ظريف: مستعدّون للحوار مع السعودية لكنها ترفض ذلك

ظريف: مستعدّون للحوار مع السعودية لكنها ترفض ذلك

20 اغسطس 2019
ظريف: ترامب سيفوز بولاية ثانية (Getty)
+ الخط -
كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال جولته الأوروبية، في العاصمة السويدية استوكهولم، أن بلاده اقترحت عدة مرات على السعودية، إجراء الحوار بشأن الأوضاع في اليمن والبحرين وسورية والعراق ولبنان، لافتاً إلى أن السعودية ترفض الحوار مع إيران بحجة أن "لا علاقة لإيران بالعالم العربي"، أو أن وزير الخارجية الإيراني "لا يملك صلاحية".

وأدلى ظريف بذلك في تصريحات خلال اجتماع مع الجالية الإيرانية في استوكهولم، نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية اليوم الثلاثاء، وذلك قبل لقائه مع نظيره السويدي مارغوت فالستروم، ومسؤولين سويديين آخرين، قائلاً إنه أعلن استعداد طهران لإجراء الحوار مع الرياض خلال زيارته للكويت، الأحد الماضي. 

وأوضح ظريف، وفقاً لما أورده موقع "انتخاب" الإصلاحي، أن السعوديين يقولون "إن ظريف لا يملك صلاحية ومشكلتنا مع اللواء (قاسم) سليماني"، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأضاف أنه بعد توليه منصب وزير الخارجية عام 2013، "تحدثت مع السيد سليماني ثم اقترحت على وزير الخارجية السعودي الأسبق سعود الفيصل، إجراء الحوار حول اليمن والبحرين والعراق وسورية ولبنان"، مشيراً إلى أنه في الاقتراح نفسه خاطب الفيصل بالقول "إذا تصورتم أنني لا أملك صلاحية، فليتم الحوار مع السيد سليماني".

ونقل ظريف أن الفيصل رد عليه قائلاً إنه "لا علاقة لكم بالعالم العربي"، قبل أن يكمل حديثه للجالية الإيرانية مستهزئاً بالسعودية "اليوم ترون أن لنا علاقة بالعالم العربي أم لا".
ومضى قائلاً: "إنكم فشلتم في سورية واليمن واعتقلتم رئيس وزراء لبنان".

وبيّن ظريف أنه يدعم العلاقة مع السعودية: "إنني ضغطت بهذا الاتجاه ودفعت ثمناً لإصراري على تحسين العلاقات مع الجيران وما زلت مستعداً لأدفع الثمن"، من دون أن يكشف عن المزيد من التفاصيل، لكن من الواضح أنه يلمح بذلك إلى معارضة تيارات أصولية لتوجهه هذا.

ترجيح فوز ترامب

ورجّح وزير الخارجية الإيراني، فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، المزمع عقدها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، قائلاً: "هناك احتمال كبير أن يكون ترامب ضيفاً على العالم أو مزعجاً له لأربع سنوات أخرى".

وفي سياق رده على سؤال حول انتشار النزعات القومية المتطرفية في أميركا وأوروبا، قال ظريف إن "السؤال اليوم هل يمثل ذلك عملية أو تطوراً مؤقتاً؟"، لافتاً إلى أنه "في حال حقق ترامب مكاسب ملحوظة في أميركا على المدى البعيد، وحققت أيضاً الحركات القومية الجديدة إنجازات في أوروبا، فحينئذ قد تتحول تلك النزعات إلى مسار مستمر".

سخرية من العقوبات ضده

وخلال حديثه مع الجالية الإيرانية، سخر ظريف من الحظر الأميركي ضده، قائلاً إن واشنطن "وضعت اسمي على قائمة العقوبات، لكنكم تروني اليوم في السويد ولم أتعرض للضغوط"، في إشارة إلى أن العقوبات المفروضة عليه لم تقيّد نشاطه الدبلوماسي.


وفي السياق أضاف: "يوم الأحد كنت في الكويت، واليوم صباحاً كنت في فنلندا والتقيت برئيسها ووزير خارجيتها ووزير تجارتها، وغداً في السويد سألتقي بالمسؤولين وسأكون الخميس أيضاً في النرويج".

وكشف أنه سيزور الجمعة المقبلة فرنسا، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الفرنسي جان-ايف لودريان، مشيراً إلى أن رحلته الدبلوماسية ستتضمن الصين واليابان الأسبوع المقبل.
وأوضح أن "العقوبات الأميركية لن تؤثر عليّ، لكن الشعب الإيراني هو المستهدف من هذه العقوبات".
واليوم الثلاثاء، التقى وزير الخارجية الإيراني بنظيره السويدي مارغوت فالستروم، ووزيرة التجارة السويدية آن ليندة.
وأعلنت الخارجية الإيرانية، أن لقاء ظريف مع فالستروم تناول "العلاقات الثنائية ومواضيع إقليمية ودولية منها الاتفاق النووي، الأمن في الخيج والأزمة اليمنية والأضاع في أفغانستان".
وبينما يتصدر موضوع الاتفاق النووي مباحثات ظريف خلال جولته الأوروبية، ساعياً إلى حث الأوروبيين لتنفيذ "تعهداتهم الاقتصادية" لتمكين طهران من جني ثمار مكاسبها الاقتصادية من هذا الاتفاق، بعد أن صفّرها الانسحاب الأميركي منه وما تبعه من عقوبات "قاسية".
وبحسب تصريحات مسؤولين إيرانيين، فإنه على الرغم من أن المفاوضات مع أوروبا "أصبحت أكثر جدية" لإنقاذ الاتفاق النووي، إلا أنها لم تتوصل إلى نتيجة، تلبي مطالب إيران الاقتصادية في المجالين النفطي والمصرفي من جهة، لتعيدها إلى تنفيذ كامل تعهداتها النووية من جهة ثانية.


وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في مؤتمره الصحافي أمس الإثنين، إن المباحثات مع الدول الأوروبية "لم تصل بعد إلى نتيجة"، مشيراً إلى أن بلاده تبحث الخطوات التي ستتخذها خلال تنفيذ المرحلة الثالثة من تقليص تعهداتها النووية في السابع من أيلول/ سبتمبر المقبل، بعد انتهاء مهلة الستين يوماً الثانية.

وأعلن موسوي أن طهران ستنتظر خلال المدة المتبقية من المهلة لترى "نتائج الجهود الدبلوماسية"، مؤكداً أن "اللجنة الإيرانية للرقابة على تنفيذ الاتفاق النووي ستقرر بعد ذلك".
وذكر أن بلاده تلقت "مقترحات كثيرة" حول إنقاذ الاتفاق النووي، من دون أن يكشف عنها، قائلاً إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يتابع ويبذل جهوداً".
وحول التوترات في الخليج، التي تشكل أحد عناوين زيارة ظريف لأوروبا، أضاف المتحدث الإيراني أن "هناك مبادرات أوروبية لخفض التوترات" في المنطقة، رافضاً الكشف عن طبيعتها، لكنه أشار إلى مبادرة فنلندا.
وحول هذه المبادرة، قال وزير الخارجية الإيراني، الأحد الماضي، قبل توجهه إلى العاصمة الفنلدنية هلسنكي، إن فنلندا "لديها مشروع حول الحوار بين دول الخليج"، مضيفاً أنه "يشبه تقريباً مشروع إيران لإنشاء منتدى إقليمي للحوار".
وفيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن طهران "ترحب بالمبادرات الأوروبية"، أضاف أن ذهاب بعض الدول الأوروبية إلى تشكيل تحالفات في الخليج "يزعزع استقراره"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى بريطانيا.​