روسيا والصين تنددان بالتجربة الصاروخية الأميركية: "سباق تسلح" جديد

روسيا والصين تنددان بالتجربة الصاروخية الأميركية: "سباق تسلح" جديد

20 اغسطس 2019
الصاروخ الذي تمت تجربته نسخة من "توماهوك" (مارك ويلسون/Getty)
+ الخط -
اتّهمت روسيا الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، بتصعيد التوترات العسكرية، على خلفية إجراء واشنطن اختباراً على صاروخ متوسّط المدى، بعد أسابيع على انسحابها من معاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى الموقّعة مع موسكو، في وقت اعتبرت بكين أنّ التجربة الأميركية ستطلق سباقاً على التسلح.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، لوكالة "تاس" الروسية الرسمية للأنباء، إنّ "الأمر يدعو للأسف. من الواضح أنّ الولايات المتحدة سلكت مسار تصعيد التوترات العسكرية"، مضيفاً: "لن نرد على الاستفزازات".

وأعلنت واشنطن، أمس الإثنين، أنها أجرت تجربة على صاروخ تقليدي متوسط المدى، وهو ما بات ممكناً بعدما انسحبت من معاهدة الحدّ من الاسلحة النووية المتوسطة المدى. وجاء في بيان صادر عن البنتاغون أنّ الاختبار الذي نجح، أُجري الأحد من جزيرة سانت نيكولاس قبالة كاليفورنيا، في الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي (21:30 توقيت غرينتش).

وأوضح البيان أنّ "الصاروخ الذي تمت تجربته أُطلق وأصاب هدفه بدقة، بعد تحليق لأكثر من 500 كلم". وأضاف: "المعلومات التي جمعت، والدروس المستخلصة من هذا الاختبار، ستعطي وزارة الدفاع المعلومات اللازمة لتطوير أسلحة جديدة متوسطة المدى".

وقال ريابكوف، بحسب ما أوردت وكالة  "فرانس برس": "لن نسمح لأنفسنا بالانجرار إلى سباق تسلّح مكلف"، مؤكداً أنّ موسكو ستلتزم بتجميد أحادي لمثل تلك الأنظمة الصاروخية "إذا حصلنا عليها ومتى، طالما أن الولايات المتحدة لا تنشرها في أي مكان في العالم".

وفي 2 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت كلّ من واشنطن وموسكو انتهاء المعاهدة بين البلدين حول الحدّ من صواريخهما المتوسطة والقصيرة المدى. وفيما حمّلت الولايات المتحدة روسيا المسؤولية، قالت الأخيرة إن الأمر جاء بمبادرة من الجانب الأميركي.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارة لبانكوك للمشاركة في قمة إقليمية، إنّ "انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى يبدأ مفعوله اليوم (2 أغسطس)"، مشدداً على أنّ "روسيا هي المسؤولة الوحيدة عن انتهاء المعاهدة".

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أنّه "في الثاني من أغسطس/ آب 2019 وبمبادرة من الجانب الأميركي، انتهت المعاهدة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة حول الحدّ من صواريخهما المتوسطة والقصيرة المدى".

وكانت المعاهدة تهدف إلى تجنب سباق تسلح في أوروبا، من خلال حظرها للصواريخ المتوسطة المدى التي تطلق من البرّ، والقادرة على الوصول إلى روسيا من غرب أوروبا والعكس.

وبعد يوم من انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، إنه يؤيّد نشر صواريخ متوسطة المدى يتم إطلاقها من البرّ في آسيا في وقت قريب نسبياً.

وتُعتبر عملية الإطلاق التي حصلت مؤشراً على تعزيز واشنطن قدراتها العسكرية في أعقاب انهيار المعاهدة.

والصاروخ الذي تمت تجربته هو نسخة من صاروخ "توماهوك" الذي يمكن تزويده برأس نووي. والنسخة الأرضية من "توماهوك" أُخرجت من الخدمة بعد توقيع المعاهدة.


وقال ريابكوف، في هذا السياق، إنّ "التجربة التي أُجريت بعد أسبوعين فقط على انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، تُظهر أنّ واشنطن كانت بصدد العمل على مثل تلك الصواريخ منذ فترة طويلة قبل انسحابها".

الصين: تجربة واشنطن ستطلق سباقاً للتسلّح

من ناحيتها، اعتبرت الصين، اليوم الثلاثاء، أنّ اختبار الولايات المتحدة صاروخاً عابراً متوسط المدى، سيؤدي إلى بدء "سباق تسلح" جديد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ: "هذا الإجراء من الولايات المتحدة سيطلق جولة جديدة من السباق إلى التسلح، الأمر الذي يؤدي إلى تصعيد المواجهة العسكرية، وهذا من شأنه أن يكون له تأثير سلبي خطير على الوضع الأمني الدولي والإقليمي".