الإنزال الجوي... خيار جديد للقوات العراقية في البصرة

على غرار الأنبار... الإنزال الجوي خيار جديد للقوات العراقية في البصرة

01 سبتمبر 2019
عملية إنزال جوي في البصرة (Getty)
+ الخط -
ألقى بيان لوزارة الدفاع العراقية، أمس الجمعة، حول تنفيذ عملية إنزال جوي بمحافظة البصرة جنوبي العراق، للقبض على مطلوبين بينهم تجار سلاح ومخدرات ومتورطون بنزاعات قبلية؛ حزمة كبيرة من الأسئلة عن حقيقة الوضع الأمني في المحافظة النفطية المطلة على مياه الخليج العربي، ومدى نفوذ وخطورة مافيات تهريب النفط والمخدرات وتجارة السلاح، وحتى اتساع رقعة النزاعات القبلية التي تسببت منذ مطلع العام الحالي بإصابة عشرات العراقيين ومقتل ما لا يقل عن 10 آخرين.

عمليات الإنزال الجوي التي كانت مقتصرة على مناطق في صحراء الأنبار وبادية الموصل ومناطق صعبة التضاريس مثل حمرين ومخمور شمالي العراق، انتقلت إلى البصرة، ويقول مراقبون إن تبني مثل هكذا نوع من العمليات يعني أن الأمن وصل إلى درجة حرجة أو أن المستهدفين في الإنزال على مستوى عال من الخطورة والتجهيز بحيث اضطرت القوات العراقية لتنفيذ هكذا عمليات تتطلب دعماً جوياً.


ومنذ عامين تصاعدت حدة عمليات الجريمة المنظمة في البصرة، عقب قرار للحكومة العراقية، سحبت بموجبه عددا كبيرا من القوات الموجودة هناك ودفعتهم الى جبهات القتال إبان معارك تحرير الموصل.

ويقول مسؤولون في المدينة إن هناك عشرات الشبكات الإجرامية الخطيرة تتفرع إلى عصابات وخلايا مختلفة وتتخصص في جرائم تهريب المخدرات والنفط، والسلاح والمواد الممنوعة وصولاً إلى جرائم اتجار بالبشر في المحافظة وغالبيتها يكون مع الجارة إيران التي ترتبط معها بحدود برية وبحرية عبر مياه الخليج العربي.

وبحسب بيان لقيادة عمليات البصرة، نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، أمس الجمعة، فإنها "باشرت بتنفيذ عمليات إنزال جوي"، شمال البصرة، قالت إنها "بحثا عن مطلوبين للقضاء وفق مذكرات إلقاء القبض".

ونقل البيان عن قائد العمليات الفريق الركن قاسم جاسم، قوله "قطعنا على أنفسنا وأعطينا العهود لأبناء محافظة البصرة في مطاردة المطلوبين للقضاء والخارجين عن القانون والمتسببين في النزاعات العشائرية وتجارة السلاح والمخدرات والعابثين بأمن البصرة".

وأضاف أن "القوات الأمنية متمثلة بفرقة الرد السريع والجيش العراقي قامت بعمليات نوعية تمكنت من خلالها من اعتقال مجموعة من المطلوبين للقضاء وضبط أسلحة متنوعة في مناطق متفرقة ضمن قاطع المسؤولية".

وتابع أن "عمليات الإنزال الجوي في مطاردة المطلوبين مستمرة وفي مناطق متفرقة حسب المعلومات الاستخبارية وستكون نهجاً ثابتا للقوات الأمنية".

من جهته، قال مسؤول أمني في جهاز شرطة البصرة إن "عملية الإنزال التي نفذت وكشفت عنها قيادة عمليات البصرة، أسفرت عن اعتقال ثلاثة من أخطر تجار السلاح والمخدرات"، ووفقاً للمسؤول ذاته فإن أحدهم مدعوم من فصيل مسلّح ويعتبر اعتقاله إنجازاً كبيراً خاصة وأنه تم بغطاء ودعم من قبل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وزعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض.


في المقابل قال مراقبون، إنّ التصريح عن عمليات إنزال في البصرة يعني أن الوضع الأمني وصل إلى درجة حرجة في المدينة أو أن من كبار رؤوس الجريمة المنظمة تضخمت قوتهم لدرجة تستوجب تدخل الجيش العراقي، وليس الشرطة المحلية وأن تكون هناك عمليات إنزال جوي، بهذا الحجم.

ورأى الخبير بالشأن الأمني في البصرة علاء الفتلاوي، بحديث لـ"العربي الجديد"، أنه "رغم إيجابية العمليات التي تنفذها القوات العراقية بصرف النظر عن طريقة تنفيذها والمستهدف فيها من شبكات تهريب النفط والمخدرات وتجارة السلاح والتي يملك غالبية زعمائها علاقات مع سياسيين وأحزاب وفصائل مسلحة وحتى ضباط أمن، فإن وصولها إلى مرحلة الإنزال الجوي فهي مؤشر على أن تلك الشبكات تحولت إلى مافيات خطيرة للغاية".

وأضاف أن "المشاكل القبلية والنزاعات التي تجري تعتبر مشكلة منفصلة عن مشكلة العصابات التي تعبث بأمن البصرة فالاشتباكات التي تتم بين العشائر تبقى أقل خطراً من جرائم المافيات وإغراقها البصرة بالمخدرات والسلاح وتهريبها النفط إلى إيران"، مبيناً أن "الأهالي في البصرة سيرحبون بالتأكيد بهذه العمليات ويطالبون باستمرارها فالوضع لم يعد مريحاً للجميع".

ويدعو نواب عن المحافظة إلى وضع قانون عشائري خاص في المحافظة لضبط عشائرها، وقال النائب عامر الفايز، في تصريح صحافي، إنّ "التصاعد في النزاعات العشائرية يتطلب وضع قانون خاص لعشائرها، تتخلله ضوابط واضحة لصفة شيخ العشيرة، للسيطرة عليها".

المساهمون