ترامب: أنا أكثر رئيس أميركي ساعد إسرائيل

ترامب: ما من رئيس أميركي آخر ساعد إسرائيل بقدر ما فعلت

22 اغسطس 2019
ترامب: أنا مسؤول عن أشياء عظيمة لإسرائيل (Getty)
+ الخط -

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أنّ ما من رئيس أميركي آخر ساعد إسرائيل بقدر ما فعل هو، وقال إنّه يتعين على دول أخرى المشاركة في المعركة ضد "داعش".

وفي معرض ردّه على مراسل سأله، خلال مؤتمر صحافي مطوّل عقده بصورة مرتجلة أمام البيت الأبيض، عن تصريحه بشأن "ولاء" الناخبين اليهود الأميركيين وبالتحديد عمّا إذا لم يكن ما قاله إحدى "الصور النمطية الشهيرة لمعاداة السامية"، قال ترامب: "أنا مسؤول عن أشياء عظيمة لإسرائيل".

ومن دون أن يردّ مباشرة على السؤال بشأن معاداة السامية، أضاف ترامب: "ما من رئيس على الإطلاق قام بأي شيء يقترب مما قمت به لإسرائيل، من مرتفعات الجولان والقدس وإيران وغيرها"، في إشارة إلى اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبسيادة الدولة العبرية على هضبة الجولان السورية المحتلّة، وانسحابه من الاتفاق النووي مع إيران.

وجدّد الرئيس الجمهوري اتّهامه لخصومه الديمقراطيين، ولا سيّما النائبة الفلسطينية الأصل رشيدة طليب، بـ"معاداة السامية". وقال: "إنّهم معادون لإسرائيل".

وأضاف: "برأيي، إذا صوّتّ لديمقراطي فأنت خائن للشعب اليهودي وخائن جداً لإسرائيل".

واعتبر ترامب أنّ "الديمقراطيين ابتعدوا عن إسرائيل حقاً، لا أستطيع أن أفهم كيف يمكنهم فعل ذلك".

وكان ترامب قال أمام الصحافيين في المكتب البيضاوي، مساء الثلاثاء: "أعتقد أنّ أي يهودي يصوّت لديمقراطي، فإن ذلك يظهر إما افتقاداً كاملاً للمعرفة أو عدم ولاء منقطع النظير".

وأثار هذا التصريح انتقادات لاذعة من جماعات مناهضة لمعاداة السامية ومن برلمانيين ديمقراطيين أيضاً.

واعتبر منتقدو هذا التصريح أنّه يندرج في إطار صورة نمطية تعتبر اليهود أصحاب "ولاء مزدوج" وتشكّك في انتماء المواطنين اليهود للبلد الذي يعيشون فيه.


ملك إسرائيل

وفي خضمّ الجدل الذي أثاره تصريحه، كرّس ترامب، صباح الأربعاء، ثلاثاً من تغريداته لنقل تصريح ورد على لسان المعلّق الإذاعي المحافظ واين آلن روت، الذي قال بحسب سيّد البيت الأبيض إنّ "الرئيس ترامب هو أفضل رئيس بالنسبة لليهود ولإسرائيل في تاريخ البشرية (...) واليهود في إسرائيل يصفونه كما لو كان ملك إسرائيل".

وأضاف ترامب عبر تويتر: "شكراً لك واين آلن روت على هذه الكلمات اللطيفة للغاية".


وعصر الأربعاء، كان وسم "ملك إسرائيل" من بين أكثر الوسوم المتداولة على "تويتر" في الولايات المتحدة.

وعبّر رئيس الدولة العبرية رؤوفين ريفلين عن قلقه إزاء التصريح الذي أدلى به ترامب، مساء الثلاثاء، داعياً إلى "عدم إقحام تل أبيب في الخلافات السياسية الداخلية الأميركية".

وقالت الرئاسة الإسرائيلية، في بيان، إن ريفلين شدّد خلال مكالمة هاتفية مع رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي، على أنّه "يجب علينا حتماً أن نبقي إسرائيل فوق الخلافات السياسية وأن نبذل قصارى جهدنا لضمان أن لا يصبح دعم إسرائيل قضية سياسية".

وبحسب مصدر في الرئاسة الإسرائيلية، لـ"فرانس برس"، فإنّ الاتصال الهاتفي بين ريفلين وبيلوسي أتى نتيجة "رغبة مشتركة" لدى الطرفين.

من ناحيته، لم يدل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحليف الوثيق لترامب، بأي تصريح تعليقاً على ما قاله الرئيس الأميركي.


الحرب ضد "داعش"

إلى ذاك، تطرق ترامب، أمس الأربعاء، إلى عدد من القضايا الخارجية، أبرزها دعوته دولاً أخرى للمشاركة في المعركة ضد من وصفهم بـ"المتطرفين الإسلاميين"، ليأتي كلامه متزامناً مع مفاوضات الولايات المتحدة مع حركة "طالبان" لسحب قواتها من أفغانستان.

كما دعا ترامب الأوروبيين إلى استعادة الأسرى الذين اعتقلوا وهم يقاتلون مع تنظيم "داعش"، وفي حال لم يفعلوا ذلك ستقوم الولايات المتحدة بإعادتهم إلى بلدانهم.

ورداً على سؤال من الصحافيين عمّا إذا كان يشعر بالقلق إزاء عودة ظهور تنظيم "داعش" في العراق، قال ترامب إنّ القوات التي بقيادته قضت على "الخلافة".

وقال: "إلى حد ما، سيتعين على روسيا وأفغانستان وإيران والعراق وتركيا خوض معاركها أيضاً".

وتابع ترامب: "لقد قضينا على الخلافة 100%. لقد فعلت ذلك في وقت قياسي. لكن في مرحلة معينة، ستضطر كل هذه البلدان الأخرى، حيث يوجد تنظيم داعش إلى محاربته. هل نريد البقاء هناك 19 عاماً آخر؟ لا أعتقد ذلك".

وأشار إلى الهند وباكستان باعتبارهما دولتين على خط المواجهة، "لكنهما لا تفعلان الكثير لمحاربة الجماعات الجهادية"، بحسب قوله.

وأضاف للصحافيين: "انظروا إلى الهند، إنها لا تقاتلهم، نحن نحاربهم. باكستان المجاورة تحاربهم لكن بشكل بسيط جداً. هذا ليس عدلاً. الولايات المتحدة بعيدة سبعة آلاف ميل".

وقد خفضت إدارة ترامب الوجود العسكري الأميركي في سورية والعراق، وتتفاوض على الانسحاب من أفغانستان مع مقاتلي "طالبان".

من جهة أخرى، هاجم ترامب فرنسا وألمانيا لعدم إعادتهما مواطنيهما الذين قاتلوا مع "داعش" والمحتجزين حالياً داخل معسكرات في سورية.

وقال في هذا السياق: "نحتجز الآلاف من مقاتلي داعش في الوقت الحالي، على أوروبا أن تأخذهم".

وتابع: "إذا لم تأخذهم أوروبا، فلن يكون أمامي خيار آخر سوى إطلاق سراحهم في البلدان التي أتوا منها وهي ألمانيا وفرنسا وأماكن أخرى".

وأكد ترامب: "لقد أسرناهم، لدينا الآلاف منهم. والآن كالمعتاد لا يريدهم حلفاؤنا".

وختم قائلاً: "لن تضعهم الولايات المتحدة في غوانتانمو مدة 50 عاماً وتدفع تكلفة ذلك".

(العربي الجديد, فرانس برس)

المساهمون