صراع رئيس البرلمان العراقي وخصومه يحيي ملف آلاف المغيبين

صراع رئيس البرلمان العراقي وخصومه يحيي ملف آلاف المغيبين

22 اغسطس 2019
الحلبوسي: الجثث المجهولة نجمت عن جرائم جنائية (Getty)
+ الخط -

تسبب الصراع بين رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي من جهة، وخصومه في "تحالف القرار" برئاسة النائب أسامة النجيفي من جهة أخرى، على خلفية قرار الحلبوسي، رفع الحصانة عن عضو البرلمان عن "القرار" طلال الزوبعي، الثلاثاء الماضي، في إعادة فتح ملف آلاف المغيبين والمختطفين العراقيين. 

ويأتي فتح ملف المغيبين والمختطفين، الذين اعتقلوا على يد مليشيات مسلحة خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، عقب ظهور عشرات الجثث لمجهولين، الأسبوع الماضي، في محافظة بابل، جنوب بغداد. 

وأكد عدد من نواب وسياسيي المحافظات العراقية المحررة من "داعش"، شمالي وغربي البلاد، أن الجثث التي عثر عليها في بابل تعود لمغيبين اختطفتهم مليشيات عراقية وأخفتهم ثم قتلتهم في بلدة جرف الصخر، شمالي بابل.

من جهته، اعتبر الحلبوسي المتحدر من محافظة الأنبار (غربا)، في مؤتمر صحافي عقده بعد العثور على الجثث في بابل، أن الجثث نجمت عن "جرائم جنائية" من مختلف مناطق المحافظة، وهو أمر أثار غضب سياسيين ونوابا عن المحافظات الشمالية والغربية، بحسب أحد برلمانيي المناطق العراقية المحررة، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إن الهوة بدأت تتسع بين الحلبوسي وبقية النواب.



وبيّن أن حديث رئيس البرلمان عن جرائم جنائية متفرقة في بابل يمثل استهانة بدماء آلاف الضحايا الذين فُقدوا وقتل بعضهم في بلدة جرف الصخر التي تحتلها المليشيات منذ 5 سنوات.

وأضاف أن "القشة التي قصمت ظهر البعير هي الخطوة الأخيرة للحلبوسي برفع الحصانة عن أحد نواب تحالف القرار، ما دفع التحالف إلى لم شمل نواب المناطق المحررة والوقوف في وجه مواقف رئيس البرلمان التي تنسجم مع توجهات (تحالف البناء) المدعوم من إيران والذي دعمه للوصول إلى السلطة"، مؤكدا أن ممثلي المحافظات المحررة في البرلمان قرروا تشكيل تجمع يدافع عن ناخبيهم ووضع قضية المخطوفين في مقدمة أولوياتهم.

وللمرة الأولى منذ اختطاف آلاف العراقيين في 2015 و2016، يتدخل القضاء العراقي لبحث مصير المغيبين، بعد موافقته على تشكيل هيئات لمتابعة ملف المختطفين والمغيبين في المناطق المحررة، وفقا لما كشف عنه "تجمع نواب المحافظات المحررة"، الذي قال في بيان، إن موافقة مجلس القضاء تمت بعد جهود بذلها رئيس تحالف "القرار"، أسامة النجيفي.
وبين أن التجمع سيتواصل مع ذوي الضحايا من أجل إفساح المجال أمام ذوي العلاقة لتقديم شكاوى بهذا الشأن.

وتلا ذلك إصدار محكمة استئناف بابل الاتحادية توضيحا قالت فيه إن الجثث التي عثر عليها في المحافظة لا تتعلق بواقعة واحدة، مشيرة إلى وجود أوراق تحقيقية تثبت العثور على جثث مجهولة في مناطق ببابل.

وفي خطوة لتلافي موقفه السابق المناوئ لمطالب الكشف عن المغيبين، التقى الحلبوسي، الأربعاء، بعضو مجلس النواب عن محافظة نينوى بسمة بسيم ومعها عدد من ذوي المفقودين وضحايا الحرب على "داعش".

وقال القيادي في تحالف "الإصلاح" أحمد المساري إن عدد المغيبين والمختطفين بعد عام 2014 وصل إلى 12 ألف شخص، مبدياً اعتقاده بمقتلهم على يد جهات مسلحة خارجة على القانون.