هل يطوّر العراق منظومته الجوية لتحصين سمائه؟

هل يطوّر العراق منظومته الجوية لتحصين سمائه؟

17 اغسطس 2019
يسعى رئيس الحكومة للاكتفاء بقراره بمنع الطيران العسكري (Getty)
+ الخط -
تضغط جهات سياسية ومليشياوية على رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، باتجاه تطوير منظومة دفاع جوية للبلاد، لصد أي خطر تواجهه المعسكرات العراقية من قبل أي دولة، فيما يسعى رئيس الحكومة للاكتفاء بقراره منع الطيران العسكري بالأجواء العراقية.

الحراك جاء على خلفية وقوع تفجيرات في معسكرات لمليشيا "الحشد الشعبي" داخل المدن، وسط غموض يكتنف أسبابها، فيما تثار شكوك من أن تكون ناتجة عن قصف جوي، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي إلى إصدار قرار بمنع استخدام الأجواء العراقية من دون موافقته.

وبحسب مسؤول قريب من الحكومة، فإنّ "قيادات الحشد وقيادات سياسية قريبة منها بدأت بالضغط على رئيس الحكومة لأجل التوجه نحو بناء منظومة دفاع جوي متطورة، يمكن لها صد أي اختراق للأجواء العراقية"، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أنّ "عبد المهدي يحاول تجنب هذه الخطوة، خوفا من استخدام تلك المنظومة بشكل غير صحيح، ولا سيما أن العراق ملتزم باتفاقية أمنية مع واشنطن، الأمر الذي قد يدخل العراق بأزمات خطيرة في حال استخدمت تلك المنظومة ضد الطيران الأميركي، وهذا ما لا تريده الحكومة العراقية".

وأوضح المسؤول أنّ "عبد المهدي حاول إسكات تلك الضغوط من خلال إصدار قراره بمنع استخدام الأجواء العراقية من قبل الطيران الأجنبي، من دون موافقته"، مؤكدا أنّ "تلك الجهات لم تكتف بذلك الإجراء، بل بدأت بالعمل مع النواب المقربين لها، في لجنة الأمن البرلمانية، لمتابعة الملف، وإصدار القرارات المناسبة بشأنه".

من جهته، أكد عضو لجنة الأمن البرلمانية، سعران الأعاجيبي، "حاجة العراق إلى تطوير منظومة دفاع جوي، على غرار ما لدى دول الجوار والمنطقة، وأن يواكب ما لديهم من إمكانات وقدرات في هذا المجال".

وشدد الأعاجيبي في تصريح صحافي على أن "هناك حاجة إلى منظومة صواريخ متطورة وأجهزة كشف ورصد ورادارات حديثة تواكب ما يمتلكه محيط العراق الإقليمي، ولا سيما مع الضعف الذي يعانيه بدفاعاته الجوية، يرافقه خلل في القوة الجوية متمثلا بقلة أعداد الطائرات، وقِدم الكثير منها وافتقارها إلى التقنيات الحديثة".

ودعا رئيس الحكومة إلى أن "يولي هذا الملف اهتماما كبيرا يتناسب مع أهمية هذا القطاع في حفظ أمن البلاد".


وفي وقت سابق من اليوم، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، التزامه بقرار عبد المهدي بالسيطرة على الأجواء، وقال التحالف في بيان صحافي، إنّ "قياديين كبار في مقر العمليات المشتركة لعملية العزم الصلب، التقوا بمسؤولين بوزارة الدفاع العراقية، لمناقشة قرار عبد المهدي".

وأكد البيان أنّ "التحالف الدولي باعتباره ضيفا ضمن الحدود السيادية للعراق، يلتزم بكافة القوانين العراقية وتوجيهات الحكومة العراقية، والتزم التحالف بقيادة الولايات المتحدة فورا بكافة التوجيهات من قبل شركائنا العراقيين أثناء تطبيقهم لأمر عبد المهدي".

ولم يكشف العراق بعد عن نتائج التحقيق الذي فتحه للوقوف على أسباب وقوع تفجير في معسكر الصقر التابع لمليشيا "الحشد الشعبي" في قلب بغداد، يوم الإثنين الماضي.

المساهمون