اليوم الثاني من مفاوضات الدوحة بين واشنطن و"طالبان"

اليوم الثاني من مفاوضات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان الأفغانية في الدوحة

04 اغسطس 2019
تفاؤل بالتوصل لاتفاق سلام (Getty)
+ الخط -
تسعى الولايات المتحدة وحركة "طالبان"، اليوم الأحد، في الدوحة إلى التوصل لاتفاق من شأنه أن ينهي نزاعاً عمره 18 عاماً في أفغانستان، في اليوم الثاني من مفاوضات بدأت السبت.

وتعتزم الولايات المتحدة التي غزت أفغانستان وأطاحت بـ"طالبان" من السلطة عام 2001، أن تسحب الآلاف من قواتها المنتشرة في البلاد وأن تطوي صفحة الحرب الأطول في تاريخها.

إلا أنها تسعى أولاً للحصول على ضمانات من الحركة لجهة قطعها أي صلة بتنظيم "القاعدة" ومنع مقاتلين آخرين مثل أولئك المنتمين إلى تنظيم "داعش" من استخدام البلاد كملاذ.

وبدأت الجولة الثامنة من المحادثات، أمس السبت، ويُفترض أن تُستأنف الأحد بعد استراحة ليلية، وفق ما قالت مصادر أميركية ومن "طالبان"، لوكالة "فرانس برس".

وأكد مصدر في "طالبان" أن جهوداً تُبذل لتنظيم لقاء مباشر بين المبعوث الأميركي والملا برادر القائد السياسي في الحركة.

وأطاح تحالف بقيادة واشنطن بحركة "طالبان" من السلطة في أواخر عام 2001 بعد اتهامها بإيواء جهاديين ينتمون إلى تنظيم "القاعدة"، الذي تبنى اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة التي أسفرت عن حوالى ثلاثة آلاف قتيل.

وتأمل الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق سلام مع "طالبان" في الأول من سبتمبر، قبيل الانتخابات الأفغانية المرتقبة في الشهر نفسه والانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للصحافيين في البيت الأبيض الجمعة "حقّقنا الكثير من التقدّم. نحن نجري محادثات".

وكتب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد لدى وصوله إلى الدوحة، أول من أمس الجمعة في تغريدة "نحن نهدف (للتوصل) إلى اتفاق سلام، ليس لاتفاق انسحاب (القوات): اتفاق سلام يسمح بالانسحاب".

وأكد خليل زاد بعد لقائه رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، في إسلام أباد أن "وجودنا في أفغانستان يخضع لشروط وأي انسحاب سيخضع لشروط".

وفي مؤشر إضافي إلى التقدّم المُحرز، شكلت الحكومة الأفغانية فريق تفاوض لإجراء محادثات سلام منفصلة مع "طالبان" ويأمل دبلوماسيون في أن تُعقد هذا الشهر.

المفاوضات ستكون صعبة

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الخميس الماضي، بأن اقتراح الاتفاق ينصّ على خفض عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان إلى ثمانية آلاف مقابل 14 آلفا حالياً.

في المقابل، تطلب واشنطن من "طالبان" أن تلتزم بوقف لإطلاق النار وأن تنبذ تنظيم "القاعدة" وأن تُجري محادثات مع حكومة كابول.

ولمح مسؤول أفغاني، الأسبوع الماضي، إلى أن حكومة الرئيس أشرف غني تحضّر لمحادثات مباشرة مع "طالبان" لكن لم يتمّ الإعلان عن تفاصيلها بعد.

وكتب غني الجمعة على "فيسبوك" قبل المفاوضات "ليس لدينا شروط مسبقة لبدء المحادثات، لكن اتفاق السلام ليس من دون شروط". وقال "نريد جمهورية لا إمارة"، فيما ترغب "طالبان" بإعادة تشكيل إمارة إسلامية مماثلة للتي أقامتها عام 1996.

وتابع "المفاوضات ستكون صعبة، على (متمردي) طالبان أن يعلموا أنه لا يوجد أفغاني أقلّ منهم من حيث الدين أو الشجاعة".

ولا تزال مسائل عدة من دون حلّ من بينها مسألة التقاسم المحتمل للسلطة، مستقبل حكومة غني ودور القوى الإقليمية في النزاع الأفغاني بما فيها الهند وباكستان.

وتأتي الجولة الثامنة من المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة بعد محادثات أجريت الشهر الفائت بين ممثلين حكوميين "بصفتهم الشخصية" و"طالبان" اتفقوا خلالها على "خارطة طريق للسلام" لكنها لم تصل إلى حدّ الاتفاق على وقف لإطلاق النار.

وقالت إحدى سكان كابول سمية مصطفى (20 عاماً) إن بلدها بحاجة ماسة إلى اتفاق سلام تقبل فيه حركة طالبان "النساء وإنجازاتهنّ".

وأضافت أن "هناك فوضى عارمة في بلدنا حالياً. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، ستعاني النساء أكثر من الآخرين".

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن حصيلة الضحايا المدنيين في أفغانستان سجّلت رقماً قياسياً في تموز/يوليو الماضي، بعد أن كانت تراجعت في وقت مبكر من هذا العام.

(فرانس برس)

المساهمون