مقعداً.

وكانت سياسة "الديمقراطيين الليبراليين" تتركز على إلغاء "بريكست" في وجه سيناريو عدم الاتفاق، إلا أن المؤتمر المقبل سيجعل إلغاء "بريكست" هدفاً في جميع السيناريوهات. وسيدخل "الديمقراطيون الليبراليون" الانتخابات العامة المقبلة على منصة تطالب بالاستفتاء الثاني ودعم خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي فيه. وسيكون ذلك أيضاً ابتعاداً عن موقف "العمال" الساعي إلى إعادة التفاوض على صفقة "بريكست"، وبالتالي يقطع الطريق أمام التكهنات بإمكانية تحالف الحزبين المعارضين في وجه داعمي "بريكست" من دون اتفاق.

ومن جهته، قال تشوكا أومونا، النائب عن "الديمقراطيين الليبراليين"، إن حزبه "الخيار الأول للبريطانيين المعارضين لـ"بريكست" في الانتخابات العامة المقبلة. موقفنا واضح ولا يشوبه الغموض. حكومة أغلبية من "الديمقراطيين الليبراليين" لن تعيد التفاوض على "بريكست"، سنضع حداً له".

ولم يكن موقف "الديمقراطيين الليبراليين" بالوضوح الحالي، حيث كان دعم الاستفتاء الثاني عام 2016، موقفاً خلافياً بين زعيمي الحزب السابقين تيم فارون وخليفته فنس كابل؛ إلا أن تردد كابل المبدئي تحول لدعم متزايد للبقاء في عضوية الاتحاد الأوروبي، بعدما تبين حجم الانقسام حول شكل "بريكست" في صفوف "العمال" و"المحافظين". ولكن وصول جو سوينسون لزعامة الحزب قبل شهرين، أنهى تردده حيال معارضة "بريكست".

وكان الديمقراطيون الليبراليون قد عانوا منذ سنوات من نفور الناخبين بعد تشكيلهم حكومة ائتلافية مع حزب "المحافظين"، كان فيها نيك كليغ، زعيم الحزب السابق، نائباً لديفيد كاميرون رئيس الوزراء بين عامي 2010-2015. إلا أن تطورات "بريكست" جعلت منهم مجدداً الحزب المفضل للمعترضين على مسار "العمال" و"المحافظين".