أزمة "الاشتراكي" الألماني: نائب ميركل يقرر خوض سباق الزعامة

أزمة "الاشتراكي" الألماني: نائب ميركل يقرر خوض سباق الزعامة

17 اغسطس 2019
شولتز مرشح لزعامة "الاشتراكي" الألماني (Getty)
+ الخط -

قبل أيام من الموعد النهائي لتقديم طلبات الترشح لانتخابات رئاسة الحزب "الديمقراطي الاشتراكي" الألماني، في الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، أعلن أولاف شولتز نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، نيته خوض السباق لتولي زعامة الحزب.

وكان شولتز قد صرّح، مراراً وتكراراً، بأنّه يرغب في التفرّغ لشؤون وزارة المالية الاتحادية، غير أنّ الوضع المأزوم للحزب العريق، يبدو أنّه قد دفعه لتبديل موقفه.

ولعلّ التحوّل في قرار شولتز، يعود إلى الانتقادات الأخيرة التي تلقاها الحزب "الاشتراكي"، ومفادها بأن الحزب بات يواجه أزمة وجودية والمطلوب التغلب عليها، عبر ترشح شخصيات موثوقة وخبيرة، في ظل انكفاء شخصيات ومسؤولين من قيادات الصف الأول عن الترشح للمناصب العليا.

وعلاوة على ذلك، بحسب مراقبين، فإنّ شولتز أدرك في الوقت المناسب أنّه مضطر للتخلّي عن تحفظاته وتبريراته، لأنّه لا يمكن فصل خوضه لغمار المنافسة على زعامة الحزب، عن حقيقة ثابتة وهي أنّ ترشحه سيكون بمثابة استفتاء داخل "الاشتراكي" بين البقاء ضمن التحالف الحاكم أو الانسحاب منه، وهو الذي يُعتبر من أكثر المؤيدين لاستمراره.

ويفترض أنّه في حال انتخاب شولتز زعيماً للحزب "الاشتراكي"، سيستمر في قيادته حتى نهاية الولاية التشريعية الحالية عام 2021، أي بقاء الحكومة الائتلافية الحالية، مع العلم أنّ شولتز والزعيمة السابقة للحزب أندريا ناليس التي استقالت من منصبها، في يونيو/ حزيران الماضي، هما من قادا "الاشتراكي" إلى التحالف الحكومي الكبير "غروكو".

ويرى مراقبون، أنّ قيادة "البراغماتي" شولتز للحزب "الاشتراكي" لن تكون خطوة كافية بحد ذاتها، إذا لم يقترب من نبض وهواجس الحزبيين، بعد أن بات الحزب يتعامل مع المشاكل بمنطق بارد.

وفي السياق، تشير تقارير إلى وجود محادثات لبحث ترشيح شخصية لقيادة "الاشتراكي" مع شولتز بعدما تقرر اعتماد قيادة ثنائية داخل الحزب، إذ قد تفضي الشخصية المرشحة إلى نوع من التكامل مع شولتز والتعويض عن نقاط ضعفه.

ويُطرح اسم كاترينا بارلي التي استقالت من وزارة العدل الاتحادية، بعد وصولها إلى البرلمان الأوروبي، مرشحة لذلك، مع الإشارة إلى أنّ شولتز يحظى بفرصة جيدة لنيل ثقة الرفاق الحزبيين داخل "الاشتراكي"، عند إجراء الانتخابات الداخلية، في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، رغم أنّه لم ينل سوى 59% في آخر انتخابات حزبية.

ويعتبر خبراء أنّه كان من الأفضل أن تترشح شخصية من قيادات الصف الأول في "الاشتراكي"، لأنّ الاستياء ازداد بشكل كبير وسط القاعدة الحزبية، عبرت عنه جملة محادثات سرّية ومكالمات مع شولتز، وفق ما أوردته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".


ويُعدّ شولتز من القيادات التي تحظى بتقدير في صفوف "الاشتراكي"، وإذا ما حقّق بعض النجاح وأعاد تجميع صفوف الحزب، ورفع نسبة المؤيدين من 12% إلى 20% في المرحلة المقبلة، فسيشكّل ذلك حافزاً يدفعه لتقديم المزيد أمام المؤيدين والمعارضين.

وأمام شولتز أسباب وجيهة لذلك، بينها نية ميركل الانسحاب من الحياة السياسية مستقبلاً، ما سيدفع الكثير من الناخبين للبحث على خيارات قريبة من توجهاتها، ولا سيما أنّ شولتز وميركل يمتازان بالرصانة والهدوء والكفاءة والقوة في الأداء، في ظل توقعات تشير إلى أنّ وضع رئيسة الحزب "المسيحي الديمقراطي" أنغريت كرامب كارنباور، سيزداد سوءاً بعد الانتخابات البرلمانية المقررة بثلاث ولايات شرقي البلاد، في الخريف المقبل، وسط تقدّم اليمين الشعبوي.

وترشح شولتز لزعامة "الاشتراكي" لم ينج من الانتقادات، إذ قالت عنه صحيفة "بيلد" إنّه "المرشح الخطأ الذي يفتقر للكاريزما"، معتبرة أنّ اختياره لزعامة الحزب "أمر غريب ويبرهن على أنّ الاشتراكي لا يريد تجديد نفسه"، مشددة على أنّ الحزب "يحتاج إلى نمط جديد في القيادة، وإلى شخصية قادرة على الإقناع وتتحلّى بالمصداقية، وغير متورطة في لعبة التناقضات داخل السلطة".

المساهمون