روحاني: على واشنطن رفع العقوبات إذا كانت تريد التفاوض

روحاني يؤكد الاستعداد لمحادثات مع واشنطن بشرط رفع العقوبات.. ودعم لظريف بطهران

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
06 اغسطس 2019
+ الخط -
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء، إن طهران تؤيد المحادثات مع واشنطن، لكن على الأخيرة أن ترفع أولاً العقوبات التي تفرضها على إيران، فيما توالت المواقف الداعمة لوزير الخارجية محمد جواد ظريف عقب العقوبات الأميركية التي فرضت عليه.

وشدد روحاني، خلال كلمته أمام وزير الخارجية ومديري الوزارة، على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤيّد المحادثات والمفاوضات، وإذا كانت الولايات المتحدة فعلاً تريد التحاور فعليها قبل أي شيء آخر أن ترفع كل العقوبات".

وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده لا يمكنها إجراء مفاوضات "مع مجرم وقاتل"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافتا إلى أنه "إذا ما أرادت أميركا التفاوض فعليها أولا رفع جميع العقوبات".

وبشأن العقوبات الأميركية على ظريف، قال: "السياسة الخارجية لها علاقة بجميع الشعب الإيراني، وحينما يتكلم وزير الخارجية عنها في المحافل الخارجية فهو يتكلم باسم جميع الشعب وليس باسم حزب أو تيار خاص".

وأضاف روحاني أن "وزير الخارجية ظريف مسؤول التفاوض"، قبل أن يخاطب الإدارة الأميركية قائلا: "في حال قررنا التفاوض يوما ما، فعليكم أن تلتقوا به".

وتساءل: "لماذا فرضتم عقوبات على وزير خارجيتنا؟"، مؤكدا أن ذلك "دليل على أن أميركا لا تريد التفاوض".

وأشار إلى أن إيران "أهل للتفاوض ولديها المهارة في ذلك"، قائلا إن "التفاوض مع ست قوى عالمية لم يكن سهلا"، وأن "الدبلوماسي الإيراني المخضرم قام بذلك"، وذلك في إشارة إلى وزير الخارجية الإيراني، الذي أشاد به كثيرا في كلمته، واصفا إياه بـ"أمين النظام" الإيراني.

وكشف ظريف، مساء الإثنين، أنه تعرض لتهديد من الإدارة الأميركية أثناء زيارته نيويورك الشهر الماضي، مؤكداً أن الرئيس الأميركي "لا يريد التفاوض أبداً، وإنما يبحث عن فرصة لالتقاط صور تذكارية فحسب".

وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال ظريف إن الإدارة الأميركية هددته أخيراً بفرض عقوبات عليه في حال رفض اللقاء مع ترامب، مشيراً إلى أن "أحد التكتيكات الأميركية هو تهديد شخص بأنه ستُفرض عليك عقوبات، إلا إذا قبلت بدعوة للتفاوض في مكتب الرئيس الأميركي في البيت الأبيض".

وفي تصريحات أخرى له ظهر الثلاثاء، قال ظريف إن الإدارة الأميركية قد عرضت عليه من خلال السيناتور الجمهوري راند بول، الذي التقاه في نيويورك، التوجه إلى البيت الأبيض للقاء ترامب، وإلا فستفرض عليه عقوبات خلال أسبوعين. وهو ما حدث بالفعل، إذ فرضت وزارة الخزانة الأميركية الخميس الماضي عقوبات عليه، هي الأولى من نوعها ضد وزير خارجية دولة.

وفي السياق، دعا الرئيس الإيراني إلى سياسة خارجية موحدة لإيران، بالقول: "إذا ما أردنا أن يكون الشعب موحدا فينبغي أن تكون لنا دبلوماسية وسياسة خارجية موحدة"، مشيرا إلى أن "تجزئة مصادر القوة للشعب تقلل قدرته".

وأضاف أن "أميركا تتصور أنه بإمكانها تغيير نظام الجمهورية الإسلامية من خلال العقوبات والضغوط ودفع الشعب إلى التخلي عنه"، مؤكدا أن "هذا لن يتحقق ما دامت المادة السادسة في الدستور قائمة".

وفي الوقت نفسه، صرّح روحاني بأنه "في حال تطبيق هذه المادة بشكل صحيح سيبقى النظام قائما وسيدوم، وإذا ما ابتعدنا عنها فسنواجه مشاكل عاجلا أم آجلا".

وتنص المادة السادسة في الدستور الإيراني على أنه "يجب أن تدار شؤون البلاد في جمهورية ‌إيران الإسلامية بالاعتماد على رأي الأمة الذي يتجلى بانتخاب رئيس الجمهورية، وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي وأعضاء سائر مجالس الشورى ونظائرها، أو عن طريق الاستفتاء العام في الحالات التي نص عليها الدستور".

كما اعتبر الرئيس الإيراني أن "حكاما يحكمون اليوم البيت الأبيض لم يشهد تاريخ أميركا نظيرهم إلى الآن"، مشيرا إلى أنها "بعد الانسحاب من الاتفاق النووي أصبحت منعزلة ووحيدة في العالم".

وحذر روحاني، في كلمته بمقر وزارة الخارجية اليوم، الولايات المتحدة وحلفاءها من مواصلة سياساتهم ضد إيران، مؤكدا استراتيجية بلاده "الرد بالمثل" أو "خطوة بخطوة مضادة"، من خلال القول إن "الأمن مقابل الأمن، وتصدير النفط مقابل تصدير النفط، ولا يمكن أن يكون مضيق هرمز مفتوحا لكم بينما يغلق علينا مضيق جبل طارق". 

وقال إن "السفن البريطانية كانت ترتكب أخطاء منذ فترة طويلة، لكننا كنا نتغاضى عنها".

واحتجز الحرس الثوري الإيراني، الشهر الماضي، الناقلة البريطانية ستينا إمبرو قرب مضيق هرمز، بمبرر أنها ارتكبت مخالفات بحرية، وذلك بعد أسبوعين من احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق، متهمة إياها بانتهاك العقوبات على سورية.

وانتقادا لخصومه السياسيين، قال الرئيس الإيراني إنه فاز في الانتخابات بشعاره الانتخابي "التعامل البناء في السياسة الخارجية"، مضيفا أن "المواجهة سهلة، لكن التفاعل صعب".

واستدرك قائلا: "اليوم أيضا أصرّ على التعامل البنّاء في السياسة الخارجية"، وذلك في مواجهة حملات تيارات محافظة ضد حكومته، وخصوصا بعد ما آل إليه الاتفاق النووي على خلفية الانسحاب الأميركي منه.

وشدد على أنه "حتى ولو خرجت مجموعة 4+1 من الاتفاق النووي، فإنه سيظل إنجازا تاريخيا للشعب الإيراني".


قاسم سليماني: مقاطعة ظريف جنون

بدوره، زار قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني وزير الخارجية الإيراني في مقر الخارجية، تعبيرا عن تضامنه معه في مواجهة العقوبات الأميركية، واصفا إياها بـ"الجنونية ودليلا على الفشل الحتمي للبيت الأبيض".

وأوردت قناة المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، على "التليغرام"، أن سليماني زار ظريف في مقر الخارجية بزيه العسكري للحرس الثوري.

وخاطب سليماني في اللقاء وزير الخارجية الإيراني، قائلا إن "هذا التصرف الأميركي يظهر أنك كمسؤول السياسة الخارجية للدولة لك تأثير عميق على الرأي العام، وخصوصا الشعب الأميركي"، معتبرا أن "الدفاع عن المصالح الوطنية والصدق في التعبير هما من خصائص ظريف"، مهنئا إياه "نيله الغضب والعداء من أميركا لانتسابه إلى قائد الثورة".

 

لاريجاني: أميركا أحدثت لنا ظروفاً مختلفة

وبدوره، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، اليوم في اجتماعه مع الصحافيين والمراسليين، إن واشنطن "قد أحدثت ظروفا لإيران خلال العامين الأخيرين تختلف عن الظروف السابقة من جوانب متعددة"، مشيرا إلى أن هذه الظروف "تستدعي أن يكون هناك فهم مشترك في إيران للقضايا".

وأضاف أن "الأميركيين متوهمون حول أوضاع إيران"، قائلا إن الضغوط الأميركية "تهدف إلى إيجاد ضغط اقتصادي في داخل إيران لخلق مشاكل وإشعال احتجاجات اقتصادية".

وتابع لاريجاني أن واشنطن "فشلت في تصفير النفط الإيراني، على الرغم من تخفيضها"، مستبعدا حربا أميركية على بلاده بقوله إن "الأميركيين لديهم قليل من العقل ليمنعهم من الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران".

وصرّح بأن بلاده "سترد بشكل واسع على أي اعتداء أميركي"، مضيفا أن "الأميركيين أنفسهم يعلمون أنه ستلحق بهم أضرار في أي مواجهة عسكرية محدودة أو غير محدودة".

وفي الوقت ذاته، توقع رئيس البرلمان الإيراني أن "تخلق أميركا مشاكل أمنية في مناطق" لإيران، لكنه استبعد وقوع حرب بالقول "إنهم لن يشنوا حربا عسكرية". ​

ذات صلة

الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.
الصورة
بريكس في اختتام اجتماعاتها في جوهانسبرغ أمس (Getty)

اقتصاد

تواجه مجموعة بريكس عبر توسيع عضويتها مجموعة من التحديات على صعيد التوافق حول القرارات التي تتخذ بالإجماع، ولكنها تجني بعض الفوائد، إذ تزيد هيمتنها على سوق الطاقة العالمي، وتحصل على تمويلات من الفوائض البترولية لبنك التنمية الآسيوي.
الصورة
توقيف وكيل عقاري في إيران لبيعه شقة إلى كلب (إكس)

منوعات

أوقفت الشرطة الإيرانية على ما أعلنت، الأحد، مدير وكالة عقارية بتهمة "تقويض القيم الأخلاقية" لبيعه شقة لكلب.